برئاسة السيد المستشار الدكتور/ مصطفى كيره رئيس المحكمة وعضوية السيد
المستشار صلاح عبد العظيم نائب رئيس المحكمة والسادة: الدكتور أحمد حسني، يحيى
الرفاعي وزكي المصري المستشارين.
------------
ضرائب "ضريبة الأرباح التجارية". شركات. دعوى "رسوم
الدعوى".
التزام الشريك المتضامن بالضريبة . سببه . ما يصيبه من ربح الرسوم
المستحقة علي الطعن الضريبي . وجوب تقديرها باعتبار كل شريك علي حدة .
تنص الفقرة الأولى من المادة السابعة من القانون رقم 90 لسنة 1944 على
أنه " إذا اشتملت الدعوى الواحدة على طلبات متعددة معلومة القيمة ناشئة عن
سند واحد ، فيقدر الرسم باعتبار مجموع الطلبات ، فإذا كانت ناشئة عن سندات مختلفة
قدر الرسم باعتبار كل سند على حده " وإذ كان مقصود الشارع بالسند في معنى هذه
المادة هو السبب أو الأساس القانوني الذى تبنى عليه الدعوى ، وكان مؤدى نص الفقرة
الثانية من المادة 34 من القانون رقم 14 لسنة 1939 أن ضريبة الأرباح التجارية والصناعية
لم تفترض على ما تنتجه شركات التضامن من أرباح ، إذ لم يعتد هذا القانون بالشخصية الاعتبارية
لشركات التضامن فلم يخضعها بهذا الوصف للضريبة كما أخضع الشركات المساهمة في المادة
31 منه . وإنما فرضت الضريبة على كل شريك شخصياً عن مقدار نصيبه في الربح ، مما
مقتضاه أن الشريك في شركة التضامن يعتبر في مواجهة مصلحة الضرائب هو الممول وهو
المسئول شخصياً عن الضريبة ، فإن ما يصيب الشريك من ربح يكون هو السبب القانوني في
التزامه بالضريبة شأنه في ذلك شأن الممول الفرد ، ومن أجل ذلك حمله القانون عبء
تقديم الإقرار عن أرباحه في الشركة وأوجب توجيه الإجراءات إليه شخصياً وأفرد له
سبيل طعنه بحيث تستقل دعواه بسببها عن دعوى الشريك الأخر ، مما مقتضاه وجوب تقدير
الرسم باعتبار كل شريك على حدة ، لما كان ذلك وكان الحكم المطعون فيه قد خالف هذا
النظر وأقام قضاءه على تقدير رسم واحد عن طعن الشركاء في تقديرات المصلحة لأرباحهم
تأسيساً على أن طلباتهم تعتبر ناشئة عن عقد الشركة فإنه يكون قد أخطـأ في تطبيق
القانون .
------------
الوقائع
وحيث إن الوقائع – على ما يبين من الحكم المطعون فيه وسائر الأوراق –
تتحصل في أن مأمورية ضرائب مصر الجديدة قدرت صافي أرباح المطعون ضده وشريكتيه ....
في الشركة القائمة بينهم عن السنوات من 1956 إلى 1962، وإذ اعترضوا على تقديرات
المأمورية وأحيل الخلاف إلى لجنة الطعن قررت في 11/5/1967 تعديل التقدير بالنسبة
للمطعون ضده عن نفسه وعدم قبول الاعتراض بالنسبة لشريكتيه لرفعه من غير ذي صفة.
طعن الشركاء على هذا القرار بالدعوى رقم ... ضرائب القاهرة طالبين الحكم ببطلانه
وتعديل تلك التقديرات. ومحكمة أول درجة حكمت في 26/12/1968 برفض الطعن وتأييد
القرار المطعون فيه. فطعنوا على هذا الحكم بالاستئناف رقم .... القاهرة ابتغاء
الحكم بطلباتهم المشار إليها. وبتاريخ 15/4/1970 حكمت المحكمة بقبول الاستئناف
شكلاً وإلغاء الحكم المستأنف وإلغاء قرار اللجنة وقبول الاعتراض المقدم من
الشريكتين شكلاً وبندب مكتب خبراء وزارة العدل المختص لأداء المهمة المبينة بمنطوق
الحكم. ثم حكمت في 20/10/1971 بوقف الدعوى لمدة ستة أشهر باتفاق الطرفين، وبتاريخ
17/2/1972 استصدر قلم كتاب محكمة استئناف القاهرة أمراً بتقدير مبلغ 34.500 جم
باقي الرسوم المستحقة على المستأنفين. عارض المطعون ضده في هذا الأمر طالباً الحكم
بإلغائه. وبجلسة 19/6/1972 حكمت المحكمة بطلباته. طعنت وزارة العدل في هذا الحكم
بطريق النقض وقدمت النيابة مذكرة أبدت فيها الرأي بنقض الحكم وعرض الطعن على غرفة
المشورة فحددت جلسة لنظره وفيها التزمت النيابة رأيها.
------------
المحكمة
وحيث إن الطعن بني على سبب واحد تنعي به الطاعنة على الحكم المطعون
فيه الخطأ في تطبيق القانون، وفي بيان ذلك تقول إن الحكم أقام قضاءه بإلغاء أمر
التقدير تأسيسا على أن طلبات المستأنفين ناشئة عن سند واحد هو عقد الشركة القائمة
بينهم وأن الرسم يقدر تبعا لذلك وعملا بنص المادة 7/1 من قانون الرسوم باعتبار
مجموع تلك الطلبات، في حين أن عقد الشركة لم يكن محل نزاع، وأن النزاع هو نزاع
ضريبي بحت ينصب على تقديرات مصلحة الضرائب لأرباح الشركاء في سنوات النزاع ذلك أن
الالتزام بالضريبة مصدره القانون وهو التزام يتعدد بتعدد من تتوافر بالنسبة لهم
الشروط التي يحددها القانون للخضوع للضريبة، وأن كل شريك في شركة التضامن – طبقا
لنص المادة 34/2 من قانون الضرائب يسأل شخصيا عن الضريبة المستحقة عما يصيبه من
ربح، فيتعين أن يتعدد الرسم بتعدد الشركاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق