جلسة 16 من مايو سنة 1998
برئاسة السيد المستشار/ محمد خيري الجندي نائب رئيس المحكمة وعضوية
السادة المستشارين/ محمد على، عبد العزيز محمد، محمد درويش وعبد المنعم دسوقي نواب
رئيس المحكمة.
-----------------
(101)
الطعن
رقم 6839 لسنة 66 القضائية
(1)دعوى " الصفة في الدعوى". محكمة الموضوع.
استخلاص توافر الصفة في الدعوى.
واقع استقلال قاضي الموضوع به. حسبه أن يبين الحقيقة التي اقتنع بها وأن يقيم
قضاءه على أسباب سائغة تكفي لحمله.
(2،3 ) ملكية " ملكية
الشركات الاستثمارية للأراضي والعقارات". هيئات " الهيئة العامة
للاستثمار". بطلان. نظام عام. محكمة الموضوع. شفعة.
(2)المشروعات الاستثمارية
الخاضعة للقانون 230 لسنة 1989. جواز تملكها للعقارات والأراضي اللازمة لإقامتها
والتوسع فيها أيا كانت جنسية مالكيها استثناء من أحكام القانونين 15 لسنة 1963، 56
لسنة 1988. شرطه. موافقة مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار. مؤداه. بطلان التصرف
الناقل للملكية قبل صدور تلك الموافقة. تعلقه بالنظام العام. أثره. لكل ذي مصلحة
التمسك به وعلى المحكمة القضاء به من تلقاء ذاتها.
(3)تمسك المشترى بعدم قبول
دعوى الشفعة لرفعها قبل الأوان لعدم حصول الشركة المدعية على موافقة مجلس إدارة
الهيئة العامة للاستثمار على تملكها للأرض المشفوع فيها. رفض الحكم هذا الدفع
وقضاؤه بأحقية الشركة في أخذ الأرض محل النزاع بالشفعة بقالة إنه لم يثبت أن
الممثل القانوني لها أجنبي. خطأ.
2 - النص في الفقرة الأولى من المادة السادسة من قانون الاستثمار رقم 230 لسنة 1989 الذي يحكم واقعة النزاع على أن " تتمتع المشروعات (الاستثمارية) أياً كانت جنسية مالكيها أو محال إقامتهم بالضمانات والمزايا والإعفاءات المنصوص عليها في هذا القانون، ويكون لها بموافقة مجلس إدارة الهيئة الحق في تملك الأراضي والعقارات اللازمة لإقامتها والتوسع فيها " يدل - وعلى ما يبين من مذكرته الإيضاحية - على المشرع، رغبة منه في ضمان تحقيق مصلحة مشتركة للاقتصاد القومي والمستثمر العربي والأجنبي وإفساح المجال لمشاركة رأس المال الوطني والخاص مع رءوس الأموال العربية والأجنبية وتقديم حوافز مناسبة لتشجيع الاستثمار، استثنى المشروعات الاستثمارية الخاضعة لأحكام هذا القانون من تطبيق أحكام القانون رقم 15 لسنة 1963 بشأن حظر تملك الأجانب للأراضي الزراعية وما في حكمها والقانون رقم 56 لسنة 1988 بتنظيم تملك غير المصرين للعقارات فأجاز لهذه المشروعات أياً كانت جنسية مالكيها تملك العقارات والأراضي اللازمة لإقامتها والتوسع فيها واشترط لذلك موافقة مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار على هذا التملك بما مفاده بطلان التصرف الناقل للمكية إذ لم يسبقه صدور تلك الموافقة وهو بطلان متعلق بالنظام العام يجوز لكل ذي مصلحة التمسك به وعلى المحكمة أن تقضى به من تلقاء ذاتها.
3 - لما كان البين من الأوراق ومن عقد البيع المسجل رقم ....، سند ملكية طالب الأخذ بالشفعة بصفته أن الشركة التي يمثلها المطعون ضده الأول هي إحدى شركات الاستثمار التي تكونت طبقاً لأحكام القانون رقم 43 لسنة 1974 الذي حل محله القانون 230 لسنة 1989 فإنه يتعين لقبول دعوى الشفعة منها أن تقدم ما يفيد حصولها على موافقة مجلس إدارة هيئة الاستثمار على التوسع في ملكية الأرض الزراعية اللازمة لنشاطها ذلك أن الحكم بثبوت حق الشفيع في أخذ العقار المشفوع فيه يكون هو مصدر ملكيته المنشئ لحقه فيه وهو الأمر الممتنع على الشركة سالفة البيان طالما لم تستبق إلى الحصول على موافقة مجلس إدارة هيئة الاستثمار والتي استلزمها القانون وعلق عليها حكمه الاستثناء من الحظر المفروض على تملك هذه الأرض وإذ لم يفطن الحكم المطعون فيه إلى أن الشركة طالبة الأخذ بالشفعة هي إحدى شركات الاستثمار ورد على ما دفع به الطاعن من عدم قبول الدعوى لرفعها قبل الأوان استناداً إلى أحكام القانون رقم 230 لسنة 1989 سالف البيان بأنه " لم يثبت أن المطعون ضده الأول أجنبي " فإنه يكون قد أخطأ في تطبيق القانون وحجبة ذلك عن التحقق من حصول موافقة مجلس إدارة هيئة الاستثمار على تملك الشركة التي يمثلها المطعون ضده الأول للأرض المشفوع فيها مما يعيبه.
المحكمة
بعد الاطلاع على الأوراق وسماع التقرير الذي تلاه السيد المستشار
المقرر والمرافعة وبعد المداولة.
حيث إن الطعن استوفى
أوضاعه الشكلية.
وحيث إن الوقائع - على ما
يبين من الحكم المطعون فيه وسائر الأوراق - تتحصل في أن المطعون ضده الأول بصفته
أقام الدعوى رقم ..... لسنة ..... مدني بنها الابتدائية على الطاعن وباقي المطعون
ضدهم بطلب الحكم بأحقيته في أخذ مساحة 8 س، 18 ط، 1ف من الأرض الزراعية المبينة
بالصحيفة بالشفعة لقاء ثمن مقداره عشرون ألف جنيه مع كل ما يترتب على ذلك من نقل ملكية
هذه المساحة له وتغيير البيانات الواردة على تلك المساحة بالسجل العيني مع التسليم
وقال بياناً لذلك إنه قد نمى إلى علمه أن المطعون ضدهم الثاني والثالثة والرابعة
قد باعوا تلك المساحة إلى الطاعن بموجب العقد المؤرخ 2/ 11/ 1991 لقاء الثمن
السالف بيانه ولم يخطره أي منهم بحصول هذا البيع مع أنه يمتلك قطعة الأرض المجاورة
والتي لها حق ارتفاق على الأرض المبيعة يخوله الحق في أخذها بالشفعة مما دعاه إلى
إعلان الطاعن وباقي المطعون ضدهم برغبته في ذلك وأودع الثمن الحقيقي مع المصروفات
خزينة المحكمة المختصة وأقام الدعوى. ندبت المحكمة خبيراً وبعد أن أودع تقريره قضت
بسقوط الحق في الأخذ بالشفعة - لإعلان الطاعن وباقي المطعون ضدهم بالرغبة في الأخذ
بالشفعة - بعد مضي أكثر من أربعة أشهر على تاريخ تسجيل عقد البيع - استأنف المطعون
ضده الأول بصفته هذا الحكم بالاستئناف رقم ..... لسنة .... ق طنطا "مأمورية
بنها " وبتاريخ 8 مايو سنة 1996 قضت المحكمة بإلغاء الحكم المستأنف وفي الموضوع بأحقية المطعون ضده الأول بصفته في أخذ الأرض محل النزاع بالشفعة لقاء ثمن
مقداره عشرون ألف جنيه والتسليم ومحو التسجيل المدون بالسجل العيني لصالح الطاعن.
طعن الطاعن في هذا الحكم بطريق النقض وقدمت النيابة مذكرة أبدت فيها الرأي بنقض
الحكم وإذ عُرض الطعن على هذه المحكمة في غرفة مشورة حددت جلسة لنظره وفيها التزمت
النيابة رأيها.
وحيث إن الطعن أقيم على
ستة أسباب ينعى الطاعن بالوجه الأول من السبب الأول وبالسبب الثاني منها على الحكم
المطعون فيه الفساد في الاستدلال ومخالفة الثابت في الأوراق وفى بيان ذلك يقول إن
المطعون ضده الأول باشر إجراءات رفع دعوى الشفعة بدءً من إنذار الرغبة في الأخذ
بالشفعة وإيداع الثمن وانتهاءً بإقامة الدعوى بصفته الممثل القانوني لشركة .....
للألومنيوم دون أن يقدم دليل نيابته عن تلك الشركة، كما أن الدعوى قد أوقفت جزاء
بجلسة 6 من ديسمبر سنة 1993 لمدة ثلاث شهور وعجلت من شركة ..... للاستثمار وهي
شركة مغايرة تماماً للشركة المدعية الأصلية فيكون التعجيل من الإيقاف قد تم بمعرفة
شخص معنوي مختلف عن الشخص المعنوي الذي باشر الدعوى ولذا فقد تمسك الطاعن بعدم
قبول الدعوى لرفعها من غير ذي صفة، وبسقوط الخصومة فيها لمضي أكثر من سنة دون
تعجيلها من ذي صفة غير أن الحكم المطعون فيه رد على هذين الدفعين " بأن
الثابت أن المطعون ضده الأول هو الممثل القانوني للشركة المدعية وأن إضافة
المسميات لها لا ينال من شخصيتها المعنوية القائمة فعلاً". في حين أن الأوراق
قد خلت من الدليل على ثبوت صفة المطعون ضده الأول كممثل قانوني للشركة المدعية
الأصلية، كما أن ما ذهب إليه الحكم من أن الشركة ..... للاستثمار لا تعدو أن تكون
مسمى آخر لشركة ...... للألومنيوم هو استخلاص غير صحيح وهو مما يعيب الحكم
ويستوجب نقضه.
وحيث إن هذا النعي مردود
ذلك أن من المقرر - وعلى ما جرى به قضاء هذه المحكمة - أن استخلاص توافر الصفة في الدعوى
هو من قبيل فهم الواقع فيها وهو ما يستقل به قاضي الموضوع وبحسبه أن يبين الحقيقة التي
اقتنع بها وأن يقيم قضاءه على أسباب سائغة تكفي لحمله، لما كان ذلك وكان الحكم
المطعون فيه قد رد على ما أثاره الطاعن في سببي النعي بأن " الثابت أن
المطعون ضده الأول هو الممثل القانوني للشركة ولا يوجد في الأوراق ما يدل على وجود
تغيير في شخصية الشركة التي باشرت إجراءات الخصومة في الدعوى وأن إضافة المسميات
لها لا ينال من شخصيتها المعنوية القائمة فعلاً بجميع مقوماتها ووجودها وأنها هي
القائمة بالتعجيل، وإذ كان الثابت من عقد شراء شركة ...... للألومنيوم - المدعية
- للأرض المشفوع بها أن ممثلها هو المطعون ضده الأول وأنها شركة استثمار، وقد خلت
الأوراق مما يفيد تغيير هذه الصفات، فإن استخلاص الحكم المطعون فيه توافر صفة
المطعون ضده الأول في تمثيل الشركة طالبة الأخذ بالشفعة وفى دلالة الاسمين "
شركة...... للاستثمار "، و " شركة ..... للألومنيوم " على شخص معنوي
واحد هو استخلاص سائغ ولا مخالفة فيه للثابت في الأوراق وكافٍ لحمل قضائه فإن النعي
عليه بهذا السبب لا يعدو أن يكون جدلاً فيما تستقل محكمة الموضوع بتقديره مما لا
يجوز إثارته أمام محكمة النقض ومن ثم غير مقبول.
وحيث إن مما ينعاه الطاعن
- في باقي أسباب الطعن - على الحكم المطعون فيه الخطأ في تطبيق القانون ويقول
بياناً لذلك إنه تمسك أمام محكمة الموضوع بدرجتيها بعدم قبول الدعوى لرفعها، قبل
الأوان تأسيساً على أن المطعون ضده الأول بصفته لم يقدم موافقة هيئة الاستثمار على
تملك الشركة التي يمثلها للأرض المشفوع فيها - باعتبارها من شركات الاستثمار
المنشأة وفقاً لأحكام القانون رقم 43 لسنة 1974 بشأن استثمار المال العربي والأجنبي
المعدل بالقانون رقم 230 لسنة 1989 الذى استوجب موافقة مجلس إدارة الهيئة العامة
للاستثمار على تملك شركات الاستثمار للأراضي والعقارات اللازمة لنشاطها أو التوسع
فيه إلا أن الحكم المطعون فيه قد أطرح هذا الدفع بقوله إنه " لا دليل في الأوراق
على أن المطعون ضده الأول أجنبي ومن ثم فلا محل لتطبيق أحكام القانون رقم 230 لسنة
1989 في شأنه " مع أن مناط تطبيق أحكام هذا القانون هو أن تكون الشركة قد
أنشئت وفقاً لأحكامه دون ما اعتداد بجنسية الشركاء فيها وأن الثابت من العقد
المسجل سند ملكية الشركة طالبة الشفعة للأرض المشفوع بها أنها شركة استثمار أنشئت
في 30/ 11/ 1975 وفقاًَ لأحكام القانون رقم 43 لسنة 1974 المعدل بالقانون 230 لسنة
1989 مما يعيب الحكم ويستوجب نقضه.
وحيث إن هذا النعي في محله
ذلك أن النص في الفقرة الأولى من المادة السادسة من قانون الاستثمار رقم 230 لسنة
1989 الذى يحكم واقعة النزاع على أن " تتمتع المشروعات (الاستثمارية) أياً
كانت جنسية مالكيها أو محال إقامتهم بالضمانات والمزايا والإعفاءات المنصوص عليها
في هذا القانون، ويكون لها بموافقة مجلس إدارة الهيئة الحق في تملك الأراضي
والعقارات اللازمة لإقامتها والتوسع فيها " يدل - وعلى ما يبين من مذكرته
الإيضاحية - على المشرع، رغبة منه في ضمان تحقيق مصلحة مشتركة للاقتصاد القومي
والمستثمر العربي والأجنبي وإفساح المجال لمشاركة رأس المال الوطني والخاص مع رءوس
الأموال العربية والأجنبية وتقديم حوافز مناسبة لتشجيع الاستثمار، استثنى
المشروعات الاستثمارية الخاضعة لأحكام هذا القانون من تطبيق أحكام القانون رقم 15
لسنة 1963 بشأن حظر تملك الأجانب للأراضي الزراعية وما في حكمها والقانون رقم 56
لسنة 1988 بتنظيم تملك غير المصرين للعقارات فأجاز لهذه المشروعات أياً كانت جنسية
مالكيها تملك العقارات والأراضي اللازمة لإقامتها والتوسع فيها واشترط لذلك موافقة
مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار على هذا التملك بما مفاده بطلان التصرف الناقل
للمكية إذ لم يسبقه صدور تلك الموافقة وهو بطلان متعلق بالنظام العام يجوز لكل ذي
مصلحة التمسك به وعلى المحكمة أن تقضى به من تلقاء ذاتها. لما كان ذلك وكان البين
من الأوراق ومن عقد البيع المسجل رقم 1477 لسنة 1981 توثيق بنها، سند ملكية طالب
الأخذ بالشفعة بصفته أن الشركة التي يمثلها المطعون ضده الأول هي إحدى شركات
الاستثمار التي تكونت طبقاً لأحكام القانون رقم 43 لسنة 1974 الذى حل محله القانون
230 لسنة 1989 فإنه يتعين لقبول دعوى الشفعة منها أن تقدم ما يفيد حصولها على
موافقة مجلس إدارة هيئة الاستثمار على التوسع في ملكية الأرض الزراعية اللازمة
لنشاطها ذلك أن الحكم بثبوت حق الشفيع في أخذ العقار المشفوع فيه يكون هو مصدر
ملكيته المنشئ لحقه فيه وهو الأمر الممتنع على الشركة سالفة البيان طالما لم تستبق
إلى الحصول على موافقة مجلس إدارة هيئة الاستثمار والتي استلزمها القانون وعلق
عليها حكمه الاستثناء من الحظر المفروض على تملك هذه الأرض وإذ لم يفطن الحكم
المطعون فيه إلى أن الشركة طالبة الأخذ بالشفعة هي إحدى شركات الاستثمار ورد على
ما دفع به الطاعن من عدم قبول الدعوى لرفعها قبل الأوان استناداً إلى أحكام
القانون رقم 230 لسنة 1989 سالف البيان بأنه " لم يثبت أن المطعون ضده الأول أجنبي
" فإنه يكون قد أخطأ في تطبيق القانون وحجبة ذلك عن التحقق من حصول موافقة
مجلس إدارة هيئة الاستثمار على تملك الشركة التي يمثلها المطعون ضده الأول للأرض
المشفوع فيها مما يعيبه ويوجب نقضه لهذا السبب دون حاجة لبحث باقي أسباب الطعن.
وحيث إن الموضوع صالح
للفصل فيه ولما تقدم وكان ما يتحدى به المستأنف بصفته من تضمين العقد المشهر برقم
1477 لسنة 1981 شهر عقاري بنها ما يدل على صدور موافقة هيئة الاستثمار على تملك
الشركة التي يمثلها للأرض المشفوع فيها غير صحيح ذلك أن الثابت من ملحق العقد سالف
الذكر أن الشركة التي يمثلها المستأنف قد قدمت شهادة بموافقة الهيئة العامة
للاستثمار على تملك الأرض الواردة بالجدول المرفق بهذا الملحق ومسطحها 2 س 12 ط 5 ف
وهي الأرض المشفوع بها فقط وإذ خلت الأوراق من دليل على صدور موافقة هيئة
الاستثمار على تملك الشركة سالفة الذكر للأرض المشفوع فيها ومن ثم يمتنع القضاء
لها بثبوت حقها في أخذها بالشفعة ويكون الدفع بعدم قبول دعواها لرفعها قبل الأوان
قائماً على سند صحيح ويتعين القضاء به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق