الصفحات

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 7 أكتوبر 2019

مشروع قانون تنظيم اجراءات الوساطة الاتفاقية لتسوية المنازعات التجارية


باسم الشعب
رئيس الجمهورية
قرر مجلس ....... القانون الآتي نصه ، وقد أصدرناه .
المادة الأولى
يعمل بالقانون المرفق في شأن تنظيم القواعد الخاصة بإجراءات الوساطة الاتفاقية والقضائية المتخذة لتسوية كافة المنازعات المدنية والتجارية.
ولا يجوز اللجوء إلى نظام الوساطة الاتفاقية أو القضائية في كل ما لا يجوز الصلح فيه أو يخالف الآداب العامة أو النظام العام .
ولا يجوز اللجوء إلى نظام الوساطة الاتفاقية أو القضائية في المنازعات الخاضعة لأحكام القانون رقم (10) لسنة 2004 بشأن إنشاء محاكم الأسرة، وأحكام القانون رقم (12) لسنة 2003 بشأن قانون العمل، والمنازعات والدعاوى التي يختص بها مجلس الدولة وما استثني من دعاوى على حسب الأحوال وفق أحكام هذا القانون .
المادة الثانية
تسري أحكام هذا القانون فيما يتعلق بتنظيم الوساطة الاتفاقية السابقة على التداعي في شان كافة اتفاقات الوساطة والتسوية الناشئة عنها المبرمة بعد نفاذ ذلك القانون، و كذا التي لم يتم البدء في إجراءات الوساطة في شأنها مع مراعاة ما ورد في هذا القانون من أحكام في ذلك الشأن .
كما تسري أحكام هذا القانون فيما يتعلق بتنظيم الوساطة الاتفاقية على إجراءات الوساطة المتخذة بعد إقامة الدعاوى التحكيمية أو القضائية التي لم يفصل فيها بحكم بات ، على النحو الوارد بأحكام هذا القانون.
وتسري أحكام هذا القانون فيما يتعلق بتنظيم الوساطة القضائية على الدعاوى التي ترفع بعد تاريخ العمل بهذا القانون .
المادة الثالثة
تطبق أحكام قانوني المرافعات المدنية والتجارية، والإثبات في المواد المدنية والتجارية ، فيما لم يرد بشأنه نص خاص في هذا القانون .

المادة الرابعة
يصدر وزير العدل القرارات اللازمة لتنفيذ أحكام القانون المرفق .
المادة الخامسة
لا يعمل بأي نص ورد في أي تشريع آخر ينظم إجراءات الوساطة تتعارض أحكامه مع أحكام هذا القانون .
المادة السادسة
ينشر هذا القانون في الجريدة الرسمية ، ويعمل به اعتبارا من أول أكتوبر سنة 2013 .
يبصم هذا القانون بخاتم الدولة ، وينفذ كقانون من قوانينها .
صدر برئاسة الجمهورية في سنة 1434 هـ .
الموافق سنة 2013

قانون
تنظيم إجراءات الوساطة الاتفاقية والقضائية
لتسوية المنازعات التجارية والمدنية
( التعريفات )
1) في تطبيق أحكام هذا القانون يقصد بالمصطلحات التالية المعنى المبين قرين كل منها:

أ‌. الوساطة: هي الوسيلة التي يلجأ فيها الأطراف إلى طرف محايد من الغير (الوسيط)، لمساعدتهم في سعيهم إلى التوصل إلى تسوية ودية للنزاع الناشئ بينهم عن علاقة قانونية تعاقدية أو غير تعاقدية، من خلال تشجيعهم على التواصل بهدف تمكينهم من حله، دون أن يكون للوسيط صلاحية فرض أو اقتراح حل معين للنزاع.

ب‌. الوساطة الاتفاقية: هي الوساطة التي تتم باتفاق الأطراف قبل رفع الدعوى القضائية أو التحكيمية، أو أثناء نظرها، سواء أشير إليها بتعبير الوساطة أو بتعبير آخر ذي مدلول مماثل، و التي يتفق الأطراف فيها على تسوية النزاع القائم بينهم من خلال الإجراءات التي يقوم بها الوسيط المقيد بجدول الوسطاء سواء أكان شخصا معنويا أم اعتباريا، أو قاضي إدارة الوساطة القضائية ، وذلك بحسب الأحوال .

ج‌. الوساطة القضائية: هي الوساطة التي يجريها القاضي المنتدب بإدارة الوساطة بعد رفع الدعوى القضائية وقبل نظرها وفقا لأحكام هذا القانون.

د‌. الوسيط الخاص: هو الشخص الطبيعي أو الاعتباري المقيد بجدول الوسطاء، القائم بإجراءات الوساطة الاتفاقية.

هـ. الوسيط القضائي: هو القاضي المنتدب بإدارة الوساطة القضائية القائم بأعمال الوساطة القضائية، أو الاتفاقية أثناء نظر الدعوى القضائية ، وفقا لأحكام هذا القانون.
و. إدارة الوساطة القضائية : هي الإدارة المنشأة بمقر كل محكمة ابتدائية أو اقتصادية، والتي تشكل برئاسة قاضٍ من قضاة محكمة الاستئناف على الأقل وعدد من القضاة يسمون (قضاة الوساطة) يختارهم رئيس المحكمة الابتدائية أو رئيس المحكمة الاقتصادية بحسب الأحوال، بعد موافقة الجمعية العمومية للمحكمة لمدة عام قابلة للتجديد، ويختار رئيس المحكمة من بين موظفيها العدد اللازم لهذه الإدارة.

ز. اتفاق الوساطة : هو المحرر المكتوب الذي يتفق فيه أطراف العلاقة القانونية عقدية كانت أو غير عقدية على اللجوء إلى نظام الوساطة لتسوية منازعة ثارت أو من المحتمل أن تثار بينهم ، سواء تضمنه محرر وقّعه الأطراف أو إذا تضمنه ما تبادلوه من رسائل أو برقيات أو غيرها من وسائل الاتصال التي لها حجية في الإثبات.

ح. اتفاق التسوية : هو المحرر الذي يسفر عن إجراءات الوساطة القائم بها الوسيط وفق أحكام هذا القانون، و الذي تنتهي به المنازعة الناشئة بين أطراف العلاقة القانونية عقدية كانت أو غير عقدية .

ط. جدول الوسطاء الخاصين: هو الجدول المقيد به أسماء الوسطاء بموجب قرار يصدر من وزير العدل وفقا للمعايير التي يحددها ، و الذي يتعين اللجوء إليه لاختيار الوسطاء الخاصين حال اللجوء للوساطة الاتفاقية وفقاً لأحكام هذا القانون .

ي . الوزير المختص: وزير العدل .

الفصــــــــــــــــل الأول
أحكام عامة

حيدة الوسيط

2) مع مراعاة الأحكام الخاصة بالوساطة، يتعين على الوسيط الالتزام بالحيدة والنزاهة أثناء إجراءاتها .
3) يتعين على الوسيط عند تعيينه وطوال إجراءات الوساطة أن يكشف عن أي ظروف يُحتمل أن تثير شكوكا بشأن حياده أو استقلاليته .
4) يتعين على الوسيط عدم إعطاء وعود أو ضمان نتائج محددة بشأن الوساطة.

سير إجراءات الوساطة
5) يجوز للوسيط أن يجري الوساطة بالطريقة التي يراها مناسبة، مع مراعاة طلبات الأطراف وظروف الوساطة، وبما لا يخالف النظام العام .

6) يشترط لانعقاد جلسات الوساطة، حضور أطراف النزاع أو مفوض عنهم بموجب تفويض خاص يتيح له تسوية النزاع من خلال إجراءات الوساطة.
وللوسيط أثناء إجراءات الوساطة الاجتماع بأطراف النزاع ووكلائهم وتداول موضوع النزاع معهم، وله الانفراد بكل طرف عل حدة، ويتخذ ما يراه مناسبا لتقريب وجهات النظر، بهدف الوصول إلى حل ودي للنزاع .

7) يجوز للأطراف أثناء الوساطة أن يستعينوا بمن يرون الاستعانة به من الخبراء والمتخصصين لإبداء رأيهم مشافهة، أو بمذكرة مختصرة للوسيط في أي من المسائل الفنية المتعلقة بالنزاع موضوع الوساطة.

8) لا يجوز للوسيط العمل كمحكم أو محامٍ بعد العمل كوسيط، في نزاع كان محلا للوساطة أو في أي نزاع مرتبط بها.

9) عقب انتهاء الوساطة يعيد الوسيط إلي كل طرف ما قدمه إليه من مذاكرات ومستندات.
10) يحدد الوسيط الخاص أتعابه بالاتفاق مع أطراف النزاع.

11) يُوقف سريان مدد التقادم فيما يتعلق بالمطالبة موضوع الوساطة لمرة واحدة لمدة شهر، من تاريخ دعوة الدائن لمدينه للدخول في إجراءات الوساطة أو من تاريخ قبول الدائن لذلك بحسب الأحوال، ويستمر وقف سريان مدد التقادم عقب مرور مدة الشهر وذلك أثناء سير إجراءات الوساطة، ويُستأنف سريان مدد التقادم اعتبارا من وقت انتهائها دون اتفاق تسوية ، واستثناءً من نص المادتين 14 ، 16 من هذا القانون، يكون إثبات تاريخ بدء ونهاية إجراءات الوساطة بشأن الدفع بالتقادم بموجب كتاب بذلك من الوسيط المختص .
السرية
12) مع مراعاة اتفاق الأطراف، يتعين على الوسيط الحفاظ علي سرية كافة المعلومات المتعلقة بالوساطة، وعلى سرية المعلومات التي يفضي بها إليه أحد الأطراف ولا يرغب في إعلام الطرف الآخر بها، ما لم يكن إفشاؤها لازما بمقتضي القانون أو لأغراض إنفاذ اتفاق التسوية .
13) مع مراعاة اتفاق الأطراف ، يتعين عليهم وعلى كافة المشاركين في إجراءاتها الحفاظ علي سرية كافة المعلومات المتعلقة بها، ما لم يكن إفشاؤها لازما بمقتضي القانون أو لأغراض إنفاذ اتفاق التسوية .

الاعتداد بالأدلة في إجراءات أخرى

14) مع مراعاة اتفاق الأطراف، لا يجوز للوسيط ولا لأي طرف مشارك في إجراءات الوساطة، ولا لأي شخص آخر، الاعتماد على أي مما يلي، أو تقديمه كدليل، أو الإدلاء بشهادة أو إعطاء دليل بشأنه، في إجراءات تحكيمية أو قضائية أو أية إجراءات مماثلة :
أ‌) موضوع الدعوة الموجهة من أحد الأطراف للمشاركة في إجراءات الوساطة، أو كون أحد الأطراف راغبا في المشاركة في إجراءات الوساطة.
ب‌) الآراء أو الاقتراحات أو التنازلات التي أبداها أحد أطراف الوساطة بشأن تسوية ممكنة للنزاع.
ج) البيانات أو الإقرارات التي يقدمها الخصم أثناء إجراءات الوساطة.
د) وثيقة أعدت لأغراض إجراءات الوساطة فحسب.

15) لا يجوز لهيئة أو محكمة أو أي سلطة أخرى ، أن تأمر بإفشاء المعلومات المشار إليها في المادة السابقة، وإذا قدمت تلك المعلومات كدليل خلافاً لأحكام المادة السابقة ، وجب اعتبار ذلك الدليل غير مقبول ، ما لم يتفق الأطراف على خلاف ذلك .
ويستثني من ذلك ما كان إفشاؤه لازما بمقتضي القانون أو لأغراض تنفيذ اتفاق التسوية.

الفصل الثاني
الوساطة الاتفاقية

أولاً : الوساطة الاتفاقية قبل رفع الدعوى

16) لأطراف العلاقة القانونية عقدية كانت أو غير عقدية، الاتفاق على اللجوء للوساطة لتسوية ما ينشأ بينهم من منازعات بموجب اتفاق على ذلك .

17) يجوز أن يكون اتفاق الوساطة سابقاً على قيام النزاع سواء قام مستقلاً بذاته أو ورد في عقد معين بشأن كل أو بعض المنازعات التي قد تنشأ بين الأطراف، كما يجوز أن يتم اتفاق الوساطة بعد قيام النزاع وقبل إقامة دعوى بشأنه أمام جهة قضائية أو تحكيمية، ويتعين أن يحدد الاتفاق المسائل التي تشملها الوساطة وإلا كان الاتفاق باطلاً. و في هذه الحالة لا يلحق البطلان اتفاق التسوية إن تم.

18) يعتبر اتفاقًا على الوساطة، كل إحالة ترد في العقد إلى وثيقة تتضمن شرط اللجوء إلى إجراءات الوساطة إذا كانت الإحالة واضحة في اعتبار هذا الشرط جزءًا من العقد.

19) يجب أن يكون اتفاق التسوية الناتج عن إجراءات الوساطة مكتوباً وإلا كان باطلاً.

20) يجب على المحكمة أو الهيئة التحكيمية التي ترفع أمامها دعوى في مسألة أبرم بشأنها اتفاق وساطة أن تحكم بعدم قبول الدعوى إذا دفع المدعى عليه بذلك قبل إبدائه أي طلب أو دفاع في الدعوى، ما لم يتبين لها أن الاتفاق باطل أو ملغى أو عديم الأثر أو لا يمكن تنفيذه أو أن تنفيذه تم بالمخالفة لأحكام هذا القانون.
و لا يحول ذلك دون حق أي طرف في طلب اتخاذ تدابير مؤقتة أو تحفظية من القاضي المختص ، سواء قبل البدء في إجراءات الوساطة أو أثناء سيرها .
بدء و إنهاء الوساطة الاتفاقية قبل رفع الدعوى
21) تبدأ الوساطة الاتفاقية في اليوم الذي يوافق فيه أطراف النزاع على تسويته من خلال إجراءات الوساطة وتنتهي في اليوم الذي يصل فيه الأطراف إلى اتفاق تسوية أو اليوم الذي يعلن فيه أي طرف إنهاءها.

22) إذا لم يتلق الطرف الذي دعا طرفا آخر إلى الوساطة قبولا لدعوته خلال ثلاثين يوما من اليوم الذي أرسلت فيه الدعوة، أو في خلال مدة أخرى محددة في الدعوة، جاز للطرف الآخر أن يعتبر ذلك رفضا للدعوة إلى تسوية النزاع من خلال إجراءات الوساطة ، ما لم يتفق الأطراف على خلاف ذلك في اتفاق الوساطة .
تسمية الوسيط قبل رفع الدعوى
23) يتم تسمية الوسيط باتفاق الأطراف، من بين الوسطاء المقيدين بجدول الوسطاء .

24) إذا لم يتفق الأطراف على تسمية وسيط، يكون لهما حق اللجوء إلي إدارة الوساطة المختصة التي يقع في دائرتها مكان إبرام اتفاق الوساطة، لتسمية وسيط من بين المقيدين بجدول الوسطاء ، ويصدر باسم الوسيط قرار من قاضي إدارة الوساطة المختص في مدة لا تتجاوز سبعة أيام من تاريخ تقديم الطلب ، و يتعين علي قاضي إدارة الوساطة في تسمية الوسيط الذي يختاره الشروط التي يتطلبها هذا القانون ، وتلك التي اتفق عليها الطرفان .

25) مع عدم الإخلال بأحكام المواد 4، 5 ،6 من هذا القانون ، لا يقبل القرار الصادر من قاضي إدارة الوساطة بتسمية الوسيط ، الطعن فيه بأي طريق من طرق الطعن .

اتفاق التسوية الناتج عن الوساطة الاتفاقية قبل رفع الدعوى

26) إذا أبرم الأطراف اتفاقا لتسوية النزاع، يجوز لأي منهم طلب إثبات محتواه في دفتر يعد لهذا الغرض بإدارة الوساطة بالمحكمة المختصة، ويكون له قوة السند التنفيذي، ويتعين في هذه الحالة إرفاق شهادة معتمدة من الوسيط المقيد بجدول الوسطاء ، بما تم من إجراءات الوساطة وما أسفر عنه من اتفاق .

27) إذا اخل احد الأطراف باتفاق التسوية يجوز للطرف الآخر ـ بعد إعلان خصمه بأسبوع بذلك الإخلال ومطالبته بتنفيذ التزامه ـ التقدم لإدارة الوساطة المختصة بطلب تذيل اتفاق التسوية بالصيغة التنفيذية .
فإذا ما تبين لإدارة الوساطة المختصة استيفاء طلب تذييل اتفاق التسوية للشروط الشكلية والموضوعية للطلب ، أمرت بوضع الصيغة التنفيذية على اتفاق التسوية.
و في كافة الأحوال لا يجوز تذييل اتفاق التسوية المترتب عن إجراءات الوساطة وفق أحكام هذا القانون، إذا ما تعلقت التسوية بحقوق شخصية عقارية أو حقوق عينية عقارية.

ثانياً : الوساطة الاتفاقية أثناء نظر الدعوى

28) يجوز لأطراف الدعوى القضائية أو التحكيمية ، الاتفاق على اللجوء للوساطة لتسوية النزاع المثار بينهم، وعلى قاضي الموضوع أو هيئة التحكيم بحسب الأحوال، بناء على طلب أطرافها أو وكلائهم القانونيين وقف الدعوى وإحالة النزاع إلي إدارة الوساطة لتسمية قاضٍ وسيط أو وسيط خاص من بين الوسطاء الخاصين المقيدين بجدول الوسطاء في حالة الدعوى القضائية، أو إلي الوسيط الخاص المقيد بجدول الوسطاء المسمى من الأطراف في حالة الدعوى التحكيمية ، لتسوية النزاع وديًّا .

29) في حال اللجوء للوساطة الاتفاقية أثناء نظر الدعوى القضائية يراعى عند تسمية الوسيط اتفاق الطرفين، ويتعين على إدارة الوساطة في حالة عدم اتفاق الأطراف على تسمية الوسيط الخاص أو القضائي أو عدم الاعتداد برأي الأطراف في ذلك الشأن ذكر أسباب ذلك، ويجوز التظلم من تسمية الوسيط الخاص أو القضائي إلى مدير إدارة الوساطة بالإجراءات المعتادة للتظلم ، ويجوز للأطراف تضمين تظلمهما تسمية وسيط آخر من الوسطاء الخاصين المقيدين ، على أن يتم الفصل في التظلم من تسمية الوسيط خلال أسبوع من تاريخ التقرير به ، بأمر نهائي غير قابل للطعن عليه .

30) في حال اللجوء للوساطة الاتفاقية أثناء نظر الدعوى التحكيمية يجوز للأطراف حال عدم اتفاقهم على اسم الوسيط اللجوء إلي إدارة الوساطة التي يجرى في دائرتها التحكيم لتسمية وسيط من بين جدول الوسطاء ، و يسري في شان التظلم من قرار تسمية الوسيط الخاص اثناء نظر الدعوى التحكيمية ما يسري على التظلم من تسمية الوسيط في الدعوى القضائية المنصوص عليها في المادة السابقة .

31) عند إحالة النزاع إلى الوسيط القضائي أثناء نظر الدعوى القضائية يتعين إحالة ملف الدعوى إلى قاضى الوساطة ، وله أن يتلقى من الأطراف مذكرات موجزة بادعائهم أو دفاعهم.

32) عند إحالة النزاع إلى وسيط خاص أثناء نظر الدعوى القضائية أو التحكيمية لا يحال ملف الدعوى إليه، ويتعين على كل طرف من أطراف النزاع أن يقدم إليه خلال مدة لا تتجاوز سبعة أيام من تاريخ الإحالة مذكرة موجزة تتضمن ملخصًا لادعاءاته أو دفوعه، مرفقا بها المستندات التي يستند إليها ، ولا يتم تبادل هذه المذاكرات و المستندات بين أطراف النزاع.
33) على الوسيط المحال إليه الدعوى القضائية أو التحكيمية أثناء نظرها، سواء أكان وسيطًا قضائيا أو خاصا بحسب الأحوال، الانتهاء من أعمال الوساطة خلال مدة لا تزيد على شهرين من تاريخ إحالة النزاع إليه، ويجوز لقاضي الموضوع أو لهيئة التحكيم بناء على طلب الوسيط، أو بناء على اتفاق الأطراف أن يأمر بمد فترة الوساطة لمدة شهرين آخرين لمرة واحدة.
34) تبدأ الوساطة الاتفاقية أثناء نظر الدعوى في اليوم المحدد لإجراء الجلسة الأولى لها، وتنتهي في اليوم الذي يقدم فيه الوسيط تقريره إلي محكمة الموضوع أو إلي هيئة التحكيم.
35) إذا توصل الوسيط الذي يجري وساطة أثناء نظر الدعوى القضائية، إلى تسوية النزاع كليًّا أو جزئيًّا، يقدم إلي قاضي الدعوي تقريراً بذلك يرفق به اتفاق التسوية الموقع من أطراف النزاع للتصديق عليه، وإلحاقه بمحضر الجلسة وإثبات محتواه فيه ويكون لذلك المحضر قوة السند التنفيذي ، وفي حالة الإخلال بشروط اتفاق التسوية ، يكون للطرف المضرور أن يلجا إلى التنفيذ بذات الإجراءات المنصوص عليها في المادة 27 من هذا القانون .
36) إذا توصل الوسيط الذي يجري وساطة أثناء نظر الدعوى التحكيمية إلي تسوية النزاع، كلياً أو جزئياً، يقدم إلي هيئة التحكيم تقريراً بذلك يرفق به اتفاق التسوية الموقع من أطراف النزاع وتصدر الهيئة قرارًا بذلك يتضمن شروط التسوية، ويكون لهذا القرار ما لأحكام المحكمين من قوة بالنسبة للتنفيذ
ولأطراف الدعوى التحكيمية إتباع الإجراءات المنصوص عليها في المادة 27 من هذا القانون حال الإخلال باتفاق التسوية المبرم بينهم .
37) إذا فشلت تسوية النزاع بسبب تخلف احد أطراف النزاع أو مفوضيهم عن حضور جلسة أو أكثر من جلسات الوساطة دون عذر مقبول، يجوز لقاضي الموضوع أو هيئة التحكيم توقيع غرامة علي ذلك الطرف لا تقل عن أربعة آلاف جنيه ولا تزيد علي عشرة آلاف جنيه.
38) إذا تم تسوية النزاع وديا أثناء تداول الدعوى القضائية من خلال إجراءات الوساطة الاتفاقية يعفى المدعى من نصف الرسوم القضائية المقررة .

الفصل الثالث
الوساطة القضائية

39) تحال جميع الدعاوى التي تجاوزت قيمتها مائة ألف جنيه والدعاوى غير مقدرة القيمة، إلي إدارة الوساطة المختصة، فور رفعها وقبل نظرها، وذلك لاتخاذ إجراءات الوساطة بشأنها وفقاً لاختصاصها.
ويستثنى من الفقرة السابقة الدعاوى المستعجلة والوقتية، ومنازعات التنفيذ الموضوعية والشكلية، وأوامر الأداء، والدعاوى التي تختص بها نوعيا المحاكم الجزئية، ودعاوى الإفلاس ، والدعاوى التي سبق طرح تسوية موضوعها من خلال إجراءات الوساطة قبل رفع الدعوى، ويتعين في الحالة الأخيرة تقديم شهادة بذلك من الوسيط .
ويحدد مدير إدارة الوساطة الدعاوى التي تدخل في اختصاص إدارة الوساطة وفقاً للشروط المبينة بالفقرة السابقة ، ولا يقبل قراره الصادر في ذلك الشأن الطعن عليه بأية طريقة من طرق الطعن .
40) يجب على قلم الكتاب أن يعرض المنازعات والدعاوى المبينة بالمادة السابقة على رئيس إدارة الوساطة في ذات يوم قيد صحيفتها، للبت في اختصاص الإدارة بها، وعلى رئيس الإدارة في اليوم التالي على الأكثر، أن يعين عضوا أو أكثر من بين أعضائها يحيل إليه ملف الدعوى لمباشرة إجراءات الوساطة .
وتبدأ الوساطة في اليوم المحدد لإجراء الجلسة الأولى لها ، وتنتهي في اليوم الذي يقدم فيه القاضي الوسيط تقريره إلى قاضي الموضوع.

41) يتولى عضو إدارة الوساطة ما يسند إليه من منازعات ودعاوى لاتخاذ إجراءات الوساطة، ولا يجوز أن يتجاوز ميعاد أول جلسة سبعة أيام من تاريخ عرض المنازعة أو الدعوى عليه، وُيَبلَّغ أطراف النزاع أو وكلاءهم بموعدها ومكان انعقادها، بكتاب مسجل مصحوب بعلم الوصول، أو ببرقية، أو تلكس، أو فاكس، أو غير ذلك من وسائل الاتصال التي يكون لها حجية في الإثبات قانونًا، ويقوم الوسيط بتحديد موعد كل جلسة بالاتفاق مع أطراف النزاع.

42) على القاضي الوسيط الانتهاء من أعمال الوساطة خلال مدة لا تزيد عن شهر من تاريخ إحالة النزاع إليه، ويجوز لقاضي الموضوع بناء علي طلب الوسيط أو اتفاق الأطراف أن يأمر بمد فترة الوساطة لمدة شهر آخر لمرة واحدة.

43) إذا توصل القاضي الوسيط من خلال إجراءات الوساطة القضائية إلى تسوية النزاع، كليًّا أو جزئيًّا، يقدم إلى قاضي الدعوي تقريرًا بذلك يرفق به اتفاق التسوية الموقع من أطراف النزاع للتصديق عليها، وإلحاقه بمحضر الجلسة، وإثبات محتواه فيه ويكون لذلك المحضر قوة السند التنفيذي، وفي حالة الإخلال بشروط اتفاق التسوية ، يكون للطرف المضرور أن يلجا إلي التنفيذ بذات الإجراءات المنصوص عليها في المادة 27 من هذا القانون .

44) إذا تم تسوية النزاع وديًّا من خلال إجراءات الوساطة القضائية يعفى المدعى من ثلاثة أرباع الرسوم القضائية المقررة .

الفصل الرابع
العقوبات والأحكام الختامية
45) إذا ما خالف الوسيط مقتضيات الحيدة أو السرية المبينة بأحكام هذا القانون، يعاقب بغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد عن خمسين ألف جنيه ، ويشطب اسمه من جداول الوسطاء لمدة خمس سنوات، وذلك دون الإخلال بحق المضرور في التعويض .
46) إذا ما خالف أطراف الوساطة أو أيٌّ ممن شارك في إجراءاتها مقتضيات السرية المبينة بأحكام هذا القانون، يعاقب بغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد عن خمسين ألف جنيه ، وذلك دون الإخلال بحق المضرور في التعويض

الأحد، 6 أكتوبر 2019

كِتَابُ دَوْرِيِّ 3 لِسَنَةِ 2019 بِشَأْنَ اَلتَّصَالُحِ فِي مُخَالَفَاتِ اَلْبِنَاءِ وَتَقْنِينِ أَوْضَاعِهَا

جُمْهُورِيَّةَ مِصْرَ اَلْعَرَبِيَّةِ
اَلنِّيَابَةِ اَلْعَامَّةِ
مَكْتَبَ اَلنَّائِبِ اَلْعَامِّ اَلْمُسَاعِدِ
لِلتَّفْتِيشِ اَلْقَضَائِيِّ
كِتَابٌ دَوْرِيٌّ رَقْم (3) لِسَنَةِ 2019
بِشَأْنَ اَلتَّصَالُحِ فِي مُخَالَفَاتِ اَلْبِنَاءِ وَتَقْنِينِ أَوْضَاعِهَا
وَفْقًا لِأَحْكَامِ اَلْقَانُونِ رَقْمِ 17 لِسَنَةِ 2019
صَدَرَ اَلْقَانُونُ رَقْمُ 17 لِسَنَةِ 2019 فِي شَأْنِ اَلتَّصَالُحِ فِي بَعْضِ مُخَالَفَاتِ اَلْبِنَاءِ وَتَقْنِينِ أَوْضَاعِهَا وَنَشْرٍ بِالْجَرِيدَةِ اَلرَّسْمِيَّةِ بِتَارِيخِ 8 / 4 / 2019 م بِعَدَدِهَا 14 مُكَرَّرٍ (ج) وَيَعْمَلَ بِهِ مِنْ اَلْيَوْمِ اَلتَّالِي لِتَارِيخِ نَشْرِهِ .
وَقَدْ تَضَمَّنَ اَلْقَانُونُ فِي مَادَّتِهِ اَلْأُولَى جَوَازَ اَلتَّصَالُحِ وَتَقْنِينِ اَلْأَوْضَاعِ فِي اَلْأَعْمَالِ اَلَّتِي اُرْتُكِبَتْ بِالْمُخَالَفَةِ لِأَحْكَامِ قَانُونِ اَلْبِنَاءِ اَلصَّادِرِ بِالْقَانُونِ رَقْمِ 119 لِسَنَةِ 2008 وَفِي حَالَاتِ تَغْيِيرِ اَلِاسْتِخْدَامِ فِي اَلْمَنَاطِقِ اَلَّتِي لَا يُوجَدُ لَهَا مُخَطَّطَاتٌ تَفْصِيلِيَّةٌ مُعْتَمَدَةٌ ، وَاَلَّتِي ثَبَتَ اَلْقِيَامُ بِهَا قَبْلَ اَلْعَمَلِ بِأَحْكَامِ هَذَا اَلْقَانُونِ وَذَلِكَ عَلَى اَلنَّحْوِ اَلْمُبَيَّنِ بِهِ . كَمَا حَدَّدَتْ اَلْمَادَّةُ بَعْضَ اَلْأَعْمَالِ اَلْمُخَالِفَةِ اَلَّتِي لَا يَجُوزُ فِيهَا اَلتَّصَالُحُ وَأَوْرَدَتْهَا عَلَى سَبِيلِ اَلْحَصْرِ.
كَمَا تَضَمَّنَ نَصُّ اَلْمَادَّةِ اَلثَّانِيَةِ مِنْ اَلْقَانُونِ تَشْكِيلَ لَجْنَةٍ فَنِّيَّةٍ أَوْ أَكْثَرَ بِالْجِهَةِ اَلْإِدَارِيَّةِ اَلْمُخْتَصَّةِ مِنْ غَيْرِ اَلْعَامِلِينَ بِهَا . يَصْدُرَ بِتَشْكِيلِهَا قَرَارَ مِنْ اَلْمُحَافِظِ أَوْ رَئِيسِ اَلْهَيْئَةِ اَلْمُخْتَصِّ - بِحَسَبَ اَلْأَحْوَالِ . - وَتُحَدِّدَ اَللَّائِحَةُ اَلتَّنْفِيذِيَّةُ لِلْقَانُونِ قَوَاعِدَ وَمَعَايِيرَ اِخْتِيَارِ رَئِيسِ وَأَعْضَاءِ تِلْكَ اَللَّجْنَةِ ، وَالْإِجْرَاءَاتُ وَالضَّوَابِطُ اَلَّتِي تَتَّبِعُهَا فِي مُبَاشَرَةِ اِخْتِصَاصِهَا.
تَضَمَّنَ اَلْقَانُونُ أَيْضًا فِي مَادَّتِهِ اَلثَّالِثَةِ اَلنَّصَّ عَلَى إِجْرَاءَاتِ وَمِيعَادِ تَقْدِيمِ طَلَبِ اَلتَّصَالُحِ وَتَقْنِينِ اَلْأَوْضَاعِ بِأَنْ يُقَدِّمَ اَلطَّلَبُ إِلَى اَلْجِهَةِ اَلْإِدَارِيَّةِ اَلْمُخْتَصَّةِ خِلَالَ مُدَّةٍ لَا تَجَاوُزَ سِتَّةِ أَشْهُرِ مِنْ تَارِيخِ اَلْعَمَلِ بِاللَّائِحَةِ اَلتَّنْفِيذِيَّةِ لِهَذَا اَلْقَانُونِ – 9 يُولْيُو 2019 - بَعْدُ سَدَادِ اَلرَّسْمِ اَلْمُقَرَّرِ اَلْجِهَةِ اَلْإِدَارِيَّةِ إِعْطَاءَ مُقَدَّمِ اَلطَّلَبِ شَهَادَةً تُفِيدُ تَقَدُّمَهُ بِالطَّلَبِ مُثَبَّتًا بِهَا رَقْمُهُ وَتَارِيخُ قَيْدِهِ وَالْمُسْتَنَدَاتُ اَلْمُرْفَقَةُ بِهِ .
وَقَدْ رَتَّبَ اَلنَّصُّ أَثَرًا لِمُجَرَّدِ تَقْدِيمِ هَذِهِ اَلشَّهَادَةِ إِلَى اَلْمَحْكَمَةِ أَوْ اَلْجِهَاتِ اَلْمُخْتَصَّةِ , بِحَسَبَ اَلْأَحْوَالِ وَهُوَ وَقْفُ نَظَرِ اَلدَّعَاوَى اَلْمُتَعَلِّقَةِ بِالْمُخَالَفَةِ وَوَقْفِ تَنْفِيذِ اَلْأَحْكَامِ وَالْقَرَارَاتِ وَالْإِجْرَاءَاتِ اَلصَّادِرَةِ فِي شَأْنِ اَلْأَعْمَالِ اَلْمُخَالِفَةِ مَحَلَّ اَلطَّلَبِ إِلَى حِينِ اَلْبَتِّ فِيهِ .
كَمَا تَضَمَّنَ نَصُّ اَلْمَادَّةِ اَلسَّادِسَةِ إِصْدَارَ اَلْمُحَافِظِ أَوْ رَئِيسِ اَلْهَيْئَةِ اَلْمُخْتَصِّ بِحَسَبِ اَلْأَحْوَالِ ، قَرَارًا بِقَبُولِ اَلتَّصَالُحِ بَعْد مُوَافَقَةِ اَللَّجْنَةِ اَلْفَنِّيَّةِ اَلْمَنْصُوصِ عَلَيْهَا فِي اَلْمَادَّةِ اَلثَّانِيَةِ ، وَيَتَرَتَّبَ عَلَى صُدُورِ هَذَا اَلْقَرَارِ اِنْقِضَاءَ اَلدَّعَاوَى اَلْمُتَعَلِّقَةِ بِمَوْضُوعِ اَلْمُخَالَفَةِ ، وَإِلْغَاءُ مَا يَتَعَلَّقُ بِهَا مِنْ قَرَارَاتِ وَحِفْظِ اَلتَّحْقِيقَاتِ فِي شَأْنِ هَذِهِ اَلْمُخَالَفَاتِ إِذَا لَمْ يَكُنْ قَدْ تَمَّ اَلتَّصَرُّفُ فِيهَا ، وَيُوقِفَ تَنْفِيذُ اَلْعُقُوبَةِ اَلْمَقْضِيِّ بِهَا فِي حَالَةِ صُدُورِ حُكْمٍ بَاتَ فِي مَوْضُوعِ اَلدَّعْوَى ، كَمَا تَأْمُرُ اَلنِّيَابَةُ اَلْعَامَّةُ بِوَقْفِ تَنْفِيذِ اَلْعُقُوبَةِ إِذَا حَصَلَ اَلتَّصَالُحُ أَثْنَاءَ تَنْفِيذِهَا .
كَمَا نَصَّتْ اَلْمَادَّةُ اَلتَّاسِعَةُ مِنْ اَلْقَانُونِ اَلْمُشَارِ إِلَيْهِ عَلَى أَنَّهُ إِذَا قَرَّرَتْ اَللَّجْنَةُ اَلْفَنِّيَّةُ اَلْمَنْصُوصُ عَلَيْهَا فِي اَلْمَادَّةِ اَلثَّانِيَةِ رَفَضَ طَلَبُ اَلتَّصَالُحِ عَلَى اَلْمُخَالَفَةِ أَوْ فِي حَالَةِ عَدَمِ سَدَادِ قِيمَةٍ مُقَابِلَ تَقْنِينِ اَلْأَوْضَاعِ خِلَالَ سِتِّينَ يَوْمًا مِنْ تَارِيخِ مُوَافَقَةِ اَللَّجْنَةِ ، يَصْدُرَ اَلْمُحَافِظُ أَوْ رَئِيسِ اَلْهَيْئَةِ اَلْمُخْتَصَّةِ ، بِحَسَبَ اَلْأَحْوَالِ ، قَرَارًا بِالرَّفْضِ أَوْ بِاسْتِكْمَالِ اَلْإِجْرَاءَاتِ اَلتَّنْفِيذِيَّةِ اَللَّازِمَةِ ، أَوْ بِتَصْحِيحِ اَلْأَعْمَالِ اَلْمُخَالِفَةِ وَفْقَ أَحْكَامِ قَانُونِ اَلْبِنَاءِ اَلْمُشَارِ إِلَيْهِ ، وَيَتِمَّ فِي هَذِهِ اَلْحَالَةِ اِسْتِئْنَافَ نَظَرِ اَلدَّعَاوَى وَالتَّحْقِيقَاتِ اَلْمَوْقُوفَةِ وَتَنْفِيذِ اَلْأَحْكَامِ وَالْقَرَارَاتِ وَالْإِجْرَاءَاتِ اَلصَّادِرَةِ فِي شَأْنِ اَلْأَعْمَالِ اَلْمُخَالِفَةِ.
كَمَا أَجَازَتْ اَلْمَادَّةُ اَلْعَاشِرَةُ مِنْ اَلْقَانُونِ اَلتَّظَلُّمِ مِنْ قَرَارِ اَلرَّفْضِ لَمِنْ رَفْضِ طَلَبِهِ لِلتَّصَالُحِ وَذَلِكَ خِلَالَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا مِنْ تَارِيخِ إِخْطَارِهِ بِهِ . وَتَتَوَلَّى نَظَرَ اَلتَّظَلُّمِ لَجْنَةَ أَوْ أَكْثَرَ تُشَكِّلُ بِمَقَرِّ اَلْمُحَافَظَةِ أَوْ اَلْجِهَةِ اَلْإِدَارِيَّةِ اَلْمُخْتَصَّةِ وَيُصْدِرُ بِتَشْكِيلِ تِلْكَ اَللَّجْنَةِ قَرَارَ مِنْ اَلْمُحَافِظِ أَوْ رَئِيسِ اَلْهَيْئَةِ اَلْمُخْتَصَّةِ ، وَعَلَى اَللَّجْنَةِ أَنْ تَبُتَّ فِي اَلتَّظَلُّمِ خِلَالَ تِسْعِينَ يَوْمًا مِنْ تَارِيخِ تَقْدِيمِ اَلطَّلَبِ وَيَعْتَبِرُ اِنْقِضَاءُ هَذِهِ اَلْمُدَّةِ دُونَ اَلْبَتِّ فِيهِ بِمَثَابَةِ قَبُولِهِ .
وَفِي ضَوْءِ مَا وَرَدَ بِنُصُوصِ هَذَا اَلْقَانُونِ مِنْ أَحْكَامٍ ، وَفِي سَبِيلِ تَحْقِيقِ اَلْأَهْدَافِ اَلْمَنْشُودَةِ مِنْهُ فَإِنَّنَا نَدْعُو اَلسَّادَةُ أَعْضَاءُ اَلنِّيَابَةِ اَلْعَامَّةِ إِلَى تَطْبِيقِ اَلْأَحْكَامِ وَتَوَخِّي اَلدِّقَّةِ فِي ذَلِكَ مَعَ مُرَاعَاةِ مَا يَلِي :
أَوَّلاً : يَقْتَصِرَ طَلَبُ اَلتَّصَالُحِ وَتَقْنِينِ اَلْأَوْضَاعِ عَلَى أَعْمَالِ اَلْبِنَاءِ اَلَّتِي اُرْتُكِبَتْ بِالْمُخَالَفَةِ لِأَحْكَامِ اَلْقَانُونِ رَقْمِ 119 لِسَنَةِ 2008 بِإِصْدَارِ قَانُونِ اَلْبِنَاءِ ، وَاَلَّتِي ثَبَتَ اِرْتِكَابُهَا قَبْلَ يَوْمِ 9 أَبْرِيلَ 2019 .
ثَانِيًا : تَقَدُّمُ طَلَبَاتِ اَلتَّصَالُحِ وَتَقْنِينِ اَلْأَوْضَاعِ إِلَى اَلْجِهَةِ اَلْإِدَارِيَّةِ اَلْمُخْتَصَّةِ بِتَطْبِيقِ أَحْكَامِ قَانُونِ اَلْبِنَاءِ خِلَالَ مُدَّةٍ لَا تَجَاوُزَ سِتَّةِ أَشْهُرِ مِنْ تَارِيخِ اَلْعَمَلِ بِاللَّائِحَةِ اَلتَّنْفِيذِيَّةِ لِهَذَا اَلْقَانُونِ " أَيْ بَدَأَ مِنْ يَوْمِ 9 يُولْيُو 2019 حَتَّى 8 يَنَايِرَ 2020 " .
ثَالِثًا : أَنَّ اَلْقَانُونَ رَقْمَ 17 لِسَنَةِ 2019 فِي مَادَّتِهِ اَلْأُولَى قَدْ حَظَرَ اَلتَّصَالُحُ فِي بَعْضِ اَلْمُخَالَفَاتِ اَلَّتِي حَدَّدَهَا عَلَى سَبِيلِ اَلْحَصْرِ وَهِيَ :
1 - اَلْأَعْمَالُ اَلْمُخِلَّةُ بِالسَّلَامَةِ اَلْإِنْشَائِيَّةِ لِلْمَبْنَى وَيَقْصِدُ بِهَا اَلْأَعْمَالُ اَلَّتِي تُشَكِّلُ خَطَرًا عَلَى اَلْأَرْوَاحِ وَالْمُمْتَلَكَاتِ .
2 - اَلتَّعَدِّي عَلَى خُطُوطِ اَلتَّنْظِيمِ اَلْمُعْتَمَدَةِ ، وَحُقُوقَ اَلْاَرْتَفَاقْ اَلْمُقَرَّرَةَ قَانُونًا .
3 - اَلْمُخَالَفَاتُ اَلْخَاصَّةُ بِالْمَبَانِي وَالْمُنْشَآِتِ ذَاتِ اَلطِّرَازِ اَلْمِعْمَارِيِّ اَلْمُتَمَيِّزِ .
4 - تَجَاوُزُ قُيُودِ اَلِارْتِفَاعِ اَلْمُقَرَّرَةِ مِنْ سُلْطَةِ اَلطَّيَرَانِ اَلْمَدَنِيِّ وَوَفْقًا لِأَحْكَامِ قَانُونِ اَلطَّيَرَانِ اَلْمَدَنِيِّ رَقْمِ 28 لِسَنَةِ 1981 أَوْ تَجَاوُزِ مُتَطَلَّبَاتِ شُئُونِ اَلدِّفَاعِ عَنْ اَلدَّوْلَةِ .
5 - اَلْبِنَاءُ عَلَى اَلْأَرَاضِي اَلْمَمْلُوكَةِ لِلدَّوْلَةِ مَا لَمْ يَكُنْ صَاحِبُ اَلشَّأْنِ قَدْ تَقَدَّمَ بِطَلَبٍ لِتَوْفِيقِ أَوْضَاعِهِ وَفْقًا لِأَحْكَامِ اَلْقَانُونِ .
6 - اَلْبِنَاءُ عَلَى اَلْأَرَاضِي اَلْخَاضِعَةِ لِقَانُونِ حِمَايَةِ اَلْآثَارِ رَقْمَ 117 لِسَنَةِ 1983 ، وَحِمَايَةُ نَهْرِ اَلنِّيلِ رَقْمِ 48 لِسَنَةِ 1982 . 
7 - تَغْيِيرُ اَلِاسْتِخْدَامِ لِلْمَنَاطِقِ اَلَّتِي صَدَرَتْ لَهَا مُخَطَّطَاتٌ تَفْصِيلِيَّةٌ مُعْتَمَدَةٌ مِنْ اَلْجِهَةِ اَلْإِدَارِيَّةِ .
8 - اَلْبِنَاءُ خَارِجَ اَلْأَحُوزَة اَلْعُمْرَانِيَّةَ اَلْمُعْتَمَدَةِ فِيمَا عَدَا مَا اِسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ :
أ - اَلْحَالَاتُ اَلْوَارِدَةُ فِي اَلْمَادَّةِ اَلثَّانِيَةِ مِنْ مَوَادِّ إِصْدَارِ قَانُونِ اَلْبِنَاءِ .
ب - اَلْمَشْرُوعَاتُ اَلْحُكُومِيَّةُ وَالْمَشْرُوعَاتُ ذَاتُ اَلنَّفْعِ اَلْعَامِّ .
ج - اَلْكُتَلُ اَلسَّكَنِيَّةُ اَلْمُتَاخِمَةُ لَلْأَحُوزَة اَلْعُمْرَانِيَّةَ لِلْقُرَى وَتَوَابِعِهَا وَالْمُدُنِ .
رَابِعًا : تَخْتَصَّ اَللَّجْنَةُ اَلْفَنِّيَّةُ اَلْمُشَكَّلَةُ وَفْقًا لِنَصِّ اَلْمَادَّةِ اَلثَّانِيَةِ مِنْ اَلْقَانُونِ رَقْمِ 17 لِسَنَةِ 2019 بِدِرَاسَةِ وَفَحْصِ مِلَفِّ طَلَبِ اَلتَّصَالُحِ وَتَقْنِينِ اَلْأَوْضَاعِ وَاسْتِيفَاءِ جَمِيعِ مُسْتَنَدَاتِهِ ، وَالتَّأَكُّدُ مِنْ أَنَّ اَلْمُخَالَفَاتِ اَلْمُقَدَّمَ عَنْهَا اَلطَّلَبُ مِنْ اَلْأَعْمَالِ اَلَّتِي يَجُوزُ اَلتَّصَالُحُ عَلَيْهَا وَتَقْنِينِ أَوْضَاعِهَا ، وَإِجْرَاءُ اَلْمُعَايَنَاتِ اَلْمَيْدَانِيَّةِ لِلْأَعْمَالِ مَوْضُوعَ اَلْمُخَالَفَةِ عَلَى اَلطَّبِيعَةِ لِلتَّحَقُّقِ مِنْ مَدَى تَطَابُقِ اَلْأَعْمَالِ اَلْمُقَدَّمِ عَنْهَا طَلَبُ اَلتَّصَالُحِ مَعَ اَلْأَعْمَالِ اَلْمُنَفِّذَةِ عَلَى اَلطَّبِيعَةِ ، وَالْبَتُّ فِي طَلَبِ اَلتَّصَالُحِ وَاحْتِسَابِ قِيمَةِ إِجْمَالِيٍّ مُقَابِلَ اَلتَّصَالُحِ وَتَقْنِينِ اَلْأَوْضَاعِ فِي حَالَةِ اَلْمُوَافَقَةِ ، وَعَلَيْهَا رَفْعُ تَقْرِيرِهَا إِلَى اَلْمُحَافِظِ أَوْ رَئِيسِ اَلْهَيْئَةِ اَلْمُخْتَصِّ - بِحَسَبَ اَلْأَحْوَالِ - بِالْقَبُولِ أَوْ اَلرَّفْضِ وَذَكْ خِلَالَ مُدَّةٍ لَا تَجَاوُزَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرِ مِنْ تَارِيخِ تَقْدِيمِ اَلطَّلَبِ مُسْتَوْفِيًا مُسْتَنَدَاتِهِ .
خَامِسًا : يَنْشَأَ بِكُلِّ نِيَابَةِ كُلِّيَّةٍ وَجُزْئِيَّةٍ دَفْتَرٍ تُقَيِّدُ فِيهِ اَلْقَضَايَا اَلَّتِي قَدَّمَتْ عَنْهَا طَلَبَاتُ اَلتَّصَالُحِ وَتَقْنِينِ اَلْأَوْضَاعِ بِأَرْقَام مُسَلْسَلَة ، وَيَنْطَوِي اَلْقَيْدُ فِيهِ عَلَى بَيَانِ اَلرَّقْمِ اَلْقَضَائِيِّ لِلْقَضِيَّةِ ، وَرَقْمُ اَلْمَحْضَرِ اَلْمُحَدَّدِ مِنْ جَانِبِ اَلْجِهَةِ اَلْإِدَارِيَّةِ وَقْتَ تَحْرِيرِهِ ، وَبَيَانَ تَارِيخِهِ ، وَاسْم اَلْمُخَالِفِ ، وَنَوْعَ اَلتُّهْمَةِ ، وَبَيَانَاتُ اَلْعَقَّارِ اَلْمُقَدَّمِ عَنْهُ اَلطَّلَبُ ، وَرَقْمُ وَتَارِيخ قَيْدِ طَلَبِ اَلتَّصَالُحِ ، وَكُلَّ اَلْإِجْرَاءَاتِ وَالْقَرَارَاتِ اَلَّتِي تُتَّخَذُ فِي اَلْقَضِيَّةِ ، وَذَلِكَ وَفْقًا لِنَمُوذَجِ " مِرْفَقٍ بِالْكِتَابِ " .
سَادِسًا : فِي حَالَةِ تَقَدُّمِ اَلْمُتَّهَمِ أَوْ اَلْمَحْكُومِ عَلَيْهِ بِشَخْصِهِ أَوْ بِوَكِيلِ بِشَهَادَةٍ صَادِرَةٍ مِنْ اَلْجِهَةِ اَلْإِدَارِيَّةِ اَلْمُخْتَصَّةِ إِلَى اَلنِّيَابَةِ اَلْمُخْتَصَّةِ تُفِيدُ طَلَبَ اَلتَّصَالُحِ أَوْ تَقْنِينِ اَلْأَوْضَاعِ عَنْ أَعْمَالِ مُخَالَفَةِ مُحَرَّرٍ بِشَأْنِهَا مَحْضَرٌ ، يَتَوَلَّى عُضْوُ اَلنِّيَابَةِ اَلْمُخْتَصِّ فَحْصُ اَلشَّهَادَةِ فِي ضَوْءِ اَلْقَوَاعِدِ اَلْقَانُونِيَّةِ سَالِفَةً اَلْبَيَانِ ، وَقَيْدَ اَلطَّلَبِ وَالشَّهَادَةِ بِالدَّفْتَرِ اَلْمُنَوِّهِ عَنْهُ ، مَعَ مُخَاطَبَةِ اَلْجِهَةِ اَلْإِدَارِيَّةِ بِصُورَةٍ مِنْ تِلْكَ اَلشَّهَادَةِ ؛ لِلتَّثَبُّتِ مِنْ مَدَى صِحَّتِهَا وَاِتِّخَاذُ اَلْإِجْرَاءَاتِ اَللَّازِمَةِ فِي ضَوْءِ مَا يَتَّضِحُ .
سَابِعًا : فِي حَالَةِ اَلْإِفَادَةِ مِنْ اَلْجِهَةِ اَلْإِدَارِيَّةِ بِصِحَّةِ اَلشَّهَادَةِ ، اَلْمُنَوِّهَ عَنْهَا بِالْبَنْدِ اَلسَّابِقِ يَتَعَيَّنُ عَلَى عُضْوِ اَلنِّيَابَةِ اَلْمُخْتَصِّ عَرْضُ اَلْأَوْرَاقِ بِمُذَكِّرَةِ بِالرَّأْي عَلَى اَلْعُضْوِ اَلْمُدِيرِ لِلنِّيَابَةِ اَلْجُزْئِيَّةِ أَوْ رَئِيسِ اَلنِّيَابَةِ اَلْكُلِّيَّةِ – بِحَسَبِ اَلْأَحْوَالِ - ، لِإِعْمَالِ اَلْأَثَرِ اَلْقَانُونِيِّ اَلْمُتَرَتِّبِ عَلَى تَقْدِيمِ تِلْكَ اَلشَّهَادَةِ ، وَذَلِكَ عَلَى اَلتَّفْصِيلِ اَلتَّالِي :
1 - فِي اَلْقَضَايَا اَلْمُتَدَاوَلَةِ بِالتَّحْقِيقَاتِ أَوْ بِالْإِيرَادِ اَلْعَادِيِّ وَاَلَّتِي لَمْ يَتِمْ اَلتَّصَرُّفُ فِيهَا أَوْ اَلَّتِي تَمَّ اَلتَّصَرُّفُ فِيهَا بِتَقْدِيمِهَا لِلْجَلْسَةِ وَلَمْ يَتِمْ إِعْلَانُ اَلْمُتَّهَمِ بِهَا ، أَوْ قَدَّمَتْ لِلْجَلْسَةِ وَقَضَى فِيهَا بِحُكْمٍ غِيَابِيٍّ لَمْ يُعْلِنْ لِلْمَحْكُومِ عَلَيْهِ ؛ يَتِمُّ اَلتَّأْشِيرُ عَلَى اَلْقَضِيَّةِ اَلْخَاصَّةِ بِوَقْفِ اَلْإِجْرَاءَاتِ مُؤَقَّتًا لِحِينَ اَلْبَتِّ فِي اَلطَّلَبِ وَإِثْبَاتِ ذَلِكَ بِالدَّفْتَرِ اَلْمُشَارِ إِلَيْهِ بِالْبَنْدِ خَامِسًا مِنْ هَذَا اَلْكِتَابِ ، وَإِخْطَارَ وَحْدَةِ تَنْفِيذِ اَلْأَحْكَامِ بِالشُّرْطَةِ بِذَلِكَ اَلْقَرَارِ - إِنَّ كَانَ لِذَلِكَ مُقْتَضًى - .
2 - فِي اَلْقَضَايَا اَلْمَنْظُورَةِ أَمَامَ اَلْمَحَاكِمِ وَاَلَّتِي تَمَّ إِعْلَانُ اَلْمُتَّهَمِ بِهَا ، يَفْهَمَ اَلطَّالِبُ بِتَقْدِيمِ اَلشَّهَادَةِ اَلدَّالَّةِ عَلَى طَلَبِ اَلتَّصَالُحِ إِلَى اَلْمَحْكَمَةِ اَلْمُخْتَصَّةِ بِالْجَلْسَةِ اَلْمُحَدَّدَةِ .
3 - إِذَا تَقَدَّمَ اَلْمُتَّهَمُ أَوْ وَكِيلِهِ إِلَى اَلْمَحْكَمَةِ بِالشَّهَادَةِ سَالِفَةً اَلذِّكْرِ ، وَقَرَّرَتْ اَلْمَحْكَمَةُ بِنَاءً عَلَيْهَا وَقْفُ اَلسَّيْرِ فِي اَلدَّعْوَى لِحِينِ اَلْبَتِّ فِي طَلَبِ اَلتَّصَالُحِ ، يَتِمَّ تَنْفِيذُ قَرَارِ اَلْمَحْكَمَةِ ، وَاِتِّخَاذَ إِجْرَاءَاتِ قَيْدِ اَلشَّهَادَةِ بِالدَّفْتَرِ اَلْمُشَارِ إِلَيْهِ بِالْبَنْدِ خَامِسًا مِنْ هَذَا اَلْكِتَابِ .
4 - إِذَا تَبَيَّنَ أَنَّ اَلْقَضِيَّةَ قَدْ قَضَى فِيهَا بِحُكْمٍ بَاتَ وَفْقًا لِلْأَحْكَامِ اَلْمُقَرَّرَةِ فِي قَانُونِ اَلْإِجْرَاءَاتِ اَلْجِنَائِيَّةِ ، يَتِمَّ اَلتَّأْشِيرُ عَلَى اَلْقَضِيَّةِ اَلْخَاصَّةِ وَمِلَفِّ اَلتَّنْفِيذِ اَلْخَاصِّ بِهَا بِوَقْفِ تَنْفِيذِ اَلْحُكْمِ مُؤَقَّتًا إِلَى حِينِ اَلْبَتِّ فِي طَلَبِ اَلتَّصَالُحِ ، وَإِخْطَارَ وَحْدَةِ اَلتَّنْفِيذِ بِالشُّرْطَةِ بِالْقَرَارِ .
ثَامِنًا : مَا وَرَدَ لِلنِّيَابَةِ مَا يُفِيدُ بِصُدُورِ قَرَارِ اَلْمُحَافِظِ أَوْ رَئِيسِ اَلْهَيْئَةِ اَلْمُخْتَصِّ بِقَبُولِ اَلتَّصَالُحِ ، يَتَعَيَّنَ عَلَى عُضْوِ اَلنِّيَابَةِ اَلْمُخْتَصِّ بَعْدَ اَلتَّثَبُّتِ فِي صِحَّةِ ذَلِكَ اَلْقَرَارِ ، عَرْضُ اَلْأَوْرَاقِ بِمُذَكِّرَةِ اَلرَّأْيِ عَلَى اَلْعُضْوِ اَلْمُدِيرِ لِلنِّيَابَةِ اَلْجُزْئِيَّةِ أَوْ رَئِيسِ اَلنِّيَابَةِ اَلْكُلِّيَّةِ – بِحَسَبِ اَلْأَحْوَالِ - لِإِعْمَالِ اَلْأَثَرِ اَلْمُقَرَّرِ بِنَصِّ اَلْمَادَّةِ اَلسَّادِسَةِ مِنْ اَلْقَانُونِ ، وَذَلِكَ عَلَى اَلتَّفْصِيلِ اَلتَّالِي :
1 - اَلْقَضَايَا اَلْمُتَدَاوَلَةُ بِالتَّحْقِيقَاتِ أَوْ بِالْإِيرَادِ اَلْعَادِيِّ وَاَلَّتِي لَمْ يَتِمْ اَلتَّصَرُّفُ فِيهَا ، وَاَلَّتِي تَمَّ اَلتَّصَرُّفُ فِيهَا بِتَقْدِيمِهَا لِلْجَلْسَةِ دُونَ إِعْلَانٍ لِلْمُتَّهَمِ بِهَا ، يَتِمَّ اَلتَّقْرِيرُ فِيهَا بِالْحِفْظِ أَوْ بِأَلَّا وَجْه لِإِقَامَةِ اَلدَّعْوَى اَلْجِنَائِيَّةِ - حَسَبَ اَلْأَحْوَالِ - لِانْقِضَائِهَا بِالتَّصَالُحِ .
2 - فِي اَلْقَضَايَا اَلْمَنْظُورَةِ أَمَامَ اَلْمَحَاكِمِ وَالْمَوْقُوفَةِ وَفْقًا لِلْبَنْدِ سَابِعًا مِنْ هَذَا اَلْكِتَابِ ، يَتِمَّ تُعَجَّلِيهَا مِنْ اَلْوَقْفِ ، وَتَحْدِيدَ جَلْسَةٍ لِنَظَرِهَا وَإِعْلَانِ اَلْمُتَّهَمِ بِهَا ، وَإِرْفَاقَ اَلْقَرَارِ اَلصَّادِرِ بِقَبُولِ اَلتَّصَالُحِ ، وَعَلَى عُضْوِ اَلنِّيَابَةِ اَلْحَاضِرِ بِالْجَلْسَةِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْ اَلْمَحْكَمَةِ اَلْحُكْمُ بِانْقِضَاءِ اَلدَّعْوَى اَلْجِنَائِيَّةِ بِالتَّصَالُحِ .
3 - إِذَا تَبَيَّنَ أَنَّ اَلْقَضِيَّةَ قَضَى فِيهَا بِحُكْمٍ غِيَابِيٍّ لَمْ يُعْلِنْ لِلْمَحْكُومِ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يَطْعَنْ عَلَيْهِ ، يَتِمَّ اَلتَّأْشِيرُ عَلَى اَلْقَضِيَّةِ اَلْخَاصَّةِ بِحِفْظِ اَلْحُكْمِ لِانْقِضَاءِ اَلدَّعْوَى اَلْجِنَائِيَّةِ بِالتَّصَالُحِ ، وَإِخْطَارَ وَحْدَةِ تَنْفِيذِ اَلْأَحْكَامِ بِالشُّرْطَةِ بِمَضْمُونِ اَلْقَرَارِ .
4 - إِذَا كَانَ اَلْحُكْمُ اَلصَّادِرُ فِي اَلْقَضِيَّةِ مَوْضُوعَ اَلتَّصَالُحِ قَدْ صَارَ بَاتًّا وَفْقًا لِلْأَحْكَامِ اَلْمُقَرَّرَةِ فِي قَانُونِ اَلْإِجْرَاءَاتِ اَلْجِنَائِيَّةِ ، يَجِبَ إِرْسَالُ اَلْأَوْرَاقِ إِلَى اَلْمُحَامِي اَلْعَامِّ لِلنِّيَابَةِ اَلْكُلِّيَّةِ ؛ لِيَأْمُرَ بِوَقْفِ تَنْفِيذِ اَلْحُكْمِ لِلتَّصَالُحِ وَإِخْطَارِ وَحْدَةِ تَنْفِيذِ اَلْأَحْكَامِ بِالشُّرْطَةِ بِمَضْمُونِ اَلْقَرَارِ .
تَاسِعًا : إِذَا مَا وَرَدَ لِلنِّيَابَةِ قَرَارَ اَلْمُحَافِظِ أَوْ رَئِيسِ اَلْهَيْئَةِ اَلْمُخْتَصِّ – بِحَسَبِ اَلْأَحْوَالِ - بِرَفْضِ طَلَبِ اَلتَّصَالُحِ عَلَى اَلْمُخَالَفَةِ أَوْ بِاسْتِكْمَالِ اَلْإِجْرَاءَاتِ اَلتَّنْفِيذِيَّةِ اَللَّازِمَةِ أَوْ بِتَصْحِيحِ اَلْأَعْمَالِ اَلْمُخَالِفَةِ وَفْقَ أَحْكَامِ قَانُونِ اَلْبِنَاءِ رَقْمِ 119 لِسَنَةِ 2008 ، فَإِنَّهُ يَتَعَيَّنُ مُرَاعَاةَ مَا يَلِي : -
1 - اَلِاسْتِعْلَامُ مِنْ اَلْجِهَةِ اَلْإِدَارِيَّةِ اَلْمُخْتَصَّةِ عَمَّا إِذَا كَانَ اَلْمُتَّهَمُ قَدْ أُخْطِرَ بِقَرَارِ رَفْضِ اَلتَّصَالُحِ أَوْ تَقْنِينِ اَلْأَوْضَاعِ مِنْ عَدَمِهِ ، وَفِي اَلْحَالَةِ اَلْأُولَى بَيَانَ مَا إِذَا كَانَ قَدْ تَقَدَّمَ بِتَظَلُّمٍ مِنْ اَلْقَرَارِ فِي اَلْمِيعَادِ اَلْقَانُونِيِّ مِنْ عَدَمِهِ .
2 - إِذَا ثَبَتَ إِخْطَارُ اَلْمُتَّهَمِ أَوْ اَلْمَحْكُومِ عَلَيْهِ بِرَفْضِ طَلَبِ اَلتَّصَالُحِ ، يَتَعَيَّنَ عَدَمَ اِتِّخَاذِ أَيِّ إِجْرَاءٍ فِي اَلدَّعْوَى لِحِينِ اِنْقِضَاءِ اَلْمُدَّةِ اَلْمُقَرَّرَةِ بِتَقْدِيمِ اَلتَّظَلُّمِ وَهِيَ ثَلَاثُونَ يَوْمًا مِنْ تَارِيخِ اَلْإِخْطَارِ بِرَفْضِ اَلطَّلَبِ .
3 - إِذَا ثَبَتَ اِنْقِضَاءَ مُدَّةِ اَلثَّلَاثِينَ يَوْمًا مِنْ تَارِيخِ اَلْإِخْطَارِ بِرَفْضِ طَلَبِ اَلتَّصَالُحِ أَوْ تَقْنِينِ اَلْأَوْضَاعِ دُونَ اَلتَّقَدُّمِ بِالتَّظَلُّمِ يَتِمُّ اِسْتِئْنَافَ نَظَرِ اَلدَّعْوَى وَالتَّحْقِيقَاتِ اَلْمَوْقُوفَةِ ، وَتَنْفِيذَ اَلْأَحْكَامِ وَالْقَرَارَاتِ وَالْإِجْرَاءَاتِ اَلصَّادِرَةِ فِي شَأْنِ اَلْأَعْمَالِ اَلْمُخَالِفَةِ مِنْ اَلْمَرْحَلَةِ اَلَّتِي وَقَفَتْ عِنْدَهَا تِلْكَ اَلْإِجْرَاءَاتِ ، وَالتَّأْشِيرُ بِالْعُدُولِ عَنْ اَلْقَرَارِ اَلسَّابِقِ سَوَاءُ بِوَقْفِ اَلْإِجْرَاءَاتِ أَوْ وَقْفِ تَنْفِيذِ اَلْأَحْكَامِ وَإِخْطَارِ وَحْدَةِ تَنْفِيذِ اَلْأَحْكَامِ بِالشُّرْطَةِ اَلْمُخْتَصَّةِ بِمَضْمُونِ اَلْقَرَارِ اَلصَّادِرِ . 
4 - إِذَا ثَبَتَ تَقَدُّمُ اَلْمُتَّهَمِ أَوْ اَلْمَحْكُومِ عَلَيْهِ بِتَظَلُّمٍ مِنْ قَرَارٍ رَفَضَ اَلتَّصَالُحُ أَوْ تَقْنِينِ اَلْأَوْضَاعِ فِي اَلْمِيعَادِ اَلْقَانُونِيِّ يَتِمُّ اَلتَّأْشِيرُ بِذَلِكَ عَلَى اَلْقَضِيَّةِ اَلْخَاصَّةِ وَالدَّفْتَرِ اَلْمُشَارِ إِلَيْهِ بِالْبَنْدِ خَامِسًا مِنْ هَذَا اَلْكِتَابِ ، وَيَسْتَمِرَّ اَلْأَثَرُ اَلْمُتَرَتِّبُ عَلَى تَقْدِيمِ اَلشَّهَادَةِ اَلْمُثَبَّتَةِ لِلتَّقَدُّمِ بِطَلَبِ اَلتَّصَالُحِ أَوْ تَقْنِينِ اَلْأَوْضَاعِ وَذَلِكَ لِحِينِ اَلْبَتِّ فِي اَلتَّظَلُّمِ . ، فَإِذَا صَدَرَ قَرَارُ لَجْنَةِ اَلتَّظَلُّمَاتِ بِرَفْضِ اَلتَّظَلُّمِ تُسْتَأْنَفُ إِجْرَاءَاتُ نَظَرِ اَلدَّعْوَى وَالتَّحْقِيقَاتِ اَلْمَوْقُوفَةِ وَتَنْفِيذِ اَلْأَحْكَامِ وَفْقًا لِمَا سَلَفَ فِي اَلْمَرْحَلَةِ اَلَّتِي وَقَفَتْ عِنْدَهَا اَلْإِجْرَاءَاتُ . أَمَّا إِذَا صَدَرَ قَرَارُ اَللَّجْنَةِ بِقَبُولِ اَلتَّظَلُّمِ وَإِخْطَارِ اَلْجِهَةِ اَلْإِدَارِيَّةِ بِذَلِكَ يَسْتَمِرُّ اَلْأَثَرُ اَلْمُتَرَتِّبُ عَلَى تَقْدِيمِ اَلشَّهَادَةِ اَلْمُثَبَّتَةِ لِلتَّقَدُّمِ بِطَلَبِ اَلتَّصَالُحِ أَوْ تَقْنِينِ اَلْأَوْضَاعِ وَفْقًا لِلْبَنْدِ سَابِعًا مِنْ هَذَا اَلْكِتَابِ وَذَلِكَ لِحِينِ صُدُورِ قَرَارٍ فِي شَأْنِ اَلتَّصَالُحِ أَوْ تَقْنِينِ اَلْأَوْضَاعِ .
وَيُلَاحَظَ أَنَّهُ إِذَا اِنْقَضَتْ مُدَّةَ تِسْعِينَ يَوْمًا مِنْ تَارِيخِ تَقْدِيمِ اَلتَّظَلُّمِ دُونَ اَلْبَتِّ فِيهِ مِنْ لَجْنَةِ اَلتَّظَلُّمَاتِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُعَدُّ قَبُولاً لِلتَّظَلُّمِ ، وَيَسْرِي بِشَأْنِهِ اَلْأَثَرُ اَلسَّالِفُ بَيَانُهُ .
عَاشِرًا : إِذَا اِنْقَضَتْ مُدَّةَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ عَلَى تَقْدِيمِ طَلَبِ اَلتَّصَالُحِ دُونَ اَلْفَصْلِ مِنْ اَللَّجْنَةِ اَلْمُخْتَصَّةِ بِالْقَبُولِ أَوْ بِالرَّفْضِ ، يَتَعَيَّنَ عَلَى اَلنِّيَابَةِ اَلْمُخْتَصَّةِ رَفْعَ اَلْأَمْرِ إِلَى اَلْمُحَامِي اَلْعَامِّ ؛ لِإِخْطَارِ اَلْمُحَافِظِ أَوْ رَئِيسِ اَلْهَيْئَةِ اَلْمُخْتَصَّةِ لِاِتِّخَاذِ مَا يُلْزِمُ نَحْوَ سُرْعَةِ اَلْفَصْلِ فِي اَلطَّلَبِ .
حَادِي عَشَر : عَلَى أَعْضَاءِ اَلنِّيَابَةِ ، اَلْعِنَايَةُ بِمُرَاجَعَةِ اَلْأَحْكَامِ اَلصَّادِرَةِ فِي قَضَايَا اَلْمَبَانِي اَلْمُخَالِفَةِ وَفْقًا لِأَحْكَامِ اَلْقَانُونِ رَقْمِ 119 لِسَنَةِ 2008 ، وَاَلَّتِي قَدَّمَتْ بِشَأْنِهَا طَلَبَاتُ اَلتَّصَالُحِ وَفْقًا لِأَحْكَامِ اَلْقَانُونِ اَلْجَدِيدِ رَقْمِ 17 لِسَنَةِ 2019 ، وَالطَّعْنُ عَلَى مَا يَسْتَوْجِبُ اَلطَّعْنُ عَلَيْهِ مِنْهَا بِالطَّرِيقِ اَلْقَانُونِيِّ .
وَاَللَّهُ وَلِيُّ اَلتَّوْفِيقِ ، ، ، ، 
صَدَرَ فِي : 3 / 10 / 2019
اَلنَّائِبِ اَلْعَامِّ
                                   اَلْمُسْتَشَارِ / 
( حَمَادَة اَلصَّاوِي )














السبت، 5 أكتوبر 2019

الطعن 6354 لسنة 56 ق جلسة 15 / 4 / 1987 مكتب فني 38 ج 1 ق 101 ص 600


جلسة 15 من إبريل سنة 1987
برياسة السيد المستشار/ محمد وجدي عبد الصمد نائب رئيس المحكمة وعضوية السادة المستشارين/ إبراهيم حسين رضوان ومحمد ممدوح سالم ومحمد رفيق البسطويسي (نواب رئيس المحكمة) وعلي الصادق عثمان.
----------------
(101)
الطعن رقم 6354 لسنة 56 القضائية

تزوير "أوراق عرفية". إثبات "بوجه عام". حكم "تسبيبه. تسبيب معيب". نقض "أسباب الطعن. ما يقبل منها".
اكتساب المحرر العرفي حجية في الإثبات. بعد التوقيع عليه.
- قيام الطاعن. كمحام. بتحرير بيانات العقد كطلب موكله. دون التوقيع عليه. ليس من شأنه أن يجعله فاعلاً أصلياً في جريمة تزوير محرر عرفي. أو شريكاً فيها. مخالفة ذلك. قصور.

----------------
من المقرر في قضاء هذه المحكمة أن المحرر العرفي لا يكتسب حجيته في الإثبات إلا بعد التوقيع عليه ممن نسب إليه، فإن اقتصر دور الطاعن كمحام على مجرد تحرير العقد بنفسه بناء على طلب موكله، دون أن يقوم بتوقيعه، وسلمه له كي يوقعه، ممن نسب إليه، كان عمله في هذا النطاق، بمنأى عن التأثيم. لما كان ذلك، وكان ما شهد به شاهد الإثبات - على السياق الذي أورده الحكم المطعون فيه - لا يتأدى منه بالضرورة المقول بأن التوقيع على المحرر آنف الذكر صدر من الطاعن، وكان الحكم المطعون فيه لم يشر إلى أن ثمة تقريراً بالمضاهاة يفيد أن التوقيع على العقد تم بمعرفة الطاعن، كما خلا مما يفيد أن الطاعن اشترك مع غيره بطريق من طرق الاشتراك المقررة قانوناً في تزوير العقد آنف الذكر، وكان مجرد قيام الطاعن كمحام بتحرير بيانات العقد، دون التوقيع عليه، كطلب موكله ليس من شأنه - على ما سلف بيانه - أن يجعله فاعلاً أصلياً في جريمة التزوير في المحرر العرفي أو شريكاً فيها، فإن الحكم يكون قد تعيب بالقصور في التسبيب والفساد في الاستدلال بما يعيبه ويوجب نقضه.


الوقائع
أقام المدعي بالحقوق المدنية دعواه بطريق الإدعاء المباشر أمام محكمة جنح بندر دمنهور ضد الطاعن بوصف أنه: حرر عقداً مزوراً عليه بطريق الاتفاق..... وطلب عقابه بالمادة 215 من قانون العقوبات، وإلزامه بأن يؤدي له مبلغ واحد وخمسين جنيهاً على سبيل التعويض المؤقت. والمحكمة المذكورة قضت حضورياً اعتبارياً عملاً بمادة الاتهام بحبس المتهم شهراً مع الشغل وكفالة عشرة جنيهات لوقف التنفيذ وإحالة الدعوى المدنية إلى المحكمة المختصة. استأنف المحكوم عليه. ومحكمة دمنهور الابتدائية (بهيئة استئنافية) قضت حضورياً بقبول الاستئناف شكلاً وفي الموضوع برفضه وتأييد الحكم المستأنف.
فطعن الأستاذ/..... المحامي نيابة عن المحكوم عليه في هذا الحكم بطريق النقض... إلخ.


المحكمة
حيث إن مما ينعاه الطاعن على الحكم المطعون فيه، أنه إذ دانه بجريمة تزوير محرر عرفي، قد شابه القصور في التسبيب والفساد في الاستدلال، ذلك بأنه وإن حرر العقد بصفته محامياً بناء على طلب موكله، إلا أنه لم يوقع عليه البتة وترك ذلك لطرفيه، وعول الحكم على شهادة شاهدي المجني عليه التي ليس من شأنها ثبوت الاتهام قبله، مما يعيب الحكم ويستوجب نقضه.
ومن حيث إن الحكم المطعون فيه قد اقتصر في بيانه لواقعة الدعوى والتدليل على ثبوتها في حق الطاعن على قوله "أن المتهم الأول تقدم بطلب للسيد الأستاذ/ قاضي محكمة مطوبس الجزئية أثبت فيه أن المدعي بالحق المدني يستأجر منه ما هو عبارة عن مخرطة بقيمة إيجاريه قدرها 30 جنيهاً وذلك وفقاً لعقد الإيجار المؤرخ...... وهولا يعلم عن ذلك العقد شيئاً واتفق المتهم الأول مع المتهم الثاني (الطاعن) على تزوير هذا العقد بحجة أن يقوم الأول بشراء مخرطة جديدة بدلاً من هذه المخرطة وقام المتهم الثاني بكتابة هذا العقد وتزوير عباراته بقصد رفع القيمة الإيجارية من عشرة جنيهات إلى ثلاثين جنيهاً الأمر الذي يكون معه المتهم الأول والثاني قد ارتكبا جريمة التزوير المعاقب عليها قانوناً، وقد اعترف المتهم الثاني بأنه حرر العقد المنسوب صدوره إلى المدعي المدني المؤرخ..... كي يصل إلى حق موكله بأية وسيلة من الوسائل، الأمر الذي حدا به إلى إقامة هذه الدعوى بالطلبات آنفة البيان. وحيث إن محكمة أول درجة نظرت الدعوى على النحو الثابت بمحاضر جلساتها واستمعت إلى أقوال شاهدي الإثبات، إذ قرر..... أنه كان متواجداً رفقة المدعي بالحق المدني بسراي محكمة مطوبس وموكله وكان من شخص ثالث وقرر الأخير أنه قام بكتابة الورقة بطريقته وطلب تسوية الخلاف ودياً، وعلم أثر ذلك أنه يدعي..... (الطاعن) وقرر الشاهد الثاني..... بذات المضمون السابق ثم أضاف أنهم ذهبوا إلى الإسكندرية بناء على طلب المتهم الثاني وحضر المتهم ثم استأذن على أمل العودة. ولم يعد بعد ذلك وحيث إن من المقرر أن القاضي الجنائي يحكم في الدعوى حسب العقيدة التي تكونت لديه من واقع أوراق الدعوى وأدلتها وكان القصد الجنائي متوافراً في حق المتهم وثابت ذلك من أقوال شاهدي المدعي بالحق المدني أمام محكمة أول درجة الأمر الذي يكون معه الاستئناف قائماً على غير سند صحيح. ومن ثم تقضي المحكمة برفضه وتأييد الحكم المستأنف عملاً بنص المادة 417/ 3 أ ج". لما كان ذلك، وكان من المقرر في قضاء هذه المحكمة أن المحرر العرفي لا يكتسب حجيته في الإثبات إلا بعد التوقيع عليه ممن نسب إليه، فإن اقتصر دور الطاعن كمحام على مجرد تحرير العقد بنفسه بناء على طلب موكله، دون أن يقوم بتوقيعه، وسلمه له كي يوقعه ممن نسب إليه، كان عمله في هذا النطاق، بمنأى عن التأثيم. لما كان ذلك، وكان ما شهد به شاهد الإثبات - على السياق الذي أورده الحكم المطعون فيه - لا يتأدى منه بالضرورة القول بأن التوقيع على المحرر آنف الذكر صدر من الطاعن، وكان الحكم المطعون فيه لم يشر إلى أن ثمة تقريراً بالمضاهاة يفيد أن التوقيع على العقد تم بمعرفة الطاعن، كما خلا مما يفيد أن الطاعن اشترك مع غيره بطريق من طرق الاشتراك المقررة قانوناً في تزوير العقد آنف الذكر، وكان مجرد قيام الطاعن كمحام بتحرير بيانات العقد، دون التوقيع عليه، كطلب موكله ليس من شأنه - على ما سلف بيانه - أن يجعله فاعلاً أصلياً في جريمة التزوير في المحرر العرفي أو شريكاً فيها، فإن الحكم يكون قد تعيب بالقصور في التسبيب والفساد في الاستدلال، بما يعيبه ويوجب نقضه والإعادة بغير حاجة إلى بحث سائر وجوه الطعن.

الجمعة، 4 أكتوبر 2019

الطعن 1273 سنة 6 ق جلسة 18 / 5 / 1936 مج عمر ج 3 ق 473 ص 603


جلسة 18 مايو سنة 1936
برياسة حضرة زكي برزي بك وبحضور حضرات أحمد أمين بك وعبد الفتاح السيد بك ومحمود سامي بك وعلي حيدر حجازي بك.
--------------
(473)
القضية رقم 1273 سنة 6 القضائية

تزوير. 
سند دين. تأشير المدين عليه. متى يكون تزويراً؟
(المادتان 181 و183 ع)
------------
التأشير على سند الدين بخط المدين لا يكون حجة على الدائن، وإنما الذي يكون حجة عليه التأشير الحاصل بخطه هو أو بخط وكيله. فإذا سلم الدائن سند الدين إلى المدين ليؤشر على ظهره بسداد المبلغ الذي دفعه من مقدار الدين فإنه يكون قد وكله في إجراء هذا التأشير نيابة عنه ويكون تأشير المدين في هذه الحالة حجة على الدائن. ومن هنا يتأتى الضرر لأن كل ما يحرّره المدين بطريق الوكالة عن الدائن يلتزم به الدائن نفسه باعتباره حاصلاً بإذنه. فإذا هو أشر بأكثر مما أراد الدائن التأشير به، فإن هذا يعدّ تزويراً معنوياً من المدين بتغيير إقرار أولي الشأن منطبقاً على المادتين 181 و183 عقوبات.