برياسة السيد المستشار/ يحيى العموري، نائب رئيس المحكمة، وعضوية
السادة المستشارين/ ماهر قلادة واصف، مصطفى زعزوع، حسين علي حسين، وحمدي محمد علي.
----------
حكم "الطعن في الحكم". استئناف. إيجار "إيجار
الأماكن". "المنشآت الآيلة للسقوط".
الأحكام الصادرة من المحكمة الابتدائية بتشكيلها طبقا للمادة 18 ق 49
لسنة 1977 في الطعن على قرارات لجان المنشآت الآيلة للسقوط والترميم والصيانة .
الطعن عليها بطريق الاستئناف . خضوعه للقواعد العامة دون المادة 20 من ذات القانون
. قصر نطاق المادة الأخيرة على الأحكام الصادرة في الطعون على قرارات لجان تحديد
الأجرة .
المقرر في قضاء هذه المحكمة أن الطعن بطريق الاستئناف على الأحكام
الصادرة من المحكمة الابتدائية بتشكيلها الخاص طبقاً للمادة 18 من القانون 49 لسنة
1977 في الطعون على قرارات لجان المنشآت الآيلة للسقوط و الترميم والصيانة يخضع
للقواعد العامة في قانون المرافعات بشأن طرق الطعن في الأحكام دون المادة 20 من
القانون 49 لسنة 1977 سالف الذكر ، ذلك أن المادة 59 من ذلك القانون قد اقتصرت على
الإحالة إلى المادة 18 منه بياناً للمحكمة المختصة لنظر الطعون على قرارات لجان
المنشآت الآيلة للسقوط فعقدت الاختصاص بنظرها للمحكمة الابتدائية المختصة بنظر
الطعون على قرارات لجان تحديد الأجرة ، و إذ كان أمر تحديد المحكمة المختصة منبت
الصلة بالقواعد المتعلقة بطرق الطعن في الأحكام و كانت المادة 20 من ذات القانون
قد نظمت طريقاً خاصاً للطعن في الأحكام الصادرة في الطعن على قرارات لجان الأجرة
فقيدت الحق في استئنافها وقصرته على حالة الخطأ في تطبيق القانون استثناء من مبدأ التقاضي
على درجتين و هو من المبادئ الأساسية في النظام القضائي وأن يكون الطعن أمام محكمة
الاستئناف خلال ثلاثين يوماً من تاريخ صدور الحكم على خلاف القواعد العامة المقررة
في قانون المرافعات فلا يجوز التوسع في تفسير هذا النص أو القياس عليه و من ثم فإن
إغفال المادة 59 من القانون 49 لسنة 1977 الإحالة إلى المادة 20 سالفة البيان يعنى
أن المشرع قد عمد إلى قصر نطاق المادة الأخيرة على تلك الأحكام الصادرة في الطعون
على قرارات لجان تحديد الأجرة دون تلك التي تصدر في الطعون على قرارات لجان
المنشآت الآيلة للسقوط فتخضع هذه الأخيرة لحكم القواعد العامة المقرر في قانون
المرافعات بشأن طرق و مواعيد
الطعن في الأحكام .
-------------
الوقائع
وحيث إن الوقائع – على ما يبين من الحكم المطعون فيه وسائر أوراق
الطعن – تتحصل في أن الطاعن أقام الدعوى 2626 سنة 79 مدني أسيوط الابتدائية بطلب
الحكم بتعديل قرار لجنة المنشآت الآيلة للسقوط الصادر بإزالة الدور الأول العلوي
من عقار النزاع والاكتفاء بترميمه قضت محكمة الدرجة الأولى برفض الدعوى وتأييد
قرار اللجنة المطعون فيه استأنف الطاعن هذا الحكم بالاستئناف 93 لسنة 57ق أسيوط،
وبتاريخ 7/2/1983 حكمت محكمة الاستئناف بسقوط الاستئناف لرفعه بعد الميعاد. طعن
الطاعن في هذا الحكم بطريق النقض وقدمت النيابة مذكرة أبدت فيها الرأي بنقض الحكم
وإذ عرض الطعن على هذه المحكمة في غرفة مشورة رأت أنه جدير بالنظر فحددت جلسة
لنظره وفيها التزمت النيابة رأيها.
------------
المحكمة
بعد الاطلاع على الأوراق وسماع التقرير الذي تلاه السيد المستشار
المقرر والمرافعة وبعد المداولة.
حيث إن الطعن استوفى أوضاعه الشكلية.
وحيث إن الطاعن ينعي على الحكم المطعون فيه الخطأ في تطبيق القانون إذ
أسس قضاءه بسقوط حق الطاعن في الاستئناف على سند من المواد 18، 20، 59 من القانون
49 لسنة 1977 بالرغم من أن المادتين 18، 20 المشار إليهما قد اقتصرنا على الطعن
على قرار لجنة تحديد الأجرة بجعله ثلاثين يوما من تاريخ الإخطار بالقرار وذلك أمام
المحكمة الابتدائية الكائن بدائرتها العقار وأن الطعن على الحكم الصادر منها لا
يكون إلا للخطأ في تطبيق القانون وذلك أمام محكمة الاستئناف خلال ثلاثين يوما من
تاريخ صدور الحكم المطعون فيه مما مفاده أن هاتين المادتين قاصرتين على الطعن على
قرار لجنة تحديد الأجرة بينما تناولت المادة 59 من ذات القانون الطعن على قرار
لجنة المنشآت الآيلة للسقوط التي حددت أن يكون الطعن أمام المحكمة الابتدائية
المنصوص عليها في المادة 18 من القانون 49 لسنة 1977 إلا أنها لم تحدد ميعاد الاستئناف
الحكم الصادر منها أمام محكمة الاستئناف ومن ثم يخضع تحديد الميعاد للقواعد العامة
المقررة في قانون المرافعات وهي أربعون يوما من تاريخ صدور الحكم الابتدائي، وإذ
أورد الحكم أن ميعاد الاستئناف ثلاثون يوما ورتب على ذلك قضاءه بسقوط الاستئناف
فإنه يكون قد أخطأ في تطبيق القانون.
وحيث إن هذا النعي سديد ذلك أنه من المقرر في قضاء هذه المحكمة أن
الطعن بطريق الاستئناف على الأحكام الصادرة من المحكمة الابتدائية بتشكيلها الخاص
طبقا للمادة 18 من القانون 49 لسنة 1977 في الطعون على قرارات لجان المنشآت الآيلة
للسقوط والترميم والصيانة تخضع للقواعد العامة في قانون للقواعد العامة في قانون
المرافعات بشأن طرق الطعن في الأحكام دون المادة 20 من القانون 49 لسنة 1977 سالف
الذكر، ذلك أن المادة 59 من ذلك القانون قد اقتصرت على الإحالة إلى المادة 18 منه
بيانا للمحكمة المختصة لنظر الطعون على قرارات لجان المنشآت الآيلة للسقوط فعقدت
الاختصاص بنظرها للمحكمة الابتدائية المختصة بنظر الطعون على قرارات لجان تحديد
الأجرة وإذ كان أمر تحديد المحكمة المختصة منبت الصلة بالقواعد المتعلقة بطرق
الطعن في الأحكام وكانت المادة 20 من ذات القانون قد نظمت طريقا خاصا للطعن في
الأحكام الصادرة في الطعن على قرارات لجان تحديد الأجرة فقيدت الحق في استئنافها
وقصرته على حالة الخطأ في تطبيق القانون استثناء من مبدأ التقاضي على درجتين وهو
من المبادئ الأساسية في النظام القضائي وأن يكون الطعن أمام محكمة الاستئناف خلال
ثلاثين يوما من تاريخ صدور الحكم على خلاف القواعد العامة المقررة في قانون
المرافعات فلا يجوز التوسع في تفسيرها هذا النص أو القياس عليه ومن ثم فإن إغفال
المادة 59 من القانون 49 لسنة 1977 الإحالة إلى المادة 20 سالفة البيان يعني أن
المشرع قد عمد إلى قصر نطاق المادة الأخيرة على تلك الأحكام الصادرة في الطعون على
قرارات لجان تحديد الأجرة دون تلك التي تصدر في الطعون على قرارات لجان المنشآت
الآيلة للسقوط فتخضع هذه الأخيرة لحكم القواعد العامة المقررة في قانون المرافعات
بشأن طرق ومواعيد الطعن في الأحكام لما كان ذلك وكان الحكم المستأنف قد صدر بتاريخ
25/ 1/ 1982 واستأنفه الطاعن بصحيفة أودعت قلم كتاب محكمة الاستئناف في 2/ 3/ 1982
أي خلال أربعون يوما من تاريخ صدور الحكم الابتدائي ومن ثم يكون الاستئناف قد أقيم
خلال الميعاد المحدد قانونا في المادة 227 من قانون المرافعات، فإذ خالف الحكم
المطعون فيه هذا النظر واحتسب ميعاد الاستئناف ثلاثون يوما من تاريخ صدور الحكم
المستأنف عملا بالمادة 20 من القانون 49 لسنة 1977 ورتب على ذلك قضاءه بسقوط حق
الطاعن في الاستئناف لرفعه بعد الميعاد فإنه يكون قد أخطأ في تطبيق القانون مما
يستوجب نقضه.