(105)
الطعن رقم
13489 لسنة 85 القضائية
(1) إجراءات " إجراءات المحاكمة " .
محاماة . دفاع " الإخلال بحق الدفاع . ما لا يوفره " .
الاستعانة بمحامٍ لكل متهم
بجناية أحيلت أمام محكمة الجنايات . إلزامية . علة ذلك؟
حق المتهم في اختيار من
يشاء للدفاع عنه مقدم على حق القاضي في اختيار المدافع عنه . مفاد ذلك ؟
تعارض ما سبق مع ما لرئيس
الجلسة من حق إدارتها والمحافظة على عدم تعطيل السير في الدعوى . يوجب إقرار رئيس
الجلسة في حقه . ما دام لم يترك المتهم بلا دفاع .
التفات المحكمة عن طلب
المحامي الحاضر مع المتهم تأجيل نظر الدعوى أكثر من مرة لحضور محام آخر اقتسم معه
الدفاع دون إبداء عذر قهري للمحامي الغائب . لا إخلال بحق الدفاع . ما دام الطلب
لم يقصد به سوى تعطيل الفصل في الدعوى .
النعي بأن للطاعن محام آخر
لمعاونة المحامي الذي ترافع عنه مرافعة حقيقية دون اعتراض منه . غير مقبول . شرط
ذلك ؟
مثال .
(2)
إجراءات " إجراءات المحاكمة " . محاماة . دفاع " الإخلال بحق
الدفاع . ما لا يوفره " .
الأصل في الإجراءات أنها
روعيت . الادعاء بمخالفتها . يوجب إقامة الدليل عليه.
نعي الطاعنين بأن المحاميين اللذين ترافعا عنهما
غير مقبولين أمام المحاكم الابتدائية دون تقديم دليل على ذلك . غير مقبول .
(3) إثبات " شهود " " خبرة
" . محكمه الموضوع " سلطتها في تقدير الدليل " " سلطتها في تقدير أقوال الشهود " " سلطتها في
تقدير آراء الخبراء " . دفاع " الإخلال بحق الدفاع . ما لا يوفره "
. حكم " تسبيبه . تسبيب غير معيب " .
تقدير القوة التدليلية لعناصر الدعوى . موضوعي .
أخذ المحكمة بأقوال الشاهد . مفاده ؟
طلب إعادة سماع شاهد .
موضوعي . إجابته . غير لازمة . متى وجدت المحكمة في أقواله ما يكفي لظهور الحقيقة
في الدعوى . المجادلة بشأن ذلك أمام محكمة النقض . غير جائزة . أساس ذلك ؟
تقدير آراء الخبراء والفصل
فيما يوجه إلى تقاريرهم من مطاعن . موضوعي .
قضاء المحكمة في الدعوى
دون إجابة طلب الطاعنين بمناقشة الطبيب الشرعي أو ندب مهندس فني وإعادة سماع شهود الإثبات أو ضم دفتر
أشار له الدفاع بمرافعته . لا عيب . علة ذلك ؟
مثال .
(4) حكم " بيانات حكم الإدانة "
" تسبيبه . تسبيب غير معيب " " بيانات الديباجة " .
وجوب بيان الحكم نص القانون الذي حكم بمقتضاه . عدم
رسم القانون شكلاً لصياغته . إشارة
ديباجة الحكم إلى مواد القانون التي آخذ الطاعن بها . كفايته . أساس ذلك ؟
(5) إثبات " معاينة " . حكم " ما لا يعيبه في نطاق التدليل " .
عدم إيراد الحكم نص محضر المعاينة بكامل أجزائه
. لا يعيبه .
(6) فاعل أصلي . مسئولية
جنائية .
إثبات الحكم تواجد الطاعنين بسيارة خلف سيارة
المحكوم عليه غيابياً تحوي بحقيبتها مواداً مخدرة . كفايته لإدانتهما باعتبارهما
فاعلين أصليين .
(7) مواد مخدرة . جريمة " أركانها " .
حكم " تسبيبه . تسبيب غير معيب " . نقض " أسباب الطعن . ما لا يقبل
منها " .
انبساط سلطان الجاني على
المادة المخدرة . كفايته لاعتباره حائزاً لها ولو لم تكن في حيازته .
الجدل الموضوعي . غير جائز أمام محكمة النقض .
مثال .
(8) قصد جنائي .
محكمة الموضوع " سلطتها في تقدير توافر القصد الجنائي " . مواد مخدرة .
إحراز المخدر بقصد الاتجار
. واقعة مادية يستقل قاضي الموضوع بتقديرها . ما دام سائغاً.
(9) مواد مخدرة . جريمة " أركانها".
قصد جنائي . حكم " تسبيبه . تسبيب غير معيب".
الركن الأدبي للجريمة
المنصوص عليها بالمادة 40/1 من قانون مكافحة المخدرات . مناط تحققه ؟
تحدث الحكم صراحة واستقلالاً
عن الركن الأدبي لجريمة استعمال القوة والعنف مع موظف عام . غير لازم .
استظهار الحكم أن نية
الطاعن انصرفت لمنع رجال الشرطة من أداء عملهم بضبطه والمتهم الآخر الذي تمكن من
الهرب . أثره : تحقق الركن الأدبي لجريمة استعمال القوة والعنف مع موظف عام .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- من المقرر
أنه من القواعد الأساسية التي أوجبها القانون أن تكون الاستعانة بالمحامي إلزامية
لكل متهم بجناية أُحيلت لنظرها إلى محكمة الجنايات حتى يكفل له دفاعاً حقيقاً لا
مجرد دفاعاً شكلياً ، تقديراً بأن الاتهام بجناية أمر له خطره ولا تؤتى ثمرة هذا
الضمان إلَّا بحضور محام أثناء المحاكمة ليشهد إجراءاتها وليعاون المتهم معاونة
إيجابية بكل ما يرى تقديمه من وجوه الدفاع ، كما أنه من المقرر أنه لا نزاع في أن
المتهم حر في اختيار من يشاء للدفاع عنه ، وحقه في ذلك حق أصيل مُقدم على حق
القاضي في اختيار المدافع ، فإن اختار المتهم مدافعاً فليس للقاضي أن يفتئت عليه
في ذلك وأن يعين له مدافعا آخر ، كما أنه ليس للقاضي أن يفوت على المحامي الحاضر
فرصة الدفاع عن الطاعن ولا يحول بين المحامي الغائب وبين القيام بمهمته سيما لو
كان الدفاع مقسما بين المدافعين ، وكان ما أراده القانون بالنص على أن كل متهم
بجناية يجب أن يكون له من يدافع عنه يتحقق بحضور محام موكلا كان أم منتدبا بجانب المتهم أثناء المحاكمة يشهد إجراءاتها ويعاون المتهم
بكل ما يرى إمكان تقديمه من وجوه الدفاع ، ولا يلزم أن يحضر مع المتهم
بجناية أكثر من محام واحد ، ولكن كل ما سبق إذا تعارض مع ما لرئيس الجلسة من حق
إدارتها والمحافظة على عدم تعطيل السير في الدعوى وجب بالبداهة إقرار رئيس الجلسة
في حقه وتخويله الحرية التامة في التصرف على شرط واحد ألَّا يترك المتهم بلا دفاع ،
وحيث إنه يبين من محاضر جلسات المحاكمة أن بالجلسة الأولى المعقودة بتاريخ … حضر
مع الطاعن الثاني الأستاذان …. ، …. المحاميان واستأجل أحدهما لسماع شهود الإثبات
عدا الثالث ولسماع شهادة عامل أحد مزلقانات السكة الحديد بــ …. والاستعلام من
الأمن المركزي عن أسماء الضباط المشاركين في واقعة الضبط ، كما استأجل الآخر لضم
دفتر أحوال الأمن المركزي عن يومي …. وضم التسجيل الذي أجراه قطاع الأخبار مع
المتهمين وانضم إلى زميله في باقي الطلبات فأجلت المحكمة نظر الدعوى لجلسة ….
للأسباب المشار إليها ، وبهذه الجلسة حضر الأستاذ .... واستمعت لشهادة الشاهد
الثاني ثم قررت المحكمة تأجيل نظر الدعوى لجلسة .... للطلبات السابقة عدا الشاهد
الثاني ، وبهذه الجلسة حضر مع الطاعن الثاني الأستاذان
.... ، .... المحاميان واستأجلا لإجراء معاينة لإثبات استحالة حدوث الواقعة ، كما
تمسكا بجميع الطلبات السابقة فأجابته المحكمة لجلسة .... للقرار السابق
وصرحت لطالب المعاينة بتصوير مكان الضبط فوتوغرافياً ، وبهذه الجلسة حضر المحاميان
سالفي الذكر مع الطاعن الثاني واستمعت المحكمة لشاهدي الإثبات الأول والثالث ثم
أجلت الدعوى جلسة .... للمرافعة وبهذه الجلسة
تأجلت الدعوى لجلسة .... للقرار السابق وبها تأجلت إدارياً لجلسة .... وبهذه الجلسة
حضر المحاميان سالفا الذكر وتأجلت الدعوى لجلسة .... لحضور المحامي الأصيل
عن المتهم الثاني – الطاعن الأول – وبهذه الجلسة حضر المحاميان سالفا الذكر وقدما
مذكرة تمسكا بما جاء بها فقررت المحكمة التأجيل لجلسة .... لسماع شهادة الشاهد
الرابع وضم دفتر أحوال الأمن المركزي وبهذه الجلسة حضر الأستاذ .... وتمسك بطلباته
فأجلت المحكمة الدعوى لجلسة .... للقرار السابق وبهذه الجلسة حضر الأستاذ ....
وقدمت النيابة العامة الدفاتر المطلوبة فأجلت المحكمة الدعوى لسماع الشاهد الرابع
وبهذه الجلسة حضر محام عن الأستاذ .... والتمس التأجيل لحضوره فأجلت المحكمة
الدعوى لجلسة .... لحضوره وللمرافعة وبهذه الجلسة أيضاً تغيب الأستاذ .... والتمس
محام حاضر عنه التأجيل لحضوره فأجلت المحكمة الدعوى لجلسة .... لسماع الشاهد
الرابع مع تغريم هذا الشاهد ألف جنيه لتغيبه وبهذه الجلسة حضر الأستاذ .... وطلب
التأجيل هو والحاضر عن المتهم الثاني – الطاعن الأول – لحضور المحاميين الأصليين
فأجلت المحكمة الدعوى لجلسة .... لحضور المحاميين الأصليين وندب المحاميين أصحاب
الدور للدفاع عن المتهمين في حالة تغيبهم مع إقالة الشاهد من الغرامة وبهذه الجلسة
حضر مع الطاعن الثاني الأستاذان .... ، .... المحاميان واستمعت المحكمة للشاهد
الرابع وتمسك الأستاذ .... بطلباته السابقة ، كما دفع بعدم دستورية المادة 26 من
قانون الأسلحة والذخيرة وطلب أجلاً لاتخاذ إجراءات الطعن فأجلت المحكمة الدعوى
لجلسة .... للمرافعة كطلب الدفاع الحاضر وبهذه الجلسة حضر مع الطاعن الثاني
الأستاذان .... ، .... المحاميان وبعد أن قرر الأول عدم جاهزيته للمرافعة عاد وقرر
بأنه مستعد بينما رفض الثاني المرافعة بقالة أنه غير جاهز لها وأشار إلى أن الدفاع
مقسم بين المدافعين فرفضت المحكمة الطلبات وأجلت الدعوى لجلسة .... للمرافعة
ولتنفيذ قرار ندب المحامين وتسليمهم صورة من الجناية خلال أسبوع لتمكينهم من
المرافعة وعرضت الأوراق على القاضي رئيس محكمة استئناف .... عضو مجلس القضاء
الأعلى لاتخاذ الإجراءات الواردة بقانون المحاماة نحو المحامين لإصرارهم على عدم المرافعة رغم استجابة المحكمة للطلبات التي يلزمها
بها قانون الإجراءات الجنائية ورفضها لما عداها من طلبات قصد بها تعطيل أمد التقاضي ، وبهذه الجلسة حضر مع الطاعن الثاني
الأستاذان .... ، .... المحاميان كما حضر المحاميان المنتدبان وأجلت القضية
لجلسة .... لاتخاذ إجراءات رد المحكمة كطلب الدفاع عن المتهم الثاني – الطاعن
الأول – وبهذه الجلسة حضر الأستاذ .... وطلب التأجيل لحضور الأستاذ …. كون الدفاع
مقسم بينهما وطلب رد رئيس الدائرة فأجلت الدعوى
لجلسة …. للقرار السابق عن المتهمين الثاني والثالث وتم وقف الدعوى لحين الفصل في طلب
الرد وحدد لها جلسة …. للسير فيها وبهذه الجلسة أجلت لجلسة …. للمرافعة وبهذه
الجلسة حضر المحاميان المنتدبان وحضر محام عن الأستاذ .... والتمس التأجيل لحضوره
فأجلت الدعوى لجلسة …. للمرافعة وبهذه الجلسة وبعد بعض المجادلات القانونية بين
المحكمة وبين دفاع الطاعنين حيث أعادوا طلب بعض الطلبات التي كانت المحكمة قد
استجابت لها اتفق الأطراف الحاضرة مع المحكمة على استعدادهم التام للمرافعة
بالجلسة التي تحددها المحكمة بعد اطلاع أحدهم على محاضر الجلسات فأجلت الدعوى
لجلسة …. للمرافعة وصرحت المحكمة بالاطلاع على محاضر الجلسات وبالجلسة الأخيرة
تمسك المدافع عن الطاعن الثاني كطلب أصلي باستدعاء الطبيب الشرعي وندب مهندس فني
ثم ترافع على سبيل الاحتياط وطلب احتياطياً أيضاً إعادة مناقشة شهود الإثبات وحضر
مع الطاعن الثاني الأستاذ …. المحامي وطلب التأجيل لحضور الأستاذ …. كون الدفاع مقسماً
بينهما ثم طلب أصلياً ضم دفتر أحوال الأمن المركزي وندب مهندس فني وإجراء تحليل DNA ثم ترافع في
الدعوى على سبيل الاحتياط وعاد وطلب إعادة مناقشة شهود الإثبات في ضوء ما استجد من
المرافعة ، وحيث إنه يبين مما تقدم أن المحكمة قد أفسحت صدرها للطاعن الثاني حتى
يتمكن دفاعه الموكل من أداء واجبه وتقسيم الدفاع بينهما لكنهما تقاعساً وتكرر ذلك
دون إبداء عذر مانع للمحامي الغائب من المثول أمام المحكمة ، حتى وقر في يقين
المحكمة أن القصد من تكرار طلب التأجيل هو تعطيل الفصل في الدعوى فمضت في نظر
الدعوى واستمعت لمرافعة الأستاذ …. . وإذ كان ذلك ، ولما كانت المحكمة قد قدرت في
حدود حقها وعلى ضوء الظروف التي مرت بها الدعوى وفي ضوء ما أفصحت عنه بمحاضر
الجلسات وإحالتها الدعوى لرئيس محكمة استئناف .... لاتخاذ الإجراءات التأديبية ضد
المحامين لامتناعهم عن المرافعة وإن تخلف المحامي الموكول المقسم معه الدفاع لم
يكن لعذر قهري يلزمها بأن تمنحه مهلة أخرى للحضور ، وأنه كان بوسعه أن يحضر للدفاع
عن المتهم خاصة وأنه سبق له الحضور بالجلسات التي سُمعت فيها أقوال شهود الإثبات
وقام بمناقشتهم ، أما وقد نكل عن ذلك ولم يبد الطاعن ثمة اعتراض على مرافعة
المحامي الموكل الآخر الأستاذ …. الذي ترافع مرافعة حقيقية دون اعتراض من الطاعن
الثاني ، تكون قد وفرت للطاعن الثاني دفاعاً جدياً لا شكلياً تتحقق به الغاية من
إيجاب حضور محام مع المتهم بجناية أمام محكمة الجنايات يتولى الدفاع عنه ، فلا يصح
الاحتجاج - من بعد - على الحكم بدعوى أنه كان
للمتهم محام آخر ليعاونه في دفاعه ما دام لم يصدر من المحكمة ما من شأنه أن يحول
بين ذلك المحامي وبين الحضور مع موكله
بالجلسة التي حددت لنظر الدعوى ، فإن الحكم يكون بريئاً مما رماه به الطاعن
الثاني في هذا الخصوص . لما كان ذلك ، وكان يبين من محضر جلسة …. التي جرت بها
المرافعة أنه حضر مع الطاعن الأول الأستاذ …. والأستاذ …. وترافع أولهما عنه دون أن يشير إلى أنه بنى خطته في الدفاع
عن الطاعن الأول على وجود زميل معه . لما كان ذلك ، وكان الطاعن الأول لم
يشر بأسباب طعنه إلى أن المحاميين الحاضرين معه اتفقا على المشاركة في الدفاع
وتقسيمه بينهما ، وكان القانون لا يوجب أن يكون مع كل متهم بجناية أكثر من محام
واحد يتولى الدفاع عنه ، فإن ما يثيره الطاعن بدعوى الإخلال بحق الدفاع وبطلان
الإجراءات يكون في غير محله .
2- لما كان الأصل في الإجراءات أنها قد روعيت وعلى من
يدعي أنها قد خولفت إقامة الدليل على ذلك ، وكان الطاعنان لم يقدما دليلاً على أن
المحاميين الموكلين منهما والحاضرين معهما واللذين توليا الدفاع عنهما في الجناية
التي دينا بها غير مقبولين للمرافعة أمام المحاكمة الابتدائية ، فإن ما يدعيه
الطاعنان في هذا الصدد يكون على غير سند .
3- لما كان الأصل أن لمحكمة الموضوع كامل السلطة في
تقدير القوة التدليلية لعناصر الدعوى ، ومتى أخذت بأقوال الشاهد ، فإن ذلك يفيد
اطراحها لجميع الاعتبارات التي ساقها الدفاع لحملها على عدم الأخذ بها ، كما أنها
ليست مُلزمة بإجابة طلب إعادة سماعه ؛ متى وجدت في أقواله ما يكفي لظهور الحقيقة
في الدعوى ، وكانت المحكمة – في هذه الدعوى- قد اطمأنت إلى أقوال شهود الإثبات
الذين ناقشتهم تفصيلياً ، ورفضت إجابة طلب إعادة مناقشتهم، فإنها تكون قد فصلت في
أمر موضوعي ، لا شأن لمحكمة النقض به ، ولا يجوز المجادلة فيه أمامها ، هذا فضلاً
أنه متى كان ما يرمي إليه الطاعنان من طلب مناقشة الشهود وبان للمحكمة أنها واضحة
وضوحاً كافياً فلها أن تمتنع عن سماعهم بما لها من حق تخوله لها الفقرة الأخيرة من
المادة 273 من قانون الإجراءات الجنائية ، وكان البين من محضر جلسة المحاكمة
الأخيرة أن المدافعين عن الطاعنين بعد أن تنازلا عن سماع شهود الإثبات اكتفاءً
بتلاوة أقوالهم عادا وطلبا في مرافعتهما مناقشة الطبيب الشرعي وندب مهندس فني
وإعادة سماع أقوال شهود الإثبات وضم دفتر أحوال الأمن المركزي وإجراء تحليل DNA ، وكان مما يسلم به الطاعنان في أسباب الطعن أن هذه الطلبات كانت
للتشكيك في صحة الاتهام المسند إليهم ، وكانت التهمة التي يبغي الطاعنان نفيها
والتشكيك في صحتها قد بدت واضحة جلية بما حصلته من وقائع الدعوى ، فإنه لا تثريب على المحكمة إن هي قضت في الدعوى دون إجابة
طلب الطاعنين مناقشة الطبيب الشرعي أو ندب المهندس الفني وإعادة سماع شهود
الإثبات أو ضم الدفتر الذي أشار إليه الدفاع في مرافعته وتنحسر عنه قالة الإخلال
بحق الدفاع ، هذا فضلاً أنه من المقرر أن تقدير آراء الخبراء والفصل فيما يوجه إلى
تقاريرهم من مطاعن مرجعه إلى محكمة الموضوع التي لها كامل الحرية في تقدير القوة
التدليلية لتقدير الخبير شأنه في ذلك شأن سائر الأدلة ، وهي غير مُلزمة من بعد
بإجابة طلب استدعاء الطبيب الشرعي والمهندس الفني لمناقشتهما بشأن ما أُثير من منازعة
حول صورة الواقعة ما دام أن الواقعة قد وضحت لديها ولم تر هي من جانبها حاجة إلى
اتخاذ هذا الإجراء ، وكانت المحكمة قد أقامت قضاءها على ما اقتنعت به مما حواه
التقرير الطبي الشرعي بما لا يتعارض مع أقوال الشهود ، فلا تثريب على المحكمة إن
هي التفتت عن طلب مناقشة الطبيب الشرعي وندب المهندس الفني لتحقيق دفاع الطاعنين
المبني على المنازعة في صورة الواقعة ما دام أنه غير منتج في نفي التهمة عنهما ،
وكان ضم دفتر أحوال الأمن المركزي وإجراء تحليل DNA لا تتجه مباشرة إلى نفي الفعل المكون
للجريمة ، وإنما قصد به إثاره الشبهة في أدلة الثبوت التي اطمأنت إليها المحكمة ،
فلا على المحكمة إن هي أعرضت عنه ولم تلفتت إليه ، ويكون النعي على الحكم المطعون
فيه بقالة الإخلال بحق الدفاع لهذا السبب في غير محله .
4- لما كانت المادة 310 من قانون الإجراءات الجنائية وإن
أوجبت على الحكم أن يبين نص القانون الذي حكم بمقتضاه إلَّا أن القانون لم يرسم
شكلاً يصوغ فيه الحكم هذا البيان ، ولما كان الثابت أن الحكم المطعون فيه بعد أن
بيَّن في ديباجته وصف الجرائم المسندة إلى الطاعنين حصل الواقعة المستوجبة للعقوبة
والظروف التي وقعت فيها ومؤدى أدلة الثبوت ثم أشار إلى نصوص القانون التي آخذه بها
بقوله : " هو الأمر الذي يتعين معه إعمال المادة 304/2 من قانون الإجراءات
الجنائية بمعاقبتهم بمقتضى المواد 1/1 ، 2/1 ، 7/1 ،
34/بند1/أ ، 40/2،1 ، 42/1 من القانون رقم 182
لسنة 1960 المعدل والبند رقم " 56" من القسم الثاني من الجدول رقم
" 1 " والمستبدل بقرار وزير الصحة والسكان رقم 46 لسنة 1997 والمواد 1/1
، 2 ، 6 ، 26/3-4 ، 30/1 من القانون 394 لسنة 1954 المعدل
والبند " ب " من القسم الثاني من الجدول رقم " 3 " المرفق
والمعدل بقرار وزير الداخلية رقم 13354 لسنة 1995 " ، فإن ما أورده الحكم يكفي
في بيان نص القانون الذي حكم بمقتضاه بما يحقق حكم القانون .
5- لما كان الحكم المطعون فيه قد أورد مؤدى معاينة
النيابة للسيارة من استيعابها المضبوطات ، فإن
ما ينعاه الطاعنان على الحكم بعدم إيراد مضمون المعاينة لا يكون له محل ؛
لما هو مقرر من أنه لا ينال من سلامة الحكم عدم إيراده نص محضر المعاينة بكامل
أجزائه .
6- لما كان البيّن من مدونات الحكم أنه أثبت في حق
الطاعنين تلاقى إرادتهما مع المتهم الآخر المحكوم عليه غيابياً على الاتجار في
المواد المخدرة وأن كلاً منهم أسهم - تحقيقاً لهذا الغرض المشترك - بدور في تنفيذ
هذه الجريمة - على نحو ما بينه الحكم – إذ أثبت أن الطاعنين تواجدا في السيارة
التي كانت تسير خلف سيارة المتهم المحكوم عليه غيابياً حال
حملهما للمخدر المضبوط بحقيبة السيارة التي يستقلانها ، فإنه إذ دان الطاعنين
بوصفهما فاعلين أصليين في جريمة حيازة المواد المخدرة بقصد الاتجار يكون قد اقترن
بالصواب ، ويضحى النعي عليه في هذا المقام غير مقبول .
7- من المقرر أنه لا يشترط لاعتبار الجاني حائزاً لمادة
مخدرة أن يكون محرزاً مادياً لها بل يكفي لاعتباره كذلك أن يكون سلطانه مبسوطاً
عليها ولو لم تكن في حيازته المادية أو كان المحرز له شخصاً غيره ، وإذ كان الحكم
المطعون فيه قد استند في إثبات حيازة الطاعن لمخدر الحشيش المضبوط في السيارة إلى
أقوال ضباط الواقعة التي اطمأن إليها والتي حصل مؤداها بأن الطاعنين يتجران في
المواد المخدر ويقومان بترويجها بالاشتراك مع المتهم الأول - المحكوم عليه غيابياً
- ويستعملان في ذلك " سيارة تويوتا لاند كروزر" وبناءً على إذن التفتيش
الصادر لأحدهما قاموا بضبطهما والمخدر بحقيبة
السيارة التي كان يقودها الطاعن الأول ، ولما كان الطاعن لا يجادل في أن ما
أورده الحكم من وقائع وما حصله من أقوال الضباط التي اطمأن إليها وعوّل عليها في
الإدانة له أصله الثابت في الأوراق ، وكان ما أورده الحكم من ذلك كافياً وسائغاً
في التدليل على نسبة المخدر المضبوط في السيارة للطعن ، فإن ما ينعاه الطاعن
الثاني في هذا الصدد ينحل في حقيقته إلى جدل موضوعي لا يقبل لدى محكمة النقض .
8- من المقرر أن
إحراز المخدر بقصد الاتجار واقعة مادية يستقل قاضي الموضوع بالفصل فيها ما دام
استخلاصه سائغاً تؤدي إليه ظروف الواقعة وأدلتها وقرائن الأحوال فيها ، وكان ما
أورده الحكم في تحصيله للواقعة وسرده لمؤدى أقوال شهود الإثبات ورده على دفوع
الطاعنين كافياً في إثبات أن حيازتهما للجواهر المخدرة كان بقصد الاتجار وفي إظهار
اقتناع المحكمة بثبوته من ظروف الواقعة التي أوردتها أدلتها التي عولت عليها ، فإن
ما يثيره الطاعنان في هذا الصدد لا يكون سديداً .
9- من المقرر أن الركن الأدبي في الجناية المنصوص عليها
في المادة 40/1 من قانون مكافحة المخدرات لا يتحقق إلَّا إذا توافرت
لدى الجاني نيه خاصة بالإضافة إلى القصد الجنائي العام تتمثل في انتوائه الحصول من
الموظف المعتدى عليه على نتيجة معينة هي أن يؤدي عملاً لا يحل له أن يؤديه أو أن
يستجيب لرغبة المعتدي فيمتنع عن أداء عمل كلف به بأدائه وقد أطلق الشارع حكم هذه
المادة لينال بالعقاب كل من يستعمل القوة أو العنف أو التهديد مع الموظف العام أو
الشخص المكلف بالخدمة العامة ؛ متى كانت غايته من الاعتداء أو التهديد حمل الموظف
أو المكلف بالخدمة العامة على قضاء أمر بغير حق أو اجتناب أداء عمله المُكلف به ،
وكان ما ساقة الحكم المطعون فيه من أدلة تبريراً لقضائه قد استظهر استظهاراً من
ظروف الواقعة أن نية الطاعن قد انصرفت إلى منع رجال الشرطة - المجني عليهم - من
أداء عمل من أعمال وظيفتهم من ضبطهما والمتهم الأول الذي تمكن من الهرب بأن أطلقوا
عليهم وابلاً من الأعيرة النارية ، فإن الحكم المطعون فيه يكون قد أثبت قيام الركن
الأدبي لجريمة استعمال القوة والعنف التي دان الطاعنين بها ، وكان عدم تحدث الحكم
صراحة وعلى استقلال القصد الجنائي لدى الطاعنين لا يعيبه ، كما أثبتها تفيد توافر
هذا القصد وهو ما تستقل به محكمة الموضوع ، فإن ما ينعاه الطاعنان في هذا الخصوص
يكون غير سديد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوقائع
اتهمت النيابة العامة كلاً من : 1- …. ، 2- …. ( طاعنة ) ، 3-
…. ( طاعن ) بأنهم :
1- حازوا
وأحرزوا بقصد الاتجار جوهراً مخدراً ( حشيش ) في غير الأحوال المصرح بها قانوناً .
2- تعدوا على موظفين عموميين هم المقدم …. والعقيد …. والعقيد …. والعقيد ….
الضابط بـــ .... وقاوموهم حال تأديتهم وظيفتهم وبسبب تنفيذهم لأحكام قانون مكافحة
المخدرات وذلك حال حملهم الأسلحة النارية موضوع الاتهام اللاحق بأن أطلقوا صوبهم
وابلاً من الأعيرة النارية قاصدين من ذلك منعهم من ضبطهم على النحو المبين
بالتحقيقات .
المتهمان الأول
والثاني :
1- حازوا وأحرزوا أسلحة
نارية مششخنة " بندقيتين آليتين " غير جائز الترخيص بحيازتهم أو إحرازهم
.
2- حازوا وأحرزوا ذخائر " خمسة وخمسين طلقة
" مما تستخدم على الأسلحة موضوع الوصف السابق غير جائز الترخيص بحيازتها أو
إحرازها .
وأحالتهم إلى محكمة جنايات .... لمحاكمتهم طبقاً للقيد
والوصف الواردين بأمر الإحالة .
والمحكمة قضت غيابياً للأول وحضورياً للثانية والثالث عملاً
بالمواد 1/1 ، 2/1 ، 7/1 ، 34/1 بند أ ، 40/2،1 ، 42/1
من القانون 182 لسنة 1960 المعدل والبند رقم (56) من القسم الثاني من الجدول
رقم (1) الملحق والمستبدل بقرار وزير الصحة والسكان رقم 46 لسنة 1997 والمواد 1/1
، 2 ، 6 ، 26/3-4 ، 30/1 من القانون 394 لسنة 1954 المعدل
والبند رقم (ب) من القسم الثاني من الجدول رقم (3) المرفق والمعدل بقرار وزير
الداخلية رقم 13354 لسنة 1995 ، وبعد إعمال المادة 32 من قانون العقوبات على
الجرائم المسندة للمتهمين ومعاقبتهم بالجريمة الأولى باعتبارها الجريمة الأشد ، بمعاقبة
كل من .... ، .... ، .... بالسجن المؤبد وتغريمه
خمسمائة ألف جنيه ومصادرة المخدر والأسلحة النارية والطلقات والسيارات المضبوطة ،
بعد إضافة حيازة المتهم الثالث لسلاح ناري " بندقية آلية " غير جائز
بحيازتها أو إحرازها .
فطعن
المحكوم عليهما الثانية والثالث في هذا الحكم بطريق النقض .... إلخ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحكمة
حيث إن مبنى الطعن أن الحكم المطعون فيه إذ دان الطاعنين
بجرائم حيازة جوهر مخدر (الحشيش) بقصد الاتجار ومقاومة موظف عام من القائمين على
تنفيذ قانون مكافحة المخدرات وإحراز وحيازة سلاح آلي قد شابه الإخلال بحق الدفاع ،
والبطلان في الإجراءات ، والقصور في التسبيب ، والفساد في الاستدلال ؛ ذلك بأن
المحكمة رفضت دون تعليل طلب أحد محامي الطاعن الثاني الموكلين بالجلسة التي صدر
بها الحكم المطعون فيه تأجيل نظر الدعوى لحضور زميله الآخر سيما أن الدفاع كان
مقسماً بينهما ، ولم تمكن المحامي .... من المرافعة أو إبداء ثمة دفاع عن الطاعنة
الأولي ، وأن المحاميين …. ، …. اللذان حضر أولهما مع الطاعنة الأولي وثانيهما عن
الطاعن الثاني أمام محكمة الجنايات وتوليا الدفاع عنهما في الجناية التي دين بها
غير مقبولين للمرافعة أمام المحاكم الابتدائية ، ولم تجب المدافعين عنهما إلى
طلبهما إعادة سؤال شهود الإثبات ، ولم يورد النص العقابي الذي إدان الطاعنين
بمقتضاه ، ولم يبين مضمون المعاينة على الرغم من تعويله عليها بالمخالفة لنص
المادة 310 من قانون الإجراءات الجنائية ، ولم يدلل على اتفاق الطاعنين مع المحكوم
عليه غيابياً على حيازة المخدر ، كما دفع الطاعن الثاني بانتفاء صلته بالمخدر
المضبوط وعدم علمه بوجود المخدر بالسيارة مستدلاً على ذلك أنه ليس مالكاً أو
حائزاً لها ، كما لم يدلل توافر قصد الاتجار وأن نية الطاعنين قد انصرفت إلى منع
رجال الشرطة - المجني عليهم - من أداء عمل من أعمال وظيفتهم سيما أنهما لم يكونا
على علم بصفاتهم الوظيفية ، وأن دفاع الطاعنين في سبيل نفي التهمة وتكذيب أقوال
شهود الإثبات تمسك باستحالة حدوث الواقعة وفق ما جاء بتصويرهم للشواهد التي عدداها
، إلَّا أن المحكمة التفتت عن هذا الدفاع واعتنقت تصوير الشهود لواقعة الدعوى
وقعدت عن الاستجابة لطلبهما الجازم باستدعاء الطبيب الشرعي والمهندس الفني ، ويضيف
الطاعن الثاني أن الحكم أغفل طلبة ضم دفتر أحوال قطاع الأمن المركزي عن يومي .... ،
.... وندب مهندس فني لفحص السيارات المضبوطة وبيان مالكيها وإجراء تحليل DNA للطاعن
للتأكد من وجود آثار لدمائه داخل السيارة من عدمه ، مما يعيب الحكم ويستوجب نقضه .
ومن حيث إن الحكم المطعون فيه بين واقعة الدعوى بما
تتوافر به العناصر القانونية للجرائم التي دان الطاعنين بها وأورد على ثبوتها في
حقهما أدلة سائغة من شأنها أن تؤدي إلى ما رتبه الحكم عليها . لما كان ذلك ، وكان
من المقرر أنه من القواعد الأساسية التي أوجبها القانون أن تكون الاستعانة
بالمحامي إلزامية لكل متهم بجناية أُحيلت لنظرها إلى محكمة الجنايات حتى يكفل له
دفاعاً حقيقاً لا مجرد دفاعاً شكلياً ، تقديراً بأن الاتهام بجناية أمر له خطره
ولا تؤتى ثمرة هذا الضمان إلَّا بحضور محام أثناء المحاكمة
ليشهد إجراءاتها وليعاون المتهم معاونة إيجابية
بكل ما يرى تقديمه من وجوه الدفاع ، كما أنه من المقرر أنه لا نزاع في أن المتهم
حر في اختيار من يشاء للدفاع عنه ، وحقه في ذلك حق أصيل مُقدم على حق القاضي في
اختيار المدافع ، فإن اختار المتهم مدافعاً فليس للقاضي أن يفتئت عليه في ذلك وأن
يعين له مدافعا آخر ، كما أنه ليس للقاضي أن يفوت على المحامي الحاضر فرصة الدفاع
عن الطاعن ولا يحول بين المحامي الغائب وبين القيام بمهمته سيما لو كان الدفاع
مقسما بين المدافعين ، وكان ما أراده القانون بالنص على أن كل متهم بجناية يجب أن
يكون له من يدافع عنه يتحقق بحضور محام موكلا كان أم منتدبا بجانب المتهم أثناء
المحاكمة يشهد إجراءاتها ويعاون المتهم بكل ما يرى
إمكان تقديمه من وجوه الدفاع ، ولا يلزم أن يحضر مع المتهم بجناية أكثر من محام
واحد ، ولكن كل ما سبق إذا تعارض مع ما لرئيس الجلسة من حق إدارتها
والمحافظة على عدم تعطيل السير في الدعوى وجب بالبداهة إقرار رئيس الجلسة في حقه
وتخويله الحرية التامة في التصرف على شرط واحد
ألَّا يترك المتهم بلا دفاع ، وحيث إنه يبين من محاضر جلسات المحاكمة أن بالجلسة
الأولى المعقودة بتاريخ …. حضر مع الطاعن الثاني الأستاذان …. ، …. المحاميان واستأجل أحدهما لسماع شهود الإثبات عدا الثالث ولسماع
شهادة عامل أحد مزلقانات السكة الحديد بــ …. والاستعلام من الأمن المركزي
عن أسماء الضباط المشاركين في واقعة الضبط ، كما استأجل الآخر لضم دفتر أحوال
الأمن المركزي عن يومي …. وضم التسجيل الذي أجراه قطاع الأخبار مع المتهمين وانضم
إلى زميله في باقي الطلبات فأجلت المحكمة نظر الدعوى لجلسة …. للأسباب المشار
إليها ، وبهذه الجلسة حضر الأستاذ …. واستمعت لشهادة الشاهد الثاني ثم قررت
المحكمة تأجيل نظر الدعوى لجلسة …. للطلبات السابقة عدا الشاهد الثاني ، وبهذه
الجلسة حضر مع الطاعن الثاني الأستاذان …. ، .... المحاميان واستأجلا لإجراء
معاينة لإثبات استحالة حدوث الواقعة ، كما تمسكا بجميع الطلبات السابقة فأجابته
المحكمة لجلسة …. للقرار السابق وصرحت لطالب المعاينة بتصوير مكان الضبط
فوتوغرافياً ، وبهذه الجلسة حضر المحاميان سالفي الذكر مع الطاعن الثاني واستمعت
المحكمة لشاهدي الإثبات الأول والثالث ثم أجلت الدعوى جلسة …. للمرافعة وبهذه
الجلسة تأجلت الدعوى لجلسة …. للقرار السابق وبها تأجلت إدارياً لجلسة …. وبهذه
الجلسة حضر المحاميان سالفا الذكر وتأجلت الدعوى لجلسة …. لحضور المحامي الأصيل عن
المتهم الثاني – الطاعن الأول – وبهذه الجلسة حضر المحاميان سالفا الذكر وقدما مذكرة تمسكا بما جاء بها فقررت المحكمة التأجيل
لجلسة …. لسماع شهادة الشاهد الرابع وضم دفتر أحوال الأمن المركزي وبهذه
الجلسة حضر الأستاذ .... وتمسك بطلباته فأجلت المحكمة الدعوى لجلسة …. للقرار
السابق وبهذه الجلسة حضر الأستاذ …. وقدمت النيابة العامة الدفاتر المطلوبة فأجلت
المحكمة الدعوى لسماع الشاهد الرابع وبهذه الجلسة حضر محام عن الأستاذ …. والتمس
التأجيل لحضوره فأجلت المحكمة الدعوى لجلسة …. لحضوره وللمرافعة وبهذه الجلسة
أيضاً تغيب الأستاذ …. والتمس محام حاضر عنه التأجيل لحضوره فأجلت المحكمة الدعوى
لجلسة …. لسماع الشاهد الرابع مع تغريم هذا الشاهد ألف جنيه لتغيبه وبهذه الجلسة
حضر الأستاذ …. وطلب التأجيل هو والحاضر عن المتهم الثاني – الطاعن الأول – لحضور
المحاميين الأصليين فأجلت المحكمة الدعوى لجلسة …. لحضور المحاميين الأصليين وندب
المحاميين أصحاب الدور للدفاع عن المتهمين في حالة تغيبهم مع إقالة الشاهد من
الغرامة وبهذه الجلسة حضر مع الطاعن الثاني الأستاذان …. ، …. المحاميان واستمعت
المحكمة للشاهد الرابع وتمسك الأستاذ …. بطلباته السابقة ، كما دفع بعدم دستورية المادة 26 من قانون الأسلحة والذخيرة وطلب أجلاً
لاتخاذ إجراءات الطعن فأجلت المحكمة الدعوى لجلسة …. للمرافعة كطلب الدفاع
الحاضر وبهذه الجلسة حضر مع الطاعن الثاني الأستاذان …. ، .... المحاميان وبعد أن
قرر الأول عدم جاهزيته للمرافعة عاد وقرر بأنه مستعد بينما رفض الثاني المرافعة
بقالة أنه غير جاهز لها وأشار إلى أن الدفاع مقسم بين المدافعين فرفضت المحكمة
الطلبات وأجلت الدعوى لجلسة …. للمرافعة ولتنفيذ قرار ندب المحامين وتسليمهم صورة
من الجناية خلال أسبوع لتمكينهم من المرافعة وعرضت الأوراق على القاضي رئيس محكمة
استئناف …. عضو مجلس القضاء الأعلى لاتخاذ الإجراءات الواردة بقانون المحاماة نحو
المحامين لإصرارهم على عدم المرافعة رغم استجابة المحكمة للطلبات التي يلزمها بها
قانون الإجراءات الجنائية ورفضها لما عداها من طلبات قصد بها تعطيل أمد التقاضي ،
وبهذه الجلسة حضر مع الطاعن الثاني الأستاذان …. ، …. المحاميان كما حضر المحاميان
المنتدبان وأجلت القضية لجلسة …. لاتخاذ إجراءات رد المحكمة كطلب الدفاع عن المتهم
الثاني – الطاعن الأول – وبهذه الجلسة حضر الأستاذ .... وطلب التأجيل لحضور
الأستاذ …. كون الدفاع مقسم بينهما وطلب رد رئيس الدائرة فأجلت الدعوى لجلسة ….
للقرار السابق عن المتهمين الثاني والثالث وتم وقف الدعوى لحين الفصل في طلب الرد
وحدد لها جلسة …. للسير فيها وبهذه الجلسة أجلت لجلسة …. للمرافعة وبهذه الجلسة
حضر المحاميان المنتدبان وحضر محام عن الأستاذ .... والتمس التأجيل لحضوره فأجلت
الدعوى لجلسة …. للمرافعة وبهذه الجلسة وبعد بعض المجادلات القانونية بين المحكمة
وبين دفاع الطاعنين حيث أعادوا طلب بعض الطلبات التي كانت المحكمة قد استجابت لها
اتفق الأطراف الحاضرة مع المحكمة على استعدادهم التام للمرافعة بالجلسة التي
تحددها المحكمة بعد اطلاع أحدهم على محاضر الجلسات فأجلت الدعوى لجلسة …. للمرافعة
وصرحت المحكمة بالاطلاع على محاضر الجلسات وبالجلسة الأخيرة تمسك المدافع عن
الطاعن الثاني كطلب أصلي باستدعاء الطبيب الشرعي وندب مهندس فني ثم ترافع على سبيل
الاحتياط وطلب احتياطياً أيضاً إعادة مناقشة شهود الإثبات وحضر مع الطاعن الثاني
الأستاذ …. المحامي وطلب التأجيل لحضور الأستاذ …. كون الدفاع مقسماً بينهما ثم
طلب أصلياً ضم دفتر أحوال الأمن المركزي وندب مهندس فني وإجراء تحليل DNA ثم ترافع في الدعوى على سبيل الاحتياط
وعاد وطلب إعادة مناقشة شهود الإثبات في ضوء ما استجد من
المرافعة ، وحيث إنه يبين مما تقدم أن المحكمة قد أفسحت صدرها للطاعن الثاني حتى
يتمكن دفاعه الموكل من أداء واجبه وتقسيم الدفاع بينهما لكنهما تقاعساً وتكرر ذلك
دون إبداء عذر مانع للمحامي الغائب من المثول
أمام المحكمة ، حتى وقر في يقين المحكمة أن القصد من تكرار طلب التأجيل هو
تعطيل الفصل في الدعوى فمضت في نظر الدعوى واستمعت لمرافعة الأستاذ …. . وإذ كان
ذلك ، ولما كانت المحكمة قد قدرت في حدود حقها وعلى ضوء الظروف التي مرت بها
الدعوى وفي ضوء ما أفصحت عنه بمحاضر الجلسات وإحالتها الدعوى لرئيس محكمة استئناف ....
لاتخاذ الإجراءات التأديبية ضد المحامين لامتناعهم عن المرافعة وإن تخلف المحامي
الموكول المقسم معه الدفاع لم يكن لعذر قهري يلزمها بأن تمنحه مهلة أخرى للحضور ،
وأنه كان بوسعه أن يحضر للدفاع عن المتهم خاصة وأنه سبق له الحضور بالجلسات التي
سُمعت فيها أقوال شهود الإثبات وقام بمناقشتهم ، أما وقد نكل عن ذلك ولم يبد
الطاعن ثمة اعتراض على مرافعة المحامي الموكل الآخر الأستاذ …. الذي ترافع مرافعة
حقيقية دون اعتراض من الطاعن الثاني ، تكون قد وفرت للطاعن الثاني دفاعاً جدياً لا
شكلياً تتحقق به الغاية من إيجاب حضور محام مع المتهم بجناية أمام محكمة الجنايات
يتولى الدفاع عنه ، فلا يصح الاحتجاج - من بعد - على الحكم بدعوى أنه كان للمتهم
محام آخر ليعاونه في دفاعه ما دام لم يصدر من المحكمة ما من شأنه أن يحول بين ذلك
المحامي وبين الحضور مع موكله بالجلسة التي
حددت لنظر الدعوى ، فإن الحكم يكون بريئاً مما رماه به الطاعن الثاني في هذا
الخصوص . لما كان ذلك ، وكان يبين من محضر جلسة …. التي جرت بها المرافعة
أنه حضر مع الطاعن الأول الأستاذ …. والأستاذ …. وترافع أولهما عنه دون أن يشير
إلى أنه بنى خطته في الدفاع عن الطاعن الأول على وجود زميل معه . لما كان ذلك ،
وكان الطاعن الأول لم يشر بأسباب طعنه إلى أن
المحاميين الحاضرين معه اتفقا على المشاركة في الدفاع وتقسيمه بينهما ، وكان
القانون لا يوجب أن يكون مع كل متهم بجناية أكثر من محام واحد يتولى الدفاع
عنه ، فإن ما يثيره الطاعن بدعوى الإخلال بحق الدفاع وبطلان الإجراءات يكون في غير
محله . لما كان ذلك ، وكان الأصل في الإجراءات أنها قد روعيت وعلى من يدعي أنها قد
خولفت إقامة الدليل على ذلك ، وكان الطاعنان لم يقدما دليلاً على أن المحاميين
الموكلين منهما والحاضرين معهما واللذين توليا
الدفاع عنهما في الجناية التي دينا بها غير مقبولين للمرافعة أمام المحاكمة
الابتدائية ، فإن ما يدعيه الطاعنان في هذا الصدد يكون على غير سند . لما
كان ذلك ، وكان الأصل أن لمحكمة الموضوع كامل السلطة في تقدير القوة التدليلية
لعناصر الدعوى ، ومتى أخذت بأقوال الشاهد ، فإن
ذلك يفيد اطراحها لجميع الاعتبارات التي ساقها الدفاع لحملها على عدم الأخذ بها ،
كما أنها ليست مُلزمة بإجابة طلب إعادة سماعه ؛ متى وجدت في أقواله ما يكفي لظهور
الحقيقة في الدعوى ، وكانت المحكمة – في هذه الدعوى- قد اطمأنت إلى أقوال شهود
الإثبات الذين ناقشتهم تفصيلياً ، ورفضت إجابة
طلب إعادة مناقشتهم ، فإنها تكون قد فصلت في أمر موضوعي ، لا شأن لمحكمة النقض به ، ولا يجوز المجادلة فيه
أمامها ، هذا فضلاً أنه متى كان ما يرمي إليه الطاعنان من طلب مناقشة
الشهود وبان للمحكمة أنها واضحة وضوحاً كافياً فلها أن تمتنع عن سماعهم بما لها من حق تخوله لها الفقرة الأخيرة من
المادة 273 من قانون الإجراءات الجنائية ، وكان البين من محضر جلسة
المحاكمة الأخيرة أن المدافعين عن الطاعنين بعد أن تنازلا عن سماع شهود الإثبات
اكتفاءً بتلاوة أقوالهم عادا وطلبا في مرافعتهما مناقشة الطبيب الشرعي وندب مهندس
فني وإعادة سماع أقوال شهود الإثبات وضم دفتر أحوال الأمن المركزي وإجراء تحليل DNA ، وكان مما يسلم به الطاعنان في أسباب الطعن أن هذه الطلبات كانت
للتشكيك في صحة الاتهام المسند إليهم ، وكانت التهمة التي يبغي الطاعنان نفيها
والتشكيك في صحتها قد بدت واضحة جلية بما حصلته من وقائع الدعوى ، فإنه لا تثريب
على المحكمة إن هي قضت في الدعوى دون إجابة طلب الطاعنين مناقشة الطبيب الشرعي أو
ندب المهندس الفني وإعادة سماع شهود الإثبات أو ضم الدفتر الذي أشار إليه الدفاع
في مرافعته وتنحسر عنه قالة الإخلال بحق الدفاع ، هذا فضلاً أنه من المقرر أن
تقدير آراء الخبراء والفصل فيما يوجه إلى تقاريرهم من مطاعن مرجعه إلى محكمة
الموضوع التي لها كامل الحرية في تقدير القوة التدليلية لتقدير الخبير شأنه في ذلك
شأن سائر الأدلة ، وهي غير مُلزمة من بعد بإجابة طلب استدعاء الطبيب الشرعي
والمهندس الفني لمناقشتهما بشأن ما أُثير من منازعة حول صورة الواقعة ما دام أن
الواقعة قد وضحت لديها ولم تر هي من جانبها حاجة إلى اتخاذ هذا الإجراء ، وكانت
المحكمة قد أقامت قضاءها على ما اقتنعت به مما حواه التقرير الطبي الشرعي بما لا
يتعارض مع أقوال الشهود ، فلا تثريب على المحكمة إن هي التفتت عن طلب مناقشة
الطبيب الشرعي وندب المهندس الفني لتحقيق دفاع الطاعنين المبني على المنازعة في
صورة الواقعة ما دام أنه غير منتج في نفي التهمة عنهما ، وكان ضم دفتر أحوال الأمن
المركزي وإجراء تحليل DNA لا تتجه مباشرة إلى نفي الفعل المكون
للجريمة ، وإنما قصد به إثاره الشبهة في أدلة الثبوت التي اطمأنت إليها المحكمة ،
فلا على المحكمة إن هي أعرضت عنه ولم تلفتت إليه ، ويكون النعي على الحكم المطعون
فيه بقالة الإخلال بحق الدفاع لهذا السبب في غير محله . لما كان ذلك ، وكانت
المادة 310 من قانون الإجراءات الجنائية وإن أوجبت على الحكم أن يبين نص القانون
الذي حكم بمقتضاه إلَّا أن القانون لم يرسم شكلاً يصوغ فيه الحكم هذا البيان ،
ولما كان الثابت أن الحكم المطعون فيه بعد أن بيَّن في ديباجته وصف الجرائم
المسندة إلى الطاعنين حصل الواقعة المستوجبة للعقوبة والظروف التي وقعت فيها ومؤدى
أدلة الثبوت ثم أشار إلى نصوص القانون التي
آخذه بها بقوله : " هو الأمر الذي يتعين معه إعمال المادة 304/2 من قانون
الإجراءات الجنائية بمعاقبتهم بمقتضى المواد 1/1 ، 2/1
، 7/1 ، 34/بند1/أ ، 40/2،1 ، 42/1
من القانون رقم 182 لسنة 1960 المعدل والبند رقم " 56" من القسم الثاني
من الجدول رقم " 1 " والمستبدل بقرار
وزير الصحة والسكان رقم 46 لسنة 1997 والمواد 1/1 ، 2 ، 6 ، 26/3-4
، 30/1 من القانون 394 لسنة 1954 المعدل والبند " ب "
من القسم الثاني من الجدول رقم " 3 " المرفق والمعدل بقرار وزير
الداخلية رقم 13354 لسنة 1995" ، فإن ما أورده الحكم يكفي في بيان نص القانون
الذي حكم بمقتضاه بما يحقق حكم القانون . لما كان ذلك ، وكان الحكم المطعون فيه قد
أورد مؤدى معاينة النيابة للسيارة من استيعابها المضبوطات ، فإن ما ينعاه الطاعنان
على الحكم بعدم إيراد مضمون المعاينة لا يكون له محل ؛ لما هو مقرر من أنه لا ينال من سلامة الحكم عدم إيراده نص محضر المعاينة
بكامل أجزائه . لما كان ذلك ، وكان البين من مدونات الحكم أنه أثبت في حق
الطاعنين تلاقى إرادتهما مع المتهم الآخر المحكوم عليه غيابياً على الاتجار في المواد المخدرة وأن كلاً منهم أسهم - تحقيقاً
لهذا الغرض المشترك - بدور في تنفيذ هذه الجريمة - على نحو ما بينه الحكم –
إذ أثبت أن الطاعنين تواجدا في السيارة التي كانت تسير خلف سيارة المتهم المحكوم
عليه غيابياً حال حملهما للمخدر المضبوط بحقيبة
السيارة التي يستقلانها ، فإنه إذ دان الطاعنين بوصفهما فاعلين أصليين في جريمة
حيازة المواد المخدرة بقصد الاتجار يكون قد
اقترن بالصواب ، ويضحى النعي عليه في هذا المقام غير مقبول . لما كان ذلك ،
وكان من المقرر أنه لا يشترط لاعتبار الجاني حائزاً لمادة مخدرة أن يكون محرزاً
مادياً لها بل يكفي لاعتباره كذلك أن يكون سلطانه مبسوطاً عليها ولو لم تكن في
حيازته المادية أو كان المحرز له شخصاً غيره ، وإذ كان الحكم المطعون فيه قد استند
في إثبات حيازة الطاعن لمخدر الحشيش المضبوط في السيارة إلى أقوال ضباط الواقعة
التي اطمأن إليها والتي حصل مؤداها بأن الطاعنين يتجران في المواد المخدر ويقومان
بترويجها بالاشتراك مع المتهم الأول - المحكوم عليه غيابياً - ويستعملان في ذلك
" سيارة تويوتا لاند كروزر" وبناءً على إذن التفتيش الصادر لأحدهما قاموا بضبطهما والمخدر بحقيبة
السيارة التي كان يقودها الطاعن الأول ، ولما كان الطاعن لا يجادل في أن ما
أورده الحكم من وقائع وما حصله من أقوال الضباط التي اطمأن إليها وعوّل عليها في
الإدانة له أصله الثابت في الأوراق ، وكان ما أورده الحكم من ذلك كافياً وسائغاً
في التدليل على نسبة المخدر المضبوط في السيارة للطعن ، فإن ما ينعاه الطاعن الثاني في هذا الصدد ينحل في حقيقته إلى جدل موضوعي
لا يقبل لدى محكمة النقض . لما كان ذلك
، وكان من المقرر أن إحراز المخدر بقصد الاتجار واقعة مادية يستقل قاضي الموضوع بالفصل
فيها ما دام استخلاصه سائغاً تؤدي إليه ظروف الواقعة وأدلتها وقرائن الأحوال فيها
، وكان ما أورده الحكم في تحصيله للواقعة وسرده لمؤدى أقوال شهود الإثبات ورده على
دفوع الطاعنين كافياً في إثبات أن حيازتهما للجواهر المخدرة كان بقصد الاتجار وفي إظهار
اقتناع المحكمة بثبوته من ظروف الواقعة التي أوردتها أدلتها التي عولت عليها ، فإن
ما يثيره الطاعنان في هذا الصدد لا يكون سديداً . لما كان ذلك ، وكان من المقرر أن
الركن الأدبي في الجناية المنصوص عليها في المادة 40/1 من قانون مكافحة
المخدرات لا يتحقق إلَّا إذا توافرت لدى الجاني نيه خاصة بالإضافة إلى القصد
الجنائي العام تتمثل في انتوائه الحصول من الموظف المعتدى عليه على نتيجة معينة هي
أن يؤدي عملاً لا يحل له أن يؤديه أو أن يستجيب لرغبة
المعتدي فيمتنع عن أداء عمل كلف به بأدائه وقد أطلق الشارع حكم هذه المادة لينال
بالعقاب كل من يستعمل القوة أو العنف أو التهديد مع الموظف العام أو الشخص
المكلف بالخدمة العامة ؛ متى كانت غايته من الاعتداء أو التهديد حمل الموظف
أو المكلف بالخدمة العامة على قضاء أمر بغير حق أو اجتناب أداء عمله المُكلف به ،
وكان ما ساقة الحكم المطعون فيه من أدلة تبريراً لقضائه قد استظهر استظهاراً من
ظروف الواقعة أن نية الطاعن قد انصرفت إلى منع رجال الشرطة - المجني عليهم - من
أداء عمل من أعمال وظيفتهم من ضبطهما والمتهم الأول الذي تمكن من الهرب بأن أطلقوا
عليهم وابلاً من الأعيرة النارية ، فإن الحكم المطعون فيه يكون قد أثبت قيام الركن
الأدبي لجريمة استعمال القوة والعنف التي دان الطاعنين بها ، وكان عدم تحدث الحكم
صراحة وعلى استقلال القصد الجنائي لدى الطاعنين لا يعيبه ، كما أثبتها تفيد توافر
هذا القصد وهو ما تستقل به محكمة الموضوع ،
فإن ما ينعاه الطاعنان في هذا الخصوص يكون غير سديد . لما كان ذلك ، فإن الطعن برمته يكون على غير أساس
متعيناً رفضه موضوعاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق