برياسة السيد المستشار/ الدكتور حافظ هريدي نائب رئيس المحكمة وعضوية
السادة المستشارين: علي صلاح الدين، وأحمد صفاء الدين، وعز الدين الحسيني، وعبد
العال السيد.
----------
استقالة. قضاء. قرار إداري.
انقطاع الطالب عن عمله مدة ثلاثين يوما بعد انتهاء إجازته للالتحاق
بعمل آخر. اعتبار هذا الانقطاع استقالة ضمنية. صدور القرار المطعون فيه بإنهاء
خدمته. لا يعد إساءة لاستعمال السلطة.
مفاد نص المادة 2/79 ، 3 من قانون السلطة القضائية رقم 43 لسنة 1965 -
الذى يحكم واقعة الدعوى - أن خدمة القاضي تنتهى بما يعتبر استقالة ضمنية في حكم
الجزاء إذا انقطع عن عمله لمدة تستطيل إلى ثلاثين يوماً كاملة ، ولو كان هذا الانقطاع
عقب أجازة أو إعارة أو ندب فمجاوزة مدة الأجازة المرخص فيها شأنه في ذلك شأن الانقطاع
عن العمل بدون إذن يقيم قرينة ترك العمل للاستقالة ، ولا ترتفع هذه القرينة إلا
إذا انقضى الافتراض القائمة عليه بعودة القاضي وتقديمه إعذار جدية تخضع لتقدير
المجلس الأعلى للهيئات القضائية ، وفي هذه الحالة يعتبر غير مستقل وتحسب مدة غيابه
أجازة من نوع الأجازة السابقة ، أو أجازة اعتيادية بحسب الأحوال فإذا لم يعد القاضي
أو عاد وقدم إعذاراً تبين عدم جديتها اعتبرت خدمته منتهية بأثر رجعى ، يرتد إلى
تاريخ انقطاعه عن العمل . وإذ كان الطالب قد انقطع عن عمله للالتحاق بعمل آخر قبل
أن يصدر قرار بإعارته له طبقاً للقانون ، وكان مثل هذا التخلف عن العمل الذى يهجر
فيه القاضي عامداً متعمداً أعباء الوظيفة المسندة إليه يعتبر استقالة ضمنية في حكم
المادة 79 سالفة الذكر ، فإن القرار المطعون فيه وقد قام على سبب يبرره في الواقع
والقانون وكان الباعث عليه ابتغاء مصلحة عامة ، فإنه يكون قد صدر صحيحاً مبرءاً من
عيب إساءة استعمال السلطة .
----------
الوقائع
حيث إن الوقائع - على ما يبين من الأوراق - تتحصل في أنه بتاريخ
11/1/1972 تقدم الطالب إلى قلم كتاب هذه المحكمة بعريضة يطلب فيها الحكم بإلغاء
القرار رقم 1298 لسنة 1971 الخاص بإنهاء خدمته واعتباره مستقيلا مع ما يترتب على
ذلك من آثار وقال بيانا لطلبه إنه حصل - وهو رئيس محكمة بمحكمة القاهرة الابتدائية
- على أجازة اعتيادية لمدة أسبوعين تبدأ في 28/9/1971 وسافر إلى الكويت حيث عرض
عليه العمل كمستشار بمحكمة الاستئناف العليا فيها فبعث في 7/10/1971 - قبل انتهاء
أجازته بخمسة أيام - بطلب إلى وزارة العدل لإبداء الرأي في التحاقه بهذا العمل على
سبيل الإعارة أو لمنحه أجازة بدون مرتب، لكنه فوجئ في 16/12/1971 بإعلانه عن طريق
سفارة جمهورية مصر في الكويت بقرار بإنهاء خدمته واعتبار طلبه السابق استقالة لعدم
الموافقة عليه، وأنه ينعي على هذا بالإساءة في استعمال السلطة إذ أنه له زملاء
أربعة كانوا معارين لوزارة العدل بالكويت وانتهت مدة إعارتهم في 30/9/1971
وتعاقدوا بعد ذلك للعمل بعقود شخصية لمدة ثلاث سنوات وأخطروا وزارة العدل بذلك
فبعثت لهم في 17/10/1971 بموافقتها على التعاقد على أن يتقدموا باستقالاتهم خلال
شهر وإلا اعتبروا مستقيلين وهو إجراء لم تتبعه الوزارة معه وترتب عليه حرمانه من
الترقية إلى درجة مستشار التي حل عليه الدور للترقية إليها. طلبت وزارة العدل رفض
الطلب تأسيسا على أن الطالب وقد انقطع عن عمله بعد انقضاء أجازته لمدة تزيد على ثلاثين
يوما فإنه يعتبر مستقيلا وفقا لأحكام قانون السلطة القضائية ويكون القرار المطعون
فيه في محله ولا شائبة عليه. وقدمت النيابة العامة مذكرة برأيها وطلبت رفض الطلب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق