الصفحات

بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 25 ديسمبر 2021

الطعن 9 لسنة 29 ق جلسة 23 / 2 / 1961 مكتب فني 12 ج 1 أحوال شخصية ق 22 ص 186

جلسة 23 من فبراير سنة 1961

برياسة السيد محمود عياد نائب رئيس المحكمة، وبحضور السادة: صبحي الصباغ، وعبد السلام بلبع، ومحمود القاضي، وأحمد زكي محمد المستشارين.

----------------

(22)
الطعن رقم 9 لسنة 29 ق "أحوال شخصية"

 (أ، ب) وقف "عدم سماع الدعوى".
قاعدة الشريعة الإسلامية في الترك الموجب لعدم سماع دعوى الوقف بعد 33 سنة. مقتضاها أن الدعوى في شأن عين الوقف لا تسمع بعد مضي 33 سنة من اغتصاب الغير لها وإهمال الناظر المطالبة بها.
الدعاوى التي يمنع من سماعها مضي 33 سنة هي الدعاوى المتعلقة بعين الوقف. لا تدخل في مفهومها الدعاوى التي يرفعها المستحقون على الوقف بثبوت استحقاقهم فيه.

--------------
1 - النص في جميع لوائح المحاكم الشرعية على عدم سماع دعوى الوقف بعد ثلاث وثلاثين سنة هو تقنين لقاعدة أساسية دونت في كتب الوقف الإسلامي ومقتضاها أنه لو رفعت لدى القاضي الشرعي دعوى في شأن عين وقف بعد ثلاث وثلاثين سنة إلا يوماً واحداً من اغتصاب الغير لها وإهمال الناظر هذا الطلب فإنه يسمعها أما بعد مضي المدة المذكورة فإنه مأمور بعدم سماعها. وعلى ذلك جاءت نصوص المواد 587، 598، 600، 626، 624، 625، 627 من كتاب قانون العدل والإنصاف.
2 - الدعاوى التي يمنع من سماعها مضي ثلاث وثلاثين سنة هي الدعاوى المتعلقة بعين الوقف ولا تدخل في مفهومها الدعاوى التي يرفعها المستحقون على الوقف بثبوت استحقاقهم فيه إذ هي من قبيل دعوى الملك المطلق.


المحكمة

بعد الاطلاع على الأوراق وسماع التقرير الذي تلاه السيد المستشار المقرر والمرافعة وبعد المداولة.
من حيث إن الطعن قد استوفى أوضاعه الشكلية.
ومن حيث إن واقعة الدعوى تتحصل حسبما يبين من الحكم المطعون فيه وسائر أوراق الطعن في أن الطاعنين أقاموا الدعوى رقم 93 سنة 1956 القاهرة الابتدائية ضد المطعون عليه بطلب استحقاقهم لسبعة قراريط ونصف من أربعة وعشرين قيراطاً في الوقف المشار إليه بعريضة الدعوى وقالوا شرحاً لدعواهم إن الأمير مصطفى وقف الأعيان المبينة بكتاب وقفه على زوجته بهانة ثم من بعدها فعلى أولادها منه وعلى مصطفى الخازندار ثم من بعد مصطفى يكون نصيبه لأولاده بهانة ثم من بعد كل فعلى أولاده وذريته ونسله طبقة بعد طبقة وقد توفت بهانة كما توفى الواقف عن ولدهما محمد كما توفي مصطفى عقيماً وانحصر الوقف في محمد ابن الواقف وتوفي محمد عن أولاده مصطفى وإبراهيم وخديجة وزبيدة فخص كل منهما ستة قراريط ثم توفت زبيدة عن زينب ونعمت وتفيده وزكية فخص كلاً منهن قيراط ونصف القيراط كما توفى إبراهيم عن ولديه إسماعيل وأمينة فخص إسماعيل ثلاثة قراريط وبذلك يكون استحقاق المدعين سبعة قراريط ونصف القيراط وقد أقيم المطعون عليه ناظراً على الوقف. دفع المدعى عليه الدعوى بعدم السماع لمضي المدة المانعة لأن والدة الطاعنات توفيت سنة 1936 ولم ترفع الدعوى إلا في نوفمبر سنة 1955 وطلبت المدعيات رفض الدفع تأسيساً على أن دعوى الاستحقاق من صميم الوقف فلا يمنع رفعها إلا مضى ثلاث وثلاثين سنة طبقاً للمادة 375 من اللائحة الشرعية. وبتاريخ 30/ 12/ 1957 قضت المحكمة بعدم سماع الدعوى تأسيساً على أن دعوى الاستحقاق وهي نتيجة لشرط الواقف يمنع من سماعها مضي 15 سنة فقط كسائر دعاوى الحقوق والأملاك وإن المقصود بلفظ الوقف المذكور في المادة 375 هو الدعوى التي تنصب على أعيان الوقف وعقاراته والنزاع في ملكيتها. استأنف الطاعنون هذا الحكم وفي فبراير سنة 1959 قضت المحكمة بتأييد الحكم المستأنف وقد طعنوا في الحكم الاستئنافي بطريق النقض وعرض الطعن على دائرة فحص الطعون بجلسة 18/ 5/ 1960 وقدمت النيابة مذكرة طلبت فيها رفض الطعن وقررت دائرة الفحص إحالة الطعن إلى هذه الدائرة وبالجلسة المحددة لنظره صممت النيابة على رأيها.
ومن حيث أن الطاعنين ينعون بالسبب الأول على الحكم المطعون فيه إنه إذ قضى بعدم سماع الدعوى لمضي خمسة عشر عاماً قد خالف القانون ويقولون في بيان ذلك أن المادة 375 من اللائحة الشرعية قد استثنت من عدم السماع بمضي مدة الخمسة عشر عاماً دعاوى الإرث والوقف وإن دعاوى الوقف منها ما هو خاص بالاستحقاق ومنها ما هو خاص بالريع ومنها ما هو خاص بالأعيان الموقوفة، والدعوى بالريع تسقط بخمسة عشر عاماً، أما الدعوى بأصل الوقف ومنها دعوى الاستحقاق فيمنع من سماعها مضي ثلاث وثلاثين سنة وأن كل ما كانت تختص به من قضايا الوقف يكون بعمومه مستثنى من عدم السماع بمضي الخمس عشره سنة وخاضعاً لمدة الثلاث والثلاثين سنة لأن لفظ الوقف المشار إليه بالمادة 375 المذكورة لفظ عام لا يجوز تخصيصه بلا مخصص.
وحيث إن هذا النعي مردود ذلك أن الحكم المطعون فيه أحال في أسبابه إلى أسباب الحكم المستأنف، ويبين من الاطلاع على أسباب هذا الحكم أنه أقام قضاءه على أن المقصود بلفظ الوقف المذكور بالمادة 375 من اللائحة هو الدعوى التي تنصب على وقف عين ويطلب المدعي الحكم له بأن العقار وقف وليس ملكاً أما دعوى الاستحقاق التي هي نتيجة لتطبيق شرط الواقف فيمنع من سماعها مضي 15 سنة فقط كسائر دعاوى الحقوق والأملاك. وهذا الذي انتهى إليه الحكم لا مخالفة فيه للقانون لأن المشرع إذ نص في جميع لوائح المحاكم الشرعية على عدم سماع دعوى الوقف بعد ثلاث وثلاثين سنة إنما قنن قاعدة أساسية دونت في كتب الوقف الإسلامي من عصور طويلة ومقتضى هذه القاعدة إنه لو رفعت لدى القاضي الشرعي دعوى في شأن عين وقف بعد ثلاث وثلاثين سنة إلا يوماً واحداً من اغتصاب الغير لها وإهمال الناظر هذا الطلب فإنه يسمعها أما بعد مضي المدة المذكورة فإنه مأمور بعدم السماع وعلى ذلك جاءت نصوص المواد 587، 598، 600، 626، 624، 625، 627، 629 من كتاب قانون العدل والإنصاف ومفهومها أن ناظر الوقف لو أهمل العين ثلاثين سنة ولم يضع أحد يده عليها في هذه المدة بل وضع شخص يده في السنين الثلاث الأخيرة المكملة للثلاث والثلاثين سنة فقط فإن ناظر الوقف يستطيع مع إهماله العين فعلاً ثلاثاً وثلاثين سنة أن يهب للمطالبة بها وعلى القاضي أن يسمع دعواه ما دام المدعى عليه لم يضع يده فعلاً سوى ثلاث سنين ويبين من ذلك أن الدعاوى التي يمنع من سماعها مضي ثلاث وثلاثين سنة هي الدعاوى المتعلقة بعين الوقف ولا تدخل في مفهومها الدعاوى التي يرفعها المستحقون على الوقف بثبوت استحقاقهم فيه إذ هي من قبيل دعوى الملك المطلق يؤكد ذلك ما نصت عليه المادة 1660 من مجلة الأحكام العدلية من أنه لا تسمع دعوى الدين والملك وما لا يعود من الدعاوى إلى العامة ولا إلى أصل الوقف في العقارات الموقوفة كدعوى المقاطعة والتولية المشروطة والغلة بعد أن تركت خمس عشرة سنة، وما نصت عليه المادة 614 من قانون العدل والإنصاف من أنه لا تسمع الدعوى في استحقاق غلة الوقف بعد تركها بلا عذر شرعي مدة خمس عشرة سنة. أما يذهب إليه الطاعنون في سبب النعي من القول بالارتباط بين اختصاص المحاكم الشرعية بجميع القضايا المتعلقة بأصل الوقف والقواعد المقررة لسماع الدعوى فلا سند له من القانون.
وحيث إن الطاعنين ينعون في السبب الثاني قصور الحكم المطعون فيه وفي بيان ذلك يقولون: إن الدفع بعدم سماع الدعوى لمضي المدة مشروط بشروط ذكرت في المادة 375 من اللائحة وأنهم طلبوا في مذكراتهم المقدمة لمحكمة الاستئناف بحث مدى تحقق هذه الشروط فلم تسمع المحكمة لهم قولاً ولو فعلت لثبت إن أعذارهم مقبولة.
وحيث إن هذا النعي فضلاً عما يشوبه من تجهيل، عار عن الدليل إذ لم يقدم الطاعنون بملف الطعن صوراً رسمية من المذكرات المقول إنهم تمسكوا فيها بعدم توافر الشروط التي تتطلبها المادة 375 من اللائحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق