جلسة الأول من نوفمبر سنة 1988
برئاسة السيد المستشار/
حسن عثمان عمار نائب رئيس المحكمة وعضوية السادة المستشارين/ محمود رضوان نائب
رئيس المحكمة وصلاح عطيه وحسن عشيش ورضوان عبد العليم.
-----------------
الوقائع
المحكمة
صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ عَلَى رَوْحٌ وَالِدِيَّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا وَقْفِيَّة عِلْمِيَّة مُدَوَّنَةٌ قَانُونِيَّةٌ مِصْرِيّة تُبْرِزُ الْإِعْجَازَ التَشْرِيعي لِلشَّرِيعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وروائعِ الْفِقْهِ الْإِسْلَامِيِّ، مِنْ خِلَالِ مَقَاصِد الشَّرِيعَةِ . عَامِلِةَ عَلَى إِثرَاءٌ الْفِكْرِ القَانُونِيِّ لَدَى الْقُضَاة. إنْ لم يكن للهِ فعلك خالصًا فكلّ بناءٍ قد بنيْتَ خراب ﴿وَلَقَدۡ وَصَّلۡنَا لَهُمُ ٱلۡقَوۡلَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ﴾ القصص: 51
جلسة الأول من نوفمبر سنة 1988
برئاسة السيد المستشار/
حسن عثمان عمار نائب رئيس المحكمة وعضوية السادة المستشارين/ محمود رضوان نائب
رئيس المحكمة وصلاح عطيه وحسن عشيش ورضوان عبد العليم.
-----------------
الوقائع
المحكمة
----------
(81)
الطعن 10720 لسنة 79 ق
(3) عدم القضاء للخصم أو عليه بشيء. أثره.
عدم قبول اختصامه في الطعن بالنقض.
(4) عدم القضاء للمطعون ضدهم من الثاني إلى
الأخير لهم أو عليهم بشيء وأن النزاع متعلق بقرار صادر من المطعون ضده الأول بصفته
النائب العام. أثره. عدم قبول اختصامهم في الطعن.
(5) الأصل. سريان القانون بأثر فوري على
المراكز القانونية التي تتكون بعد نفاذه في نشأتها أو إنتاجها آثارها أو في
انقضائها. عدم سريانه بأثر رجعي. المراكز القانونية التي نشأت واكتملت فور تحقق
سببها قبل نفاذ القانون الجديد. خضوعها للقانون القديم. المراكز القانونية التي
تكتمل في وقت لاحق للقانون القديم خضوعها للقانون القديم فيما تحقق في ظله من
عناصر وآثار وخضوع العناصر والآثار التي تحققت بعده للقانون الجديد.
(6) قانون المرافعات. الشريعة العامة لقوانين
الإجراءات. وجوب الرجوع إليه لاستكمال النقص في قانون الإجراءات الجنائية. مؤداه.
خلو قانون الإجراءات الإجرائية من قواعد تحديد القانون الخاضع له الحكم من حيث
تعاقب القوانين المعدلة لمواعيد الطعن وجوب الرجوع إلى قانون المرافعات الذي أخذ
بقاعدة عدم سريان أحكام القوانين إلا على ما يقع من تاريخ نفاذها وفق م 1 مرافعات.
(7) قضاء الحكم برفض دعوى الطاعن بعدم الاعتداد بقرار المطعون ضده الأول النائب العام الصادر في تظلم باستكمال التحقيقات والاعتداد بقرار محكمة الجنايات منعقدة في غرفة المشورة بإلغاء ذلك القرار استنادا إلى أن القرار صدر بعد العمل بالقانون 145 لسنة 2006 بتعديل قانون الإجراءات الجنائية الذي أزال القيد بإلزام النيابة العامة بإحالة الدعوى للمحكمة المختصة وفق المادة 167 إجراءات جنائية رغم عدم سريان ذلك التعديل على القرار لاكتمال المراكز القانونية قبله. علة ذلك.
--------------
1 - المقرر- في قضاء محكمة النقض– أنه وعلى ما جرت عليه نصوص المواد
1/1، 2/1 و199 من قانون الإجراءات الجنائية والمواد 21، 23/1، 26، 121 من قانون
السلطة القضائية أن النيابة العامة هي المختصة دون غيرها بتحريك الدعوى الجنائية
ومباشرتها، وأن النائب العام وحده هو الوكيل عن الهيئة الاجتماعية والأصيل في
مباشرة هذه الاختصاصات وله الولاية العامة في ذلك ويشمل سلطتي التحقيق والاتهام
وتمتد لتشمل سائر إقليم الجمهورية وعلى جميع ما يقع فيه من جرائم أيا كانت.
2 - المقرر- في قضاء محكمة النقض– أنه لا
يكفي فيمن يختصم في الطعن أن يكون قد سبق اختصامه في الدعوى التي صدر فيها الحكم
المطعون فيه.
3 - المقرر- في قضاء محكمة النقض- أن الخصم
الذي لم يقضى له أو عليه بشيء لا يكون خصما حقيقيا ولا يقبل اختصامه في الطعن.
4 - ولما كان المطعون ضدهم من الثاني إلى
الأخير بصفاتهم لم يقضى لهم أو عليهم بشيء وأن النزاع المطروح يتعلق بإجراء قام به
المطعون ضده الأول بصفته فيكون المطعون ضده الأول بصفته هو صاحب الصفة في النزاع
المطروح دون باقي المطعون ضدهم بصفاتهم ويضحى اختصامهم غير مقبول.
5 - المقرر- في قضاء محكمة النقض- أن الأصل
أن القانون يسري بأثر فوري على المراكز التي تتكون بعد نفاذه سواء في نشأتها أو في
إنتاجها آثارها أو في انقضاها وهو لا يسري على الماضي فالمراكز القانونية التي
نشأت واكتملت فور تحقق سببها قبل نفاذ القانون الجديد تخضع للقانون الذي حصلت في
ظله أما المراكز القانونية التي تنشأ وتكتمل خلال فترة تمتد في الزمن فإن القانون
القديم يحكم العناصر والآثار التي تحققت في ظله في حين يحكم القانون الجديد
العناصر التي تتم بعد نفاذه.
6 - قانون المرافعات يعتبر الشريعة العامة
لقوانين الإجراءات ومنها قانون الإجراءات الجنائية ومن ثم يجب الرجوع إليه لسد ما
يوجد في الأخير من نقص وكذا للإعانة على تنفيذ القواعد المنصوص عليها فيه، ولما
كان قانون الإجراءات الجنائية قد خلا من القواعد التي تحدد القانون الذي يخضع له
الحكم من حيث تعاقب القوانين المعدلة لمواعيد الطعن ومن ثم يتعين الرجوع إلى ما
قرره قانون المرافعات في هذا الشأن والذي أخذ بقاعدة عدم سريان أحكام القوانين إلا
على ما يقع من تاريخ نفاذها على نحو ما ثبت في المادة الأولى منه التي نصت على أن
تسري قوانين المرافعات على ما لم يكن قد فصل فيه من الدعاوى أو ما لم يكن تم من
الإجراءات قبل تاريخ العمل بها.
7 - إذ كان البين من الأوراق أنه قد صدر قرار
محكمة الجنايات منعقدة في غرفة المشورة في 4/6/2006 بإلغاء الأمر بألا وجه لإقامة
الدعوى الجنائية في القضية رقم ... لسنة 2003 إداري بني سويف الصادر من المطعون
ضده الأول في 6/4/2003 ومن ثم يخضع هذا القرار الصادر من غرفة المشورة لنص المادة
167/ 3 من قانون الإجراءات الجنائية وفق التعديل الحاصل بالقانون 170 لسنة 1981
الأمر الذي كان يتعين معه على المطعون ضده الأول إحالة الأوراق إلى المحكمة
المختصة وفق الجريمة التي عينها ذلك القرار سالف البيان لصدوره في ذلك أحكام
القانون الأخير ومن ثم لا يسري عليه التعديل الوارد بالقانون 145 لسنة 2006
والمنشور في 27/7/2006 لاكتمال المراكز القانونية قبل سريان القانون الأخير رغم
عدم النص فيه على رجعية أثر ما ورد به على ما اكتمل من مراكز قانونية، وكان يتعين
على المطعون ضده الأول الالتزام بقرار محكمة الجنايات منعقدة بغرفة المشورة دون
اتخاذ أية إجراءات لاستكمال التحقيقات، ولما كان الحكم المطعون فيه خالف هذا النظر
ورتب عليه قضاءه بتأييد حكم أول درجة فإنه يكون قد أخطأ في تطبيق القانون.
------------
الوقائع
حيث إن الوقائع- على ما يبين من الحكم المطعون فيه وسائر أوراق الطعن-
تتحصل في أن الطاعنين أقاموا الدعوى رقم ... لسنة 2006 مدني محكمة جنوب القاهرة
الابتدائية على المطعون ضدهم بطلب عدم الاعتداد بقرار النائب العام الصادر في
التظلم رقم ... لسنة 2006 في 2/11/2006 والاعتداد بقرار محكمة الجنايات منعقدة في
غرفة مشورة بإلغاء الأمر الصادر من المطعون ضده الأول بألا وجه لإقامة الدعوى
الجنائية في القضية رقم ... لسنة 2003 إداري بني سويف وإلزام المطعون ضدهم بصفاتهم
بأن يؤدوا لهم خمسة وعشرين مليون جنيه تعويضا عن الأضرار التي أصابتهم من جراء هذا
القرار، وقالوا بيانا لذلك إن المتهمين في القضية سالفة البيان قاموا بتزوير
التوكيلين العامين رقمي ... لسنة .... توثيق السيدة زينب و... لسنة .... توثيق
الخليفة بالإضافة بما يفيد تصرفهم لزوجاتهم في مساحة 64 فدانا حال كون تلك المساحة
مملوك لمورثهم وشقيقته- تم تقديم بلاغ إلى النائب العام قيد برقم ..... لسنة 2006
جنح بني سويف ثم أعيد قيده برقم ... لسنة 2003 إداري بني سويف وتم حفظه فقاموا
بالتظلم للمحامي العام لنيابات بني سويف- قام باستخراجه من الحفظ وتم ندب لجنة
خبراء في القضية ثم صدر أمر المطعون ضده الأول بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية.
تظلم الطاعنين من ذلك القرار أمام محكمة الجنايات منعقدة بغرفة المشورة والتي
أصدرت قرارها بإلغاء ذلك القرار وإحالة القضية للنيابة العامة، قام المتهمون في
تلك القضية بالتظلم من قرار المحكمة فقام المطعون ضده الأول بتشكيل لجنة خماسية
واستكمال التحقيقات ولما كان فعل المطعون ضده الأول مخالفا للقانون فقاموا بإقامة
دعواهم، وقضت محكمة أول درجة برفض الدعوى استأنف الطاعنون بالاستئناف رقم ... لسنة
124 قضائية استئناف عالي القاهرة، وبجلسة 28/4/2009 حكمت المحكمة بعدم قبول الدعوى
بالنسبة للمطعون ضدهم من الثاني إلى الأخير ورفض الاستئناف بالنسبة للمطعون ضده
الأول. طعن الطاعنون على ذلك الحكم بطريق النقض وأودعت النيابة مذكرة أبدت فيها
الرأي بنقض الحكم المطعون فيه وإذ عرض هذا الطعن على المحكمة في غرفة مشورة فحددت
جلسة لنظره وبتلك الجلسة التزمت النيابة رأيها.
-----------
المحكمة
--------------
(82)
الطعن 3767 لسنة 79 ق
(2) إغفال الحكم بحث دفاع جوهري أبداه الخصم.
قصور في أسبابه الواقعية. مقتضاه. بطلانه. مؤداه. التزام المحكمة بنظر أثر الدفاع
المطروح عليها وتقدير مدى جديته للوقوف على أثره في قضائها. قعودها عن ذلك. قصور.
(3) تمسك الطاعن أمام محكمة الموضوع بأن حيازة المطعون ضده الأول لمنزل النزاع كانت على سبيل التسامح بوصفه عاملا زراعيا لديه بالعزبة ملكه ويقيم هو وزملائه عمال العزبة بالمنازل التي أقامها لهم باعتباره مالك العزبة. دفاع جوهري. إغفال الحكم المطعون فيه ذلك الدفاع وقضاءه بتثبيت ملكية المطعون ضده الأول لمنزل النزاع تأسيسا على اكتسابه ملكيته بوضع اليد المدة الطويلة. خطأ وقصور. علة ذلك.
---------------
1 - المقرر- في قضاء محكمة النقض- أن النص في المادة الأولى من
القانون رقم 118 لسنة 1950 بشأن فرض خدمات اجتماعية وصحية على بعض ملاك الأراضي
الزراعية على أنه "في تطبيق أحكام هذا القانون يقصد بكلمة" عزبة"
مجموعة المباني التي تقام لسكنى المزارعين اللذين يقومون عادة بخدمة الأرض
الزراعية التابعة لهذه العزبة،" وفي المادة الثانية منه على أنه "لا
يجوز إنشاء عزبة من العزب إلا بعد الترخيص بذلك من مجلس المديرية الواقعة في
دائرتها الأرض الزراعية الملحقة بها مباني العزبة" يدل- وعلى ما جرى به قضاء
هذه المحكمة- على أن المشرع قد اشترط توافر شرطين حتى توصف مجموعة المساكن بأنها
عزبة في مفهوم هذا القانون وبالتالي تخضع لأحكامه هما أولا: أن تكون المساكن ملحقة
بأرض زراعية أي تكون الأطيان هي الأصل والمساكن ملحقة بها مما يوجب أن تكون هذه
المساكن تابعة لذات مالك الأطيان ثانيا: أن يكون شاغلوا هذه المساكن من القائمين
على خدمة الأرض الزراعية المذكورة، مما مقتضاه أن خضوع هذه المساكن لأحكام القانون
المشار إليه رهن باستمرار توافر الشرطين المذكورين معا.
2 - المقرر- في قضاء محكمة النقض- أن إغفال
الحكم بحث دفاع أبداه الخصم يترتب عليه بطلان الحكم إذا كان هذا الدفاع جوهريا
ومؤثرا في النتيجة التي انتهت إليها المحكمة إذ يعتبر ذلك الإغفال قصورا في أسباب
الحكم الواقعية ومؤدى ذلك أنه إذا طرح على المحكمة دفاع كان عليها أن تنظر في أثره
في الدعوى فإن كان منتجا فعليها أن تقدر مدى جديته حتى إذا ما رأته متسما بالجدية
مضت إلى فحصه لتقف على أثره في قضائها فإن لم تفعل كان حكمها قاصرا.
3 - إذ كان الطاعن قد تمسك في دفاعه أمام
محكمة الموضوع بأن حيازة المطعون ضده الأول لمنزل النزاع كانت على سبيل التسامح
بوصفه عاملا زراعيا لديه بالعزبة ملكه ويقيم هو وزملائه عمال العزبة بالمنازل التي
أقامها لهم باعتباره مالك العزبة إلا أن الحكم المطعون فيه قضى بتثبيت ملكية
المطعون ضده الأول لمنزل النزاع تأسيسا على اكتسابه ملكيته بوضع اليد المدة
الطويلة دون أن يعني ببحث وتمحيص دفاع الطاعن والتحقق من مدى توافر شرطي أحكام
القانون رقم 118 لسنة 1950، سالف الذكر على المنزل محل النزاع، والقصد من الإقامة
توصلا إلى أن وضع اليد على المنزل كان بنية التملك من عدمه فإنه يكون قد أخطأ في
تطبيق القانون وشابه القصور في التسبيب.
------------
الوقائع
--------------
المحكمة