وحيث إن الحكم المطعون فيه في سياق بيانه واقعات الدعوى عرض لتاريخ نشأة جماعة الإخوان المسلمين وهيكلها التنظيمي وأهدافها ثم أورد قوله : " ........ أن محمد محمد مرسى عيسى العياط ( المتهم الأول ) تولى قيادة في هذه الجماعة فقد أصبح عضو مكتب الإرشاد بها ومسئول القسم السياسي المركزي وهو أحد الأقسام النوعية بالجماعة والعضو المسئول عن اللجنة البرلمانية وعضو مكتب الإرشاد العالمي مما جعل له السيطرة على أعضاء الجماعة وطاعته عليهم واجبه فيما يصدره من تكليفات ، وكان يتم الرجوع إليه في شئون التنظيم عند غياب المرشد العام للجماعة وذلك حسبما أقر في العديد من الأحاديث الإعلامية المسجلة
والتي قرر في إحداها على قناة الجزيرة القطرية بتاريخ 20/4/2013 أنه نشأ
في الإخوان المسلمين ويعتز بانتمائه لها وأنه كان رئيساً لحزب الحرية والعدالة
الذي أنشأته جماعة الإخوان المسلمين وترشحه لرئاسة الجمهورية من قبل ذلك الحزب ومن جماعة الإخوان المسلمين كما تولى المتهمان أحمد محمد عبد العاطي ( الثاني ) وأمين عبد الحميد أمين الصرفي ( الثالث ) قيادة في ذات الجماعة إذ كانا عضوين بلجنة الاتصال بالعالم الخارجي المنوط بها الاتصال بمختلف الدول التي يتواجد بها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والتنسيق مع أجنحة الجماعة بالخارج وهي بمثابة همزة الوصل بين مكتب الإرشاد في مصر وفروع التنظيم بالخارج وكانا يمثلان الجماعة في اللقاءات الخارجية ويرفعان تقاريرهما عن الجماعة في الدول الأجنبية لمكتب الإرشاد وقد ثبت ذلك من خلال تقارير اجتماعات الهيئة العامة للجهاز الطلابي للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين والتي ضبطت بمنزل المتهم
أمين الصرفي ومنها اجتماع بمدينة كوالا لامبور في ماليزيا بتاريخ 2/3/2010 الذي حضره أحمد عبد العاطي بصفته عضو الهيئة العليا للجهاز الطلابي ومسئولي العمل الطلابي من مختلف الأقطار وانتهى الاجتماع إلى إصداره عدة قرارات منها تعيين أحمد عبد العاطي مسئولاً عن لجنة التدريب والدعم الفني وترشيحه لتولى منصب الأمين العام للإفسو والموافقة على عقد الجمعية العامة للإفسو في إندونسيا وقطر على التوالي وشملت الأهداف المقترحة لخطة العمل الطلابي خلال الفترة
من 2012 حتى 2016 والتي جاء على رأسها ترسيخ عالمية الجماعة تصوراً وتبيناً وهيكلة وتنفيذاً وتحقيق تقارب وتجانس البرامج التربوية لكافة أجزاء الحركة
وإعلاء الانتماء للجماعة عالميًا فقهًا وشعورًا وممارسةً وزيادة فعالية التنظيم العالمي من خلال ربط خطط الأقطار بالرؤية العامة وتنمية الموارد لكفاية أعمال التنظيم العالمي وتطوير هيكلة التنظيم بما يتوافق مع المستجدات والاحتياجات ، وفي عام 2011 استغلت الجماعة الحراك السياسي في مصر وكثفت من نشاطها وتمكنت من الوصول إلى سدة الحكم من خلال تولى ( المتهم الأول ) محمد مرسى رئاسة الجمهورية الذي استمر على علاقته بجماعة الإخوان المسلمين وأمر بتعيين المتهمين الثاني والثالث المنتميين للجماعة موظفين عموميين بمقر رئاسة الجمهورية رغم عدم خبرتهما فتولى أولهما منصب مدير مكتب رئيس الجمهورية بموجب القرار الجمهوري رقم 20 لسنة 2012 وعين ثانيهما بمنصب السكرتارية الخاصة بموجب القرار رقم 70 لسنة 2013 الصادر من مساعد رئيس ديوان رئيس الجمهورية للشئون المالية بتاريخ 27/2/2013 والتعاقد معه بمسمى وظيفة كيميائي بالمكافأة الشاملة وتم إلحاقه بالسكرتارية الخاصة وتأشر على أوراق تعيينه بعدم الاستعلام عنه أمنياً كما قام بتعيين بعض أعضاء الجماعة في المناصب القيادية بالقصر الجمهوري نفاذاً لتعليمات مكتب الإرشاد حسبما جاء بتحريات الأمن القومي
وهم أحمد محمد محمد عبد العاطي ( مدير مكتب رئيس الجمهورية ) وعبد المجيد مشالي وعصام أحمد محمود الحداد ( مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي ) ، ومحى حامد محمد سيد أحمد ( مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط والمتابعة ) ومحمد فتحي رفاعه الطهطاوي ( رئيس ديوان رئاسة الجمهورية ) وأسعد محمد أحمد شيخه ( نائب رئيس ديوان رئاسة الجمهورية ) وعمد إلى مخالفة القوانين فأصدر القرار الجمهوري رقم 386 لسنة 2012 والذى يتضمن إعلاناً دستوريًا جعل بموجبه قراراته محصنة عن رقابة القضاء كما قام بإقالة النائب العام وتعيين آخر رغم عدم قابلية النائب العام للعزل وأساء استخدام السلطات المخولة له بصفته رئيسًا للبلاد فأصدر قرارات جمهورية بالعفو عن محكوم عليهم بعقوبات جنائية بأحكام باتة حائزة لقوة الأمر المقضي مثل القرار رقم 75 لسنة 2012
بالعفو الشامل عن 26 متهمًا وتخفيف العقوبة عن متهم واحد وجميعهم كانوا متهمين بالاتفاق الجنائي والانضمام لجماعة محظورة وهي القضية التي عرفت إعلاميًا بقضية التنظيم الدولي للإخوان ، ونصت المادة الثانية من القرار على إعفاء ثلاثة وعشرين سجينًا من العقوبة الأصلية أو ما تبقى منها وكانوا متهمين بالانضمام لجماعة محظورة والاشتراك في اتفاق جنائي والقتل والتزوير وحيازة أسلحة وذخيرة ، كما أصدر قرارات بالعفو عن متهمين هاربين دون اتخاذ إجراءات إعادة محاكمتهم بالمخالفة للقانون ومنهم وجدي غنيم ، وعوض محمد سعد ، وإبراهيم منير عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان ، وأمين عام التنظيم الدولي للإخوان ، كما أصدر القرار الجمهوري رقم 122 في 16 أغسطس 2012 بالعفو عن سبعة وخمسين سجينًا في قضايا متنوعة كالتخريب وتعطيل المواصلات والسرقة والمخدرات والتزوير والنصب وإحراز مفرقعات وإحراز سلاح وما لبث أن بدأ حراك سياسي في البلاد معارضًا بقائه في الحكم بعد فشله في إدارة شئون البلاد وطالب الشعب بإقصائه
عن الحكم فقامت قيادات جماعة الإخوان بتكليف أعضائها بتنظيم المظاهرات والمسيرات التي أخذت تجوب أنحاء البلاد يدعون إلى بقائه في السلطة
واعتصم بعضهم في الميادين العامة في مختلف أنحاء البلاد ومنها اعتصامًا مفتوحًا بميدان رابعة العدوية دائرة قسم أول مدينة نصر والذى بدأ في 28/6/2013
وتولى القياديون بالجماعة مهمة الإشراف على الاعتصام والمطالبة باستمرار المتهم الأول في الحكم إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل وثار الشعب في 30 يونية 2013 وخرج بجميع طوائفه يطالب بإقصائه عن الحكم وانحاز الجيش إلى جانب الشعب وأصدر خارطة الطريق في 3/7/2013 متضمنة عزله من رئاسة الجمهورية وتعطيل العمل بالدستور وتكليف رئيس المحكمة الدستورية بإدارة البلاد
فاشتاطت الجماعة غضبًا وعملت على الضغط على القائمين على إدارة شئون البلاد لإعادته إلى الحكم باستخدام القوة والعنف والتهديد والترويع فقام أعضاؤها بالإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر من خلال تنظيم المسيرات والمظاهرات في مختلف أنحاء البلاد تجوب الشوارع والميادين وتروع الأهالي
وتعتدى عليهم وعلى الممتلكات العامة والخاصة وارتكب المعتصمون المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين العديد من الجرائم بمنطقة رابعة العدوية فاعتدوا
على الحرية الشخصية للمواطنين المقيمين بالعقارات الواقعة بمنطقة الاعتصام وعرضوا حياتهم وأمنهم للخطر حيث كان يتم استيقافهم وتفتيشهم والاطلاع
على بطاقاتهم الشخصية عند دخولهم لمحال إقامتهم وكان بعضهم يحمل أسلحة نارية وبيضاء وكونوا مجموعات أمن وأمسكوا بعصى لفرض سيطرتهم وسطوتهم وقاموا بالاعتداء بالضرب على من يرفض الخضوع لأوامرهم كما ألحقوا الضرر بالبيئة فقاموا بتحطيم الضبانات ( الأرصفة ) واستخدام ناتج الكسر في إقامة المتاريس واحتلوا الحدائق وأتلفوا الأشجار والمزروعات وأقاموا مجموعة من الخيام ودورات المياه في نهر الطريق وعرقلوا دخول رجال النظافة لرفع المخلفات
ومنعوا وسائل المواصلات العامة والخاصة من المرور بأن قاموا بغلق الطرق العامة المؤدية إلى منطقة الاعتصام من طريق النصر حتى تقاطعه مع شارع أحمد تيسير وحتى شارع يوسف عباس وشارع الطيران حتى تقاطعه مع شارع ابن فضلون
وبعض الشوارع الخلفية مثل شارع أنور المفتي وقاموا بمنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها فمنعوا رجال الشرطة من الدخول إلى المنطقة التي قاموا باحتلالها لممارسة أعمالهم في حفظ الأمن والنظام وقاموا بالاعتداء
على من حاول منهم الدخول إليها كما قاموا بمنع إقامة العبادات فاحتلوا مسجد رابعة العدوية وحولوه إلى أماكن للإيواء خاصة بهم مما أدى إلى منع المواطنين من دخول المسجد لأداء صلاتهم وعطلوا العملية التعليمية واحتلوا المدرسة الفندقية بمدينة نصر ومدرسة عبد العزيز جاويش الكائنتين بمنطقة الاعتصام والتابعتين لمنطقة مدينة نصر التعليمية وعطلوا الدراسة فيهما واستولوا على مبانيهما وحولوهما إلى أماكن للإيواء والإقامة الدائمة لهم وقاموا ببناء دورات المياه في فنائهما وتدمير أثاثهما
مما أدى إلى تعذر إجراء امتحانات الدور الثاني بالأماكن المعدة لها وتعذر مزاولة الأنشطة الصيفية المعتادة ، الأمر الذي أدى إلى إشاعة الفوضى وتعطيل العمل بالقانون في تلك المنطقة والإضرار بالسلام الاجتماعي وتحرر عن ذلك عدة محاضر بدائرة قسم مدينة نصر أول وكان ذلك بتعليمات قيادات الجماعة الذين كانوا على علم تام بالأعمال الإرهابية التي يقوم بها أعضاؤها في رابعة العدوية وفى غيرها من المناطق التي احتلوها للضغط على المسئولين عن إدارة البلاد لإعادة المتهم الأول إلى سدة الحكم ، وقد انضم لهذه الجماعة المتهمون أحمد على عبده عفيفي
( الرابع ) وخالد حمدي عبد الوهاب أحمد رضوان ( الخامس ) ، ومحمد عادل حامد كيلاني ( السادس ) ، وكريمة أمين عبد الحميد أمين الصرفي ( الثامنة ) ، وأسماء محمد الخطيب ( التاسعة ) ، وعلاء عمر محمد سبلان ( العاشر ) ، وإبراهيم محمد هلال ( الحادي عشر ) وقاموا بأنشطة مادية تعبر عن إرادتهم المتجهة إلى الانخراط في عضويتها والإسهام في أعمالها التنفيذية مع علمهم بالغرض الذي تدعو إليه
وأن الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها تلك الجماعة في تنفيذ أغراضها بأن قاموا بتنفيذ التكليفات التي تصدر لهم من قيادات الجماعة بالاشتراك في الاعتصامات والمسيرات التي أخذت تجوب شوارع القاهرة مدججة بالأسلحة النارية والبيضاء وزجاجات المولوتوف وكان المتهم أحمد على عبده عفيفي ( الرابع ) مسئولاً عن الإعاشة وتوزيع الأغذية على المعتصمين في رابعة العدوية والمشرف على المنصة الرئيسية بتكليف من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بينما كان المتهم خالد حمدي ( الخامس ) عضواً بإحدى الأسر في الهيكل التنظيمي للجماعة بقرية أبشواي مركز قطور ويواظب على حضور اجتماعها الأسبوعي وحضر اعتصام رابعة العدوية
وقام بتصوير أحداثه وشارك المتهم محمد عادل حامد كيلاني ( السادس )
في اعتصام رابعة العدوية وتردد عليه كثيراً وتعرف أثناء ذلك على المتهم أحمد على عبده عفيفي لكونه أحد مسئولي الاعتصام وأمده بمبلغ سبعمائة جنيه لشراء وجبات طعام للمعتصمين وكان يشارك أحياناً في توزيعها عليهم وشاركت المتهمة كريمة الصرفي ( الثامنة ) في اعتصام رابعة العدوية وتعرفت على المتهمة أسماء الخطيب ( التاسعة ) التي كانت تتردد على الاعتصام وتعمل بشبكة رصد واشتركا سوياً
في المسيرات وبالنسبة للمتهم علاء عمر سبلان ( العاشر ) كان يقوم بعمل أفلام وثائقية مفبركة مؤيدة لجماعة الإخوان ويقوم ببيعها لقناة الجزيرة المعارضة لنظام الحكم في مصر ، كما أكدت التحريات انضمام المتهم إبراهيم محمد هلال ( الحادي عشر ) لجماعة الإخوان المسلمين مع علمه بأغراضها وأن الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها في تحقيق أغراضها وأنه وباقي المتهمين كانوا يحضرون اللقاءات الدورية للجماعة ، وقد طلب المتهم محمد مرسى حال شغله لمنصب رئيس الجمهورية في أوائل شهر يوليو عام 2012 من اللواء نجيب عبد السلام قائد قوات الحرس الجمهوري معلومات تتعلق بالقوات المسلحة فأعد له عدة وثائق ورسوم وخرائط عسكرية تحوي معلومات عن القوات المسلحة وتشكيلاتها وتحركاتها وعتادها وتموينها وأفرادها وتمس الشئون العسكرية والاستراتيجية وتعد من أسرار الدفاع
التي يجب لمصلحة الدفاع عن البلاد ألا يعلم بها إلا من يناط بهم حفظها
أو استعمالها والتي يجب أن تبقى سراً على من عداهم وهي : 1- تشكيل القوات البرية المصرية ، 2- السياج الأمني المقرر إنشائه من قبل إسرائيل على الحدود المصرية ، 3- البيانات الأساسية عن دولة إسرائيل ، 4- الحجم العام للقوات الإسرائيلية ، 5- مراكز القيادة والسيطرة بإسرائيل ، 6- كروكي الجدار العازل لفصل القدس ، 7- رسم كروكي لكشف ملامح من جدار الموت المصري ، 8- المعلومات الميسرة عن السياج الأمني المقرر من قبل إسرائيل على الحدود المصرية ،
9- المقترحات الإسرائيلية لتبادل الأراضي ، 10- خرائط ( قطاع غزة – المعابر الحدودية – أحياء رئيسية في قطاع غزة – تأمين قطاع غزة بقوات حماس – النقاط الحدودية لقطاع غزة ) ، 11- حجم القوات المتعددة الجنسيات المتواجدة بشبه جزيرة سيناء ، 12- حجم وأوضاع القوات المصرية والإسرائيلية وعناصر القوات المتعددة الجنسيات طبقاً لمعاهدة السلام ، 13- التواجد العسكري الأمني الأمريكي بالمنطقة ، 14- تشكيل القوات الخاصة الإسرائيلية ، 15- تطورات الأوضاع على الحدود المصرية مع قطاع غزة ، 16- أماكن تواجد الفلسطينيين عقب اقتحام معبر رفح البري ، وقد تم إعداد تلك الوثائق بمعرفة إدارة استطلاع الحرس الجمهوري
وعرضت عليه باعتباره رئيساً للجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة فاحتفظ بها لنفسه ولم يقم بإعادتها على الرغم من طلبها منه عدة مرات بمعرفة اللواء نجيب
عبد السلام وتغيرت نيته في حيازتها وتصرف فيها باعتباره مالكاً لها واحتفظ بها قاصداً حرمان مالكها منها مع علمه بمدى خطورة تلك الوثائق والمستندات
وأنها تمس الأمن القومي للبلاد وتحتوى على أسرار ومعلومات عسكرية تشكل خطورة وتعطي للمطلع عليها انطباعًا واستنتاجًا عن عناصر القوات العسكرية المصرية وحجمها وأن المعلومات الواردة بها تحمل درجة سري للغاية وتعد من أسرار الدفاع التي لا يجوز اطلاع غير المختصين عليها أو تداولها أو نقلها خارج الرئاسة وأنه يجب حفظ هذه الوثائق والمستندات في إدارة الحفظ بالحرس الجمهوري ووجودها خارج الحفظ أمر يشكل خطورة على الأمن القومي المصري ، كما قام أحمد محمد محمد عبد العاطي ( المتهم الثاني ) الذي كان يشغل منصب مدير مكتب رئيس الجمهورية بمقتضى القرار الجمهوري رقم ( 20 ) لسنة 2012 بإرسال الكتاب رقم
( 1259 ) بتاريخ 16/7/2012 إلى المخابرات العامة والأمن الوطني وهيئة الرقابة الإدارية يتضمن التوجيه بإرسال مكاتبات الرئاسة داخل مظروف باسمه مغلق ومختوم من الخارج بدرجة سرية " سري للغاية وشخصي ولا يفتح إلا بمعرفته " ، وأرسل صورة من ذلك الكتاب إلى كل من اللواء عبد المؤمن فودة " كبير الياوران " ، ومصطفى الشافعي المشرف على مكتب رئيس ديوان رئيس الجمهورية " ، فوردت إليه وثائق ومستندات من تلك الجهات تحوى معلومات سياسية ودبلوماسية واقتصادية وصناعية ومعلومات تتعلق بالتدابير والإجراءات الأمنية والتي بحكم طبيعتها
لا يعلمها إلا الأشخاص الذين لهم صفة في ذلك ويجب مراعاة لمصلحة الدفاع
عن البلاد أن تبقى سراً وتحمل درجات سرية مختلفة وكانت جميع تلك المكاتبات تسلم لأحمد عبد العاطي في مظاريف مغلقة ولا يتم فتحها إلا بمعرفته طبقاً لتعليماته بصفته الوظيفية كمدير لمكتب رئيس الجمهورية ثم يقوم هو بالتصرف في محتوى هذه المظاريف سواء من حيث العرض على رئيس الجمهورية آنذاك أو الرد عليها
أو حفظها في خزينة خاصة داخل مكتبه ويحتفظ بمفاتيحها معه ومع المتهم الثالث أمين الصرفي وعند ظهور بوادر الحراك السياسي في البلاد ورفض الشعب لحكم المتهم الأول أصدر رئيس ديوان رئيس الجمهورية آنذاك ( رفاعة الطهطاوي ) منشورًا يتضمن عدة إجراءات لمجابهة الأحداث المتوقعة في 30 يونيو 2013
ومنها نقل جميع الأوراق والمستندات المتواجدة بقصر الاتحادية إلى أماكن حفظها بقصري عابدين والقبة ، وعرض القرار على المتهم الأول فعلم به ووافق عليه ،
إلا أنه احتفظ بالوثائق والتقارير العسكرية التي سلمها إليه اللواء نجيب عبد السلام قائد قوات الحرس الجمهوري السابق والتي كانت في حيازته بسبب وظيفته
ولم يسلمها لمكان حفظها بإدارة قوات الحرس الجمهوري مع علمه بخطورتها
وأنها تتضمن معلومات عسكرية عن القوات المسلحة وتشكيلاتها وتحركاتها العسكرية والاستراتيجية وأنه يجب مراعاة لمصلحة الدفاع عن البلاد أن تبقى سراً لا يعلم بها إلا من يناط بهم حفظها أو استعمالها خشية أن تؤدي إلى إفشاء ما تتضمنه
من أسرار واحتفظ بها لنفسه وكأنها ملك له وأعطاها لأمين الصرفي ( المتهم الثالث ) الذي قام بإخفائها ، كما قام بإخفاء بعض الوثائق والمستندات والمكاتبات الخاصة بمكتب رئيس الجمهورية والواردة من الجهات السيادية بالبلاد - المخابرات العامة ، وقطاع الأمن الوطني ، وهيئة الرقابة الإدارية - والمتضمنة معلومات عن سياسات الدولة الخارجية والداخلية وتحمل درجات مختلفة من السرية ومن شأنها التأثير
على المصالح القومية للبلاد وتعد من أسرار الدفاع والتي كان يتم حفظها في خزانة خاصة في مكتب مدير مكتب رئيس الجمهورية وقام بوضعها والأوراق التي حصل عليها من المتهم الأول في حقيبة سمسونايت مغلفة بورق بيج اللون وعليه خاتم السكرتارية الخاص برئاسة الجمهورية باللون الأحمر ونقلها من مكان حفظها برئاسة الجمهورية قاصداً إخفائها في مكان بعيد عن الأنظار في منزله الكائن بالتجمع الأول بمنطقة القاهرة الجديدة مع علمه بأن الوثائق والمستندات التي يخفيها تتعلق بأمن الدولة ومصالحها القومية وصيانة سلامها ودفاعها الحربى والمدني وأنه يحظر نقلها من أماكن حفظها وعلى إثر نجاح ثورة الثلاثين من يونيو وانهيار تنظيم الإخوان داخلياً وضبط العديد من قياداتهم ، وفي غضون شهر أكتوبر 2013 قامت المتهمة كريمة أمين الصرفي ( الثامنة ) ابنة المتهم الثالث والمقيمة معه في مسكنه بالتجمع الأول بأخذ الحقيبة التي تحوى المستندات آنفة البيان مع علمها بطبيعتها
وبأنها وثائق ومستندات تحوى معلومات حربية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية وصناعية ومعلومات تتعلق بالتدابير والإجراءات الأمنية والتي يجب مراعاة لمصلحة الدفاع عن البلاد أن تبقى سراً وتحمل درجات سرية مختلفة ، وبعد الاطلاع عليها قامت بتسليمها لأسماء محمد الخطيب ( التاسعة ) والتي كانت قد تعرفت عليها
أثناء مشاركتهما في المسيرات واعتصام رابعة العدوية ، وأعطتها الحقيبة التي تحوى المستندات لإخفائها لديها بعد أن أودعت بها خطابات والدها وأغلقتها بمفتاح احتفظت به لديها إلا أن الشيطان أوعز لأسماء الخطيب باغتنام الفرصة وبيع أسرار الوطن في سوق الخيانة لمن يدفع الثمن ففضت الحقيبة واطلعت على ما بداخلها
من وثائق ومستندات تحوى أسرار الدفاع ، وأخبرت المتهم علاء عمر محمد سبلان ( العاشر ) - وهو أردني الجنسية من أصل فلسطيني ويعمل مراسلًا بالقطعة
لدى قناة الجزيرة - بما حصلت عليه من أوراق خاصة برئاسة الجمهورية
تحوى معلومات عسكرية ومعلومات تتعلق بأمن الدولة وبمصالحها القومية وأنظمتها الداخلية ومصالحها وحقوقها في مواجهة الدول الأخرى وأفضت إليه برغبتها الشيطانية في بيع تلك الأوراق لقناة الجزيرة القطرية التي تعمل لمصلحة دولة قطر وتحظى بتأييدها والمعروفة بموقفها العدائي من مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو فوافقها وسارع بالاتصال بصديقه رأس الأفعى المتهم أحمد على عبده عفيفي ( الرابع ) الذي يعمل منتج أفلام وثائقية وضرب له موعداً أمام مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر وتقابل معه وبرفقته أسماء الخطيب وأخبراه بما لديهما من مستندات يرغبان في نشرها على قناة الجزيرة القطرية والتي تعمل لصالح دولة قطر
وطلب منها الأوراق وأبلغته أسماء أن الحقيبة لديها في المنزل ولكنها تخشى
من نقلها في سيارة أجرة فقام بالاتصال بصديقه محمد عادل حامد كيلاني ( المتهم السادس ) وكلفه بمقابلة المتهمين أسماء الخطيب وعلاء سبلان على الطريق الدائري واستقلا معه سيارته الخاصة وأحضروا المستندات من منزل المتهمة أسماء ،
ثم توجهوا إلى منزل صديقه خالد حمدي رضوان ( المتهم الخامس ) في الحي الحادي عشر بمدينة السادس من أكتوبر ، وقاموا جميعاً بفتح الحقيبة فوجدوا بها أوراقاً تعد من أسرار الدفاع وهي تقرير كامل من المخابرات الحربية للعرض على رئيس الجمهورية يحوى جميع المعلومات التفصيلية عن تسليح الجيش المصري وأعداد القوات المسلحة المصرية الموجودة في سيناء وحجمها وأماكن تمركزها داخل سيناء ، ومعلومات تفصيلية عن الجيش الإسرائيلي وتسليحه وتمركز القوات
على الحدود مع مصر ، وتقرير من المخابرات عن أعضاء الكنيست الإسرائيلي وبياناتهم وانتماءاتهم الحزبية ، وتقارير لهيئة الرقابة الإدارية عن كبار الموظفين
في الدولة ، وتقرير محرر بخط اليد من ( رفاعة الطهطاوي ) الذي كان يشغل منصب رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق عن العلاقات بين مصر وإيران والتقارب بينهما ، وتقرير عن القصور الرئاسية التي سوف ينتقل إليها المتهم الأول هو وأسرته على ضوء تطورات الأحداث قبل 30 يونيو 2013 ، وغيرها
من مراسلات واردة من جهات سيادية بالدولة باسم أحمد عبد العاطي ( المتهم الثاني ) ، ومن ثم فقد تحقق لهم العلم بأن الأوراق تحوى معلومات حربية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية وصناعية وتتعلق بالدفاع عن البلاد وأمن الدولة الخارجي والداخلي ، وأنها من الأوراق التي لا يجوز لهم حيازتها أو الاطلاع عليها
وذلك من واقع رؤيتهم لها ومطالعتهم لمحتواها وعلمهم بطبيعة ما تحويه
من معلومات وما دون عليها من درجات السرية المختلفة التي تحظر تداولها
إلا بين المختصين وأنهم حصلوا عليها بطريق غير مشروع وبدلًا من ردها
إلى الجهات المختصة اتجهت نيتهم إلى تسليمها لقناة الجزيرة القطرية فقام المتهم علاء سبلان بالسعي إلى قناة الجزيرة القطرية المعترف بها من دولة قطر
والتي تعمل لمصلحتها ليسلم إليها الأوراق التي حصل عليها وتحوى أسرار الدفاع إضراراً بالمصالح القومية لمصر فتخابر معها من خلال الاتصال بأحد العاملين بها وهو إبراهيم محمد هلال ( المتهم الحادي عشر ) رئيس قطاع الأخبار بها
وأخبره بمحتوى الوثائق والمستندات التي بحيازته وما تحويه من أسرار الدفاع
وأبدى استعداده صراحة لتسليم تلك الوثائق والمستندات إلى قناة الجزيرة القطرية وأرسل له العناوين الرئيسية لتلك الوثائق عـبر البريد الإلكتروني الخاص به : Alaasablan@yahoo.com & Alaasablan@gmail.com ، وطلب منه إبراهيم هلال الحضور إلى دولة قطر لمقابلة المسئولين في قناة الجزيرة
فأسرع بالسفر إلى الدوحة في يناير2014 وتقابل مع إبراهيم هلال بأحد فنادق الدوحة وحضر معه رئيس قناة الجزيرة القطرية التي تعمل لمصلحة دولة قطر وضابط من المخابرات القطرية يمثل دولة قطر واتفقوا على أن يلتزم علاء سبلان بتسليم أصول تلك المستندات إضراراً بالمصالح القومية للبلاد وذلك مقابل وعد بعطية مبلغ مليون دولار أخذ منها مبلغ خمسين ألف دولار وتم تعيينه كمعد لبرنامج المشهد المصري بقناة الجزيرة بقطر مع علمه أنه يتخابر مع من يمثل دولة أجنبية وهو ضابط المخابرات القطرية الذي يمثل دولة قطر ومع من يعمل لمصلحتها
وهو رئيس قناة الجزيرة القطرية وأن من شأن فعله الإضرار بمركز البلاد الحربي والاقتصادي والسياسي والدبلوماسي وبادر بالاتصال بشريكه أحمد على عبده عفيفي وأبلغه بما تم في لقائه مع ضابط المخابرات القطرية ومع رئيس قناة الجزيرة
التي تعمل لمصلحتها وطلب منه العمل على إرسال أصول الوثائق والمستندات
التي تحوى أسرار الدفاع والسابق تسليمها إليه وأرسل له عشرة آلاف دولار من مقدم المبلغ الذي حصل عليه بمعاونة المتهم خالد حمدي رضوان ( الخامس ) الذي كلف من يدعيا عبد المجيد السقا ومصطفى خليل الدمساوي بإرسال المبلغ باسميهما
من دولة قطر لحسابه وباسم " خالد حمدي رضوان " ( الخامس ) مسحوباً على شركة ويسترن يونيون تجنباً للملاحقة الأمنية ثم توجه خالد حمدي رضوان ( الخامس ) إلى شركة ويسترن يونيون بميدان الحصري في السادس من أكتوبر لصرفها
وتم تحويله إلى البنك العربي الإفريقي حيث قام بصرف المبلغ وتغييره إلى العملة المحلية وسلمه للمتهم أحمد عفيفي ( الرابع ) مع علمه بنية المتهمينِ وبأن المبلغ نظير تسريب وثائق تحوى أسرار الدفاع ، ثم طلب أحمد على عبده عفيفي ( المتهم الرابع ) من المتهم أحمد إسماعيل ثابت إسماعيل ( السابع ) مساعدته في تصوير المستندات وإرسالها إلى قطر نفاذاً لاتفاقهما سلفاً مع علاء سبلان فعاونه على ذلك وقام بنسخ الوثائق والمستندات التي تحوي أسرار الدفاع وإرسالها إلى علاء سبلان في قطر عبر البريد الإلكتروني مع علمه بخطورة المعلومات التي تحويها على الأمن القومي المصري وبنية المتهمين في بيعها إلى ممثل دولة قطر ونسخ لنفسه صورة منها على ذاكرة تخزين " فلاش ميموري " احتفظ لنفسه بصورة منها بغير قصد تسليمها إلى دولة أجنبية مع علمه بأنه تم الحصول على تلك الوثائق التي تحوي أسرار الدفاع بوسيلة غير مشروعة ، ثم اتصل أحمد عفيفي بالمتهم محمد عادل حامد كيلاني ( السادس ) الذي يعمل مضيفًا جوياً بشركة مصر للطيران وطلب منه معاونتهم في تسليم الأوراق التي تحوي أسرار الدفاع لعلاء سبلان في قطر
فوافق مع علمه بنية المتهمين في تسريب الوثائق والمستندات إلى ممثل دولة أجنبية نظير مبلغ من المال وتسلم حقيبة الوثائق والمستندات واطلع عليها وعلم بخطورة وطبيعة المعلومات التي تحويها تلك المستندات وأنها تحوى أسرار الدفاع وأنه سيقوم بتسليمها إلى من يعملون لمصلحة دولة أجنبية بقصد الإضرار بمركز البلاد الحربي والاقتصادي والسياسي والدبلوماسي وقام بإخفائها في شقته الكائنة 63 ب الحي السويسري تمهيداً لتوصيلها إلى قطر وطلب من المختص بشركة مصر للطيران تعديل جدول رحلته المقررة سلفًا من دبي إلى مطار الدوحة بقطر وأخبر المتهم علاء سبلان ( العاشر ) بذلك فأجابه بأن ضابط من المخابرات القطرية سيكون في انتظاره في مطار الدوحة ويمكنه الصعود للطائرة ويتسلم منه الحقيبة التي تحوى المستندات وكلفه المتهم أحمد على عبده عفيفي أن يحضر له مبلغ عشرة آلاف دولار من علاء سبلان ، وكان في سبيله لنقل الوثائق لولا العناية الإلهية التي هدت الرائد طارق محمد صبري الضابط بقطاع الأمن الوطني إلى معرفة تفاصيل تلك الواقعة وأكدتها تحرياته السرية فضمنها بمحضر مؤرخ 23/3/2014 وأرفق به كشفاً ضمنه أسماء وعناوين المتهمين أحمد على عبده عفيفي ( الرابع ) ، وخالد حمدي رضوان
( الخامس ) ، ومحمد عادل كيلاني ( السادس ) ، وأحمد إسماعيل ثابت ( السابع ) ، وكريمة أمين الصرفي ( الثامنة ) ، وعلاء عمر سبلان ( العاشر ) ، واستصدر إذناً من نيابة أمن الدولة العليا بذات التاريخ الساعة العاشرة مساءً لأي من ضباط الأمن الوطني المختصين قانوناً بضبط وتفتيش شخص ومسكن المتهمين المتحرى عنهم خلال ثلاثين يوماً من ساعة وتاريخ إصدار الإذن ، ونفاذًا لهذا الإذن تمكن الرائد محمود محمد طلعت من ضبط كل من أحمد على عبده عفيفي ( المتهم الرابع ) بتاريخ 27/3/2014 ، وبتفتيش مسكنه عثر على جهاز كمبيوتر محمول ( لاب توب ) وجهاز هاتف محمول ووحدة تخزين بيانات ، كما تمكن من ضبط المتهمة كريمة أمين الصرفي ( الثامنة ) بتاريخ 30/3/2014 وبتفتيش مسكنها عثر على جهاز لوحي " تابلت " ، وتليفون محمول ، وكمبيوتر محمول صغير ماركة كومبك ميني وهارد ديسك خارجي وخمس ذاكرات تخزين " فلاش ميموري " وبتاريخ 30/3/2014 قام بضبط خالد حمدي عبد الوهاب أحمد رضوان ( المتهم الخامس ) وبتفتيش مسكنه عثر على ست وحدات تخزين بيانات ( فلاش ميموري ) وجهازي هاتف محمول ووحدة تحكم مركزية لجهاز كمبيوتر ، وبتاريخ 1/4/2014 قام بضبط أحمد إسماعيل ثابت إسماعيل ( المتهم السابع ) وبتفتيش مسكنه ضبط ثلاث وحدات تخزين بيانات ( فلاش ميموري ) وثلاثة أجهزة كمبيوتر محمول ( لاب توب ) وجهاز تليفون محمول ووحدة تخزين بيانات ( هارد ديسك ) وطابعة إلكترونية وماسح ضوئي ، وبتاريخ 27/3/2014 قام بضبط محمد عادل حامد كيلاني ( المتهم السادس ) وبتفتيش مسكنه الكائن 63 ب الحي السويسري بمدينة نصر ضبط حقيبة بداخلها المستندات والوثائق السرية الخاصة بمؤسسة رئاسة الجمهورية والواردة إليها من الجهات السيادية بالبلاد الحرس الجمهوري والقوات المسلحة والمخابرات العامة والحربية وقطاع الأمن الوطني وهيئة الرقابة الإدارية والمتضمنة معلومات عن القوات المسلحة وأماكن تمركزها وسياسات الدولة الخارجية والداخلية ومن شأنها التأثير
على المصالح القومية للبلاد وتعد من أسرار الدفاع المحظور تداولها أو نقلها خارج مقر الرئاسة ، وقد ثبت بتقرير لجنة الفحص المشكلة بقرار من المحكمة قيامها بالاطلاع على دفتر المستندات بالحرس الجمهوري ، وتبين أنه مثبت به عرض المستندات على قائد الحرس الجمهوري ولم يتم إعادتها حتى تاريخ الفحص وتطابقت موضوعات الأوراق المثبتة بالدفتر مع الوثائق المضبوطة ، كما ثبت قيام اللجنة بالاطلاع على الأوراق والمستندات والوثائق والدفاتر بمكتب مدير مكتب رئيس الجمهورية فتبين لها أن جميع المكاتبات الواردة من الجهات السيادية كانت تسلم لأحمد عبد العاطي مدير المكتب في مظاريف مغلقة ولا يتم فتحها إلا بمعرفته ،
ثم يقوم هو بالتصرف في محتويات تلك المظاريف سواء من حيث العرض أو الرد عليها أو الحفظ من خلال أمين الصرفي ( المتهم الثالث ) الذي كان يعمل سكرتيراً له ، وأنه صدر منشور أمني بتعليمات رئيس ديوان رئيس الجمهورية بتحديد الإجراءات المزمع اتخاذها لمجابهة أحداث 30/6/2013 بنقل جميع الأوراق والمستندات المتواجدة بالاتحادية وأصدر أحمد عبد العاطي ( المتهم الثاني ) قراراً شفوياً بنقل جميع المكاتبات والمستندات إلى قصر عابدين ، وأنه بفحص الأوراق التي تم ضبطها لدى المتهمين وجدت من بينها عدد (4) مكاتبات واردة من الرقابة الإدارية أرقام (577) بتاريخ 28/1/2013 ، (6748) بتاريخ 23/12/2012 ، (6785) بتاريخ 25/12/2012 ، (574) بتاريخ 4/2/2013 ، وأيضًا عدد (11) مكاتبة واردة من المخابرات العامة أرقام : (21899) ، (21922) بتاريخ 4/12/2012 ، (92 ، 93 ، 94 ، 95) بتاريخ 5/2/2012 ، (22076) بتاريخ 6/12/2012 ، (11942) بتاريخ 9/6/2013 ، (13358) ، (13359) ، (13360) بتاريخ 20/6/2013 ، وقامت اللجنة بإرسال البيانات سالفة الذكر للرقابة الإدارية والمخابرات العامة لإرسال صورة من هذه المكاتبات مرة أخرى لمطابقتها بالمستندات المضبوطة ، وبفحص المكاتبات الواردة للجنة من الرقابة الإدارية والمخابرات العامة وهي صور من تلك المكاتبات التي سبق إرسالها
إلى أحمد عبد العاطي ( المتهم الثاني ) بصفته مديراً لمكتب رئيس الجمهورية
تبين مطابقتها مع الأوراق المضبوطة لدى المتهم السادس ، وقد اعترف أحمد على عبده عفيفي ( المتهم الرابع ) بالتحقيقات أنه عضو في جماعة الإخوان المسلمين ، وكان من بين المعتصمين في ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير2011
وتعرف على صفوه حجازي الذي أنشأ ( مجلس أمناء الثورة ) وعينه عضواً معه
في أمانة المجلس ، وكان يختص بمتابعة تحقيق أهداف الثورة وعقب تولى محمد مرسي ( المتهم الأول ) رئاسة الجمهورية وبعد تصاعد حدة الاحتجاجات ضده
منذ عام 2013 توجه إلى ميدان رابعة العدوية يوم 28/6/2013 وظل بالميدان حتى يوم 14/8/2013 ، وكان مسئولاً عن الإعاشة وتوزيع الأغذية على المعتصمين والمشرف على المنصة الرئيسية بتكليف من القياديين بجماعة الإخوان المسلمين ، وبعد فض الاعتصام اتصل بصديقه محمد عادل حامد كيلاني ( المتهم السادس ) الذي تعرف عليه في اعتصام رابعة العدوية واختفى لديه في منزله بالمنطقة التاسعة بمدينة نصر خلف مدارس المنهل هرباً من الملاحقة الأمنية ، وأضاف أنه باعتباره منتج أفلام وثائقية فقد قام بتصوير كل ما حدث في اعتصام رابعة العدوية عدا فض الاعتصام واحتفظ به في صورة أفلام قام ببيعها لقناة الجزيرة ، وحصل لقاء ذلك على مبالغ مالية على دفعات وصلت إلى ألفي دولار ،
واستطرد مقرراً أنه طلب من صديق له ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين
يدعى ( محمد عبد الرؤوف ) أن يساعده في العثور على مسكن خاص فوفر له مسكناً بالحي الثاني بمدينة السادس من أكتوبر منذ شهر سبتمبر 2013 ،
وخلال تلك الفترة كان على اتصال بعضو جماعة الإخوان المسلمين ويدعى ( أحمد حنفي ) مسئول اللجنة الإعلامية بمحافظة الجيزة والذي طلب منه مادة فيلمية
عن فض اعتصام رابعة العدوية فحصل عليها من خطيبته ( هبة غريب ) التي تعمل صحفية بجريدة الوادي وأعطاها لـلمدعو ( أحمد حنفي ) على فلاشة كمبيوتر ،
وبعد فترة تعرف على علاء سبلان ( المتهم العاشر ) - وهو أردني الجنسية
من أصول فلسطينية - وقاما بعمل فيلم وثائقي لبيعه لقناة الجزيرة عن الطفل
( رمضان ) وهو الذي تم تقديمه في قناة الجزيرة عدة مرات مدعياً أن والدته توفيت في فض اعتصام رابعة ، فأحضر ذلك الطفل إلى مسكنه في 6 أكتوبر وأجرى معه حواراً وقام بعمل مونتاج وأخذ علاء عمر سبلان ( المتهم العاشر ) الفيلم لبيعه لقناة الجزيرة ، وكان ذلك خلال شهر نوفمبر2013 وخلال تلك الفترة قام بتغيير مسكنه عدة مرات ، وحصل على مسكن في الحي الأول بمدينة السادس من أكتوبر بإيجار ألفين جنيه شهرياً وكان يدبر نفقاته من بيع مواد فيلميه تصويرية عن فض اعتصام رابعة لإبراهيم عبد الرؤوف وشهرته ( إبراهيم المصري ) وذلك لقاء مبالغ مالية ، فتارة حصل على خمسمائة دولار وتارة أخرى على أربعمائة دولار واسترسل مقرراً
أنه في غضون شهر يناير عام 2014 اتصل به علاء عمر محمد سبلان ( المتهم العاشر ) وكان معه أسماء محمد الخطيب ( المتهمة التاسعة ) وطلب منه
أن يقابلهما أمام مسجد الحصري فتوجه إليهما والتقى بهما وأخبرته الأخيرة أن معها حقيبة كبيرة بها مجموعة من الأوراق الخاصة برئاسة الجمهورية خلال فترة حكم محمد مرسي ( المتهم الأول ) للبلاد ، وأنها حصلت عليها من صديقتها كريمة أمين عبد الحميد الصرفي ( المتهمة الثامنة ) الذي كان والدها أمين عبد الحميد الصرفي ( المتهم الثالث ) يعمل سكرتيراً خاصاً للمتهم الأول وأنه قام بنقل تلك الأوراق
من رئاسة الجمهورية إلى منزله قبل ثورة 30/6/2013 وهي عبارة عن تقارير
من المخابرات العامة والمخابرات الحربية وهيئة الرقابة الإدارية والأمن الوطني وجميع الجهات السيادية التي تبعث بتقاريرها للمتهم الأول وأنها ترغب في نشر تلك المستندات بقناة الجزيرة وأبلغته أن الحقيبة لديها في المنزل ولكنها تخشى من نقلها في سيارة أجرة فقام بالاتصال بصديقه محمد عادل حامد كيلاني ( المتهم السادس ) وطلب منه مقابلة أسماء الخطيب وعلاء سبلان ( التاسعة والعاشر ) على الطريق الدائري واستقلا معه سيارته الخاصة وتوجهوا إلى منزل أسماء بمنطقة حلوان وأحضروا حقيبة المستندات وعادوا جميعاً إلى مقهى في مدينة 6 أكتوبر ، ثم اتصل بصديقه خالد حمدي رضوان ( المتهم الخامس ) وأخبره بطبيعة الأوراق التي معه وطلب منه أن يسمح لهم بالحضور لمنزله وتوجهوا إلى منزل الأخير في الحي الحادي عشر بمدينة السادس من أكتوبر وقاموا جميعاً بفتح الحقيبة فوجدوا بها تقاريراً من المخابرات الحربية للعرض على رئيس الجمهورية تحوى جميع المعلومات التفصيلية عن تسليح الجيش المصري وأعداد القوات المسلحة المصرية الموجودة
في سيناء وحجمها وأماكن تمركزها داخل سيناء ومعلومات تفصيلية عن الجيش الإسرائيلي وتسليحه وتمركز القوات على الحدود مع مصر وعدد الإناث والذكور
في الجيش الإسرائيلي وتفاصيل عن بعض وحدات الجيش الإسرائيلي وتقرير آخر يحتوى على معلومات عن أعضاء الكنيست الإسرائيلي وبياناتهم وانتماءاتهم الحزبية للعرض على المتهم الأول - كما وجدت تقارير لهيئة الرقابة الإدارية عن كبار الموظفين في الدولة ورموز النظام السابق وتقرير من ( رفاعة الطهطاوي ) عن إيران والتقارب بينها وبين مصر ومعلومات خاصة بإيران وتقرير عن القصور الرئاسية التي سوف يتنقل بينها محمد مرسي ( المتهم الأول ) هو وأسرته حسب تطورات الأحداث قبل 30 يونية 2013 ، بالإضافة إلى مراسلات خاصة كانت مرسلة للمتهم الثاني ومجلد كبير يحوى ورقة بلاستيكية ظهر كلام مكتوب بطريقة الحبر السري عن المنظمات الإرهابية بجنوب شرق أسيا وكان مرسلاً للعرض على محمد مرسي
( المتهم الأول ) بصفته رئيس الجمهورية آنذاك فقام علاء سبلان ( المتهم العاشر ) بالاتصال بأحد المسئولين بقناة الجزيرة القطرية وأخبره عن المستندات وأرسل له العناوين الرئيسية لها بطـريق الإيميل الخاص به & Alaasablan@yahoo.com Alaasablan@gmail.com فأبلغه الآخر أن مسئولي قناة الجزيرة طلبوا لقاءه فسافر لهم في يناير2014 واتصل به علاء سبلان من هناك وأخبره أنه تقابل
مع إبراهيم محمد هلال ( المتهم الحادي عشر ) وهو مصري الجنسية ويعمل رئيس قطاع الأخبار بقناة الجزيرة القطرية بالدوحة وحضر معه لقاء ضم أحد ضباط المخابرات القطرية ورئيس قناة الجزيرة وطلبوا منه إحضار أصول المستندات
وأنه طلب منهم مبلغ مليون دولار مقابل تسليم أصول المستندات وحصل منهم
على مبلغ خمسين ألف دولار مقابل المستندات السابق إرسالها على الإيميل أرسل له منها عشرة آلاف دولار من قطر باسم شخص يدعى ( عبد المجيد السقا )
على شركة ويسترن يونيون باسم خالد حمدي رضوان ( المتهم الخامس )
والذي كان يعلم بطبيعة تلك المستندات وذلك تجنباً للملاحقة الأمنية وأن خالد حمدي ( المتهم الخامس ) توجه بالفعل إلى شركة ويسترن يونيون بميدان الحصري
في السادس من أكتوبر وقام بصرف المبلغ وقيمته ( عشرة آلاف دولار ) مخصوماً منها رسوم التحويل وأن هذا المبلغ يعادل تقريباً بالعملة المصرية ( واحد وسبعين ألف جنيه ) وطلب منه المتهم الخامس مبلغ ثلاثة آلاف جنيه فأعطاها له
وبعد ذلك حضر له أحمد إسماعيل ثابت إسماعيل ( المتهم السابع ) وقاما بتصوير الوثائق وإرسال صورها إلى المتهم العاشر في قطر واتفقوا على إرسال أصول المستندات عن طريق محمد عادل حامد كيلاني ( المتهم السادس ) لأنه مضيف جوي ويسهل له حملها معه في إحدى رحلاته وتسليمها في قطر وأخبر علاء سبلان بذلك فأجابه بأنه سيكون في انتظاره في مطار الدوحة ضابط من المخابرات القطرية ويمكنه الصعود للطائرة ويتسلم منه حقيبة المستندات وطلب من علاء عمر سبلان
( المتهم العاشر ) أن يرسل له مع محمد عادل حامد كيلاني ( المتهم السادس ) مبلغ عشرة آلاف دولار تحت الحساب وقرر أن المتهم محمد عادل كيلاني
( السادس ) رفض رفضاً قاطعاً أن يأخذ أية مبالغ مالية رغم علمه أن المفاوضات كانت مقابل مليون دولار وأن علاء سبلان استلم بالفعل خمسين ألف دولار
وأنه أخذ منها عشرة آلاف دولار ولكنه رفض رفضاً قاطعاً مقرراً أنه يقوم بهذا العمل حباً في المتهم الأول وفى جماعة الإخوان المسلمين فطلب منه المتهم العاشر إرسال الحقيبة التي تحوى المستندات وأنهم لن يستطيعوا الحصول على مبلغ المليون دولار إلا بعد وصول أصول المستندات لقطر عن طريق محمد عادل كيلاني ( المتهم السادس ) الذي قام بتعديل جدول رحلاته عن شهر فبراير 2014 ليتوجه إلى الدوحة ومعه المستندات التي كانت لديه بالفعل ، وأنه كان في انتظار تعليمات المتهم العاشر لنقلها له ، بيد أن علاء سبلان كان يتعمد تأخيرها لأنه كان يرغب في التفاوض مع قطر على زيادة المبلغ وبمواجهته بالمستندات المضبوطة لدى المتهم السادس أقر بأنها ذات المستندات التي تسلمها من المتهمة أسماء الخطيب ( التاسعة ) ، كما اعترف خالد حمدي عبد الوهاب أحمد رضوان ( المتهم الخامس ) بالتحقيقات أنه منضم لجماعة الإخوان المسلمين والتي يتكون هيكلها التنظيمي من الأسر
وتضم كل أسرة ستة أو سبعة أعضاء ولكل أسرة مسئول عنها ثم يعلوها ما يسمى بالشعبة وتتكون من مجموعة من الأسر ويعلوها المكتب الإداري للمحافظة ثم مجلس الشورى العام للجماعة ويعلوه مكتب الإرشاد ويترأس التنظيم المرشد العام للجماعة ، وأنه عضو بإحدى الأسر بقريه أبشواي بمركز قطور ويواظب على حضور اجتماعها الأسبوعي وعقب ثورة الخامس والعشرين من يناير عمل ضمن فريق عمل قناة
( مصر 25 ) اﻹخوانية حتى تم إغلاقها بعد ثورة الثلاثين من يونيو وسفر فريق العمل إلى تركيا لبث إرسالها من هناك وتم تغيير اسمها إلى قناة ( أحرار 25 )
ثم قناة ( الميدان ) وكان يرسل ما يقوم بتصويره من برامج للقناة عبر الإنترنت ، وأنه حضر اعتصام رابعة العدوية مع والده وقام بتصوير أحداثه وإذاعتها على القناة المذكورة وفى غضون شهر أكتوبر 2013 اتصل به أحمد على عبده عفيفي
وطلب منه إرسال كاميرا ومصور إلى شقته بالحي الأول بمدينة السادس من أكتوبر وعندما توجه إلى هناك التقى بكل من علاء سبلان ( المتهم العاشر ) وأحمد إسماعيل ( المتهم السابع ) وشاهد طفل يدعى ( رمضان ) كان يحاوره علاء سبلان عن قصة موت والدته أثناء فض اعتصام رابعة العدوية وحالته بعد وفاتها ،
وأضاف أنه حصل على مبلغ ثلاثمائة وخمسون جنيهاً مقابل التصوير وعلم أن أحمد عفيفي سيبيع هذا الفيلم لقناة الجزيرة ، وأضاف أنه في غضون نوفمبر 2013 حضر له في مسكنه أحمد عفيفي ومعه علاء سبلان وأسماء الخطيب التي تعمل بشبكة رصد ومحمد كيلاني ( المتهم السادس ) وطلب منه أحمد عفيفي البحث عن متخصص لإعداد سيناريو عن الوثائق ، وكان معهم حقيبة قاموا بفتحها فوجدها ممتلئة بالأوراق وشاهد من بينها ملف حول العلاقة بين دولتي مصر وإيران ووجوب اقتصارها على السياحة وأن لا تنشر إيران فكر التشيع في مصر والملف مكتوب بخط اليد وبتوقيع رفاعة الطهطاوي ( رئيس ديوان رئيس الجمهورية ) ، كما شاهد ملفاً آخر مدون عليه ( المخابرات العامة ) وعليه شعارها وملف للرقابة الإدارية ، وأخبره أحمد عفيفي أن في الحقيبة أوراق تتعلق بالجيش الإسرائيلي والتكفيريين
في سيناء ، فتأكد أنها وثائق سرية لما تحويه من معلومات تمس الأمن القومي ولصدورها من جهات سيادية بالدولة وذكر أحمد على عبده عفيفي أمامه
أنهم حصلوا على تلك الحقيبة من ابنة أمين الصرفي مستشار الرئيس الأسبق محمد مرسى ثم انصرفوا بعد ذلك بالحقيبة واسترسل مقرراً أنه بعد ذلك بنحو يومين
أو ثلاثة كان في زيارة للمتهم أحمد على عبده عفيفي ( المتهم الرابع ) في منزله فشاهد الحقيبة عنده ، ثم أخبره بعد ذلك أن علاء سبلان ( المتهم العاشر )
أخذ الحقيبة والوثائق وسافر إلى قطر ليتفاوض مع قناة الجزيرة على بيع تلك الوثائق تمهيداً لإذاعة ما بها من معلومات على ذات نهج التسريبات الأخيرة المذاعة
على تلك القناة آنذاك وفي غضون شهر يناير2014 اتصل به أحمد عفيفي
وأخبره أن علاء سبلان سيرسل مبلغ عشرة آلاف دولار من قطر وطلب منه البحث عن أحد أصدقائه بقطر لاستلام هذا المبلغ من المتهم العاشر وتحويله إلى مصر باسمه - أي المتهم الخامس - عبر شركة ويسترن يونيون فتواصل مع المدعو
( عبد المجيد السقا ) الذي يعمل بقناة الجزيرة القطرية وطلب منه أن يتسلم من المتهم العاشر مبلغ عشرة آلاف دولار ويقوم بتحويلهم باسمه - أي المتهم الخامس - من دولة قطر إلى شركة ويسترن يونيون ، ثم توجه إلى فرع الشركة بالبنك العربي الإفريقي بمنطقة البنوك بأكتوبر وقام بصرف المبلغ المشار إليه بعد خصم المصاريف وقام بتحويله إلى العملة الوطنية فبلغ ثمانية وستين ألف جنيه تقريباً سلمهم إلى أحمد عبده عفيفي ( المتهم الرابع ) فأعطاه ثلاثة آلاف جنيه على سبيل السلفة لإصلاح سيارته التي احترقت أثناء فض اعتصام رابعة العدوية ، وأنه كان يعلم أن هذا المبلغ مقابل بيع الوثائق إلى قناة الجزيرة القطرية ، واعترف محمد عادل حامد كيلاني ( المتهم السادس ) بالتحقيقات أنه في أعقاب ثورة 25 يناير
بدأ الاهتمام بالسياسة وتكون لديه رأى سياسي مؤيد لجماعة الإخوان المسلمين ، وفى أعقاب ثورة30 يونيو2013 شارك في اعتصام رابعة العدوية وكان يتردد
على الاعتصام في الأيام التي لا يكون لديه فيها رحلات وتعرف أثناء ذلك
على المتهم أحمد على عبده عفيفي ( الرابع ) لكون الأخير أحد مسئولي الاعتصام وأمده بمبلغ سبعمائة جنيه لشراء وجبات طعام للمعتصمين وكان يشارك أحياناً
في توزيعها عليهم وعلم أنه عضو فيما يسمى ( بمجلس أمناء الثورة ) الذي يرأسه
( صفوه حجازي ) وتوطدت علاقتهما وعقب فض اعتصام رابعة العدوية هرب أحمد عبده عفيفي ، وكان يتنقل بين عدد من الشقق المؤجرة في مدينة السادس من أكتوبر خشية الملاحقة الأمنية ، وكان يلتقى به في مقهى بمدينة السادس من أكتوبر ، وكان يشاهد معه عدد من الأشخاص يحملون أجهزة لاب توب ويقومون بتجميع صور مظاهرات الإخوان وعمل برامج لتجميع آراء الناس وإرسالها إلى قناة الجزيرة ، وأضاف أنه في غضون شهر يناير 2014 اتصل به أحمد عبده عفيفي ( المتهم الرابع ) وأعطاه رقم هاتف شخص يدعى علاء عمر ( المتهم العاشر ) وطلب منه أن يتصل به ليقابله على الطريق الدائري ليحضر منه شيئًا ، فاتصل به هاتفيًا
وحدد له موعداً على طريق الأوتوستراد بالقرب من مدينة صقر قريش بالمعادي
حيث التقيا وكان بصحبته فتاة تدعى أسماء ( المتهمة التاسعة ) ومعها حقيبة فاصطحبهما إلى المقهى وتقابلوا مع أحمد على وتوجهوا إلى مسكن خالد حمدي حيث قاموا بفتح الحقيبة ومشاهدة ما بها من مستندات وتبين بها أوراقاً تخص القوات المسلحة ورئاسة الجمهورية وبعد ذلك طلب منه أحمد على توصيلهم والاحتفاظ لديه بالحقيبة خشية ضبطها معه فاحتفظ بها في حقيبة سيارته لمدة خمسة أيام ،
ثم حضر إليه أحمد على بسيارة أجرة وأخذ منه الحقيبة وأعادها إليه بعد فترة
وطلب منه المحافظة عليها لأهمية المستندات التي تحويها إذ إنها أوراق خاصة بمكتب رئيس الجمهورية ، وبعد انصرافه قام بفتح الحقيبة ومطالعة ما بها
من مستندات ، وتبين أنها صادرة من أجهزة المخابرات المصرية والقوات المسلحة المصرية وتتضمن معلومات عن تسليح الجيش المصري والجيش الإسرائيلي
موجهة إلى رئيس الجمهورية ( محمد مرسى المتهم الأول ) فأيقن بأهميتها
وقام بنقلها من منزله إلى مسكن آخر مملوك له يستغله كمخزن كائن بـ 63 ب الحي السويسري بمدينة نصر وبعد نحو يومين اتصل به أحمد على وطلب مقابلته
في مقهى بمدينة السادس من أكتوبر فتوجه إليه وطلب منه مساعدته في نقل الوثائق التي بالحقيبة إلى دولة قطر بحكم عمله كمضيف بشركة مصر للطيران
وحضر علاء عمر ( المتهم العاشر ) هذا اللقاء وأخبره أن علاء عمر يستطيع التنسيق مع أشخاص في قطر أو تركيا لاستلام الحقيبة منه وتسليم المستندات
التي بها إلى مسئولين قطريين يعملون في قناة الجزيرة لاستخدام المستندات
في فضح الانقلاب العسكري في مصر وبعد نحو أربعة أيام اتصل به أحمد على وطلب أن يلتقي به على ذات المقهى وأخبره أن علاء عمر سبلان ( المتهم العاشر ) تحدث مع الشيخ حمد بن جاسم رئيس قناة الجزيرة والتقى مع ضابط بالمخابرات القطرية واتفقوا على أن ينتظره ضابط المخابرات القطري في السوق الحرة بمطار الدوحة لتسليمه المستندات وسأله عن أكبر مبلغ يمكنه الدخول به إلى مصر
عند عودته من قطر فأخبره هو مبلغ عشرة آلاف دولار فأخبره أن علاء سيعطيه ذات المبلغ لتوصيله له في مصر فوافقه على ذلك واستطرد مقرراً أنه قام بتعديل موعد رحلاته ليتوجه إلى قطر وقبل سفره إلى قطر حضر إليه أحمد على وطلب منه إرجاء نقل المستندات حتى يتم تجهيز الأمور في قطر وظلت الحقيبة معه
حتى تم القبض عليه فأرشد عن مكانها كما اعترف أحمد إسماعيل ثابت إسماعيل
( المتهم السابع ) بالتحقيقات أنه في غضون شهر نوفمبر 2013 التقى بصديقه علاء عمر سبلان ( المتهم العاشر ) الذي كان يزامله في دراسة كلية العلوم الطبية بجامعة 6 أكتوبر وأخبره بحيازته لمجموعة من المستندات الهامة وعقب ذلك تقابل مع أحمد على ( المتهم الرابع ) في مول العرب بمدينة السادس من أكتوبر
وكان قد تعرف عليه من خلال علاء عمر سبلان ( المتهم العاشر )
وأخبره أن الأوراق لديه ثم تلقى اتصالاً هاتفياً من علاء الذي أخبره أنه سوف يسافر إلى تركيا لبيع الأوراق إلى قناة الجزيرة في قطر وطلب منه إعداد ملفات ( فايلات ) ولاصق لترتيب الأوراق بها وضرب له موعداً للقائه بمسكن أحمد على في أكتوبر فقام بشراء ما كلفه به وتوجه إلى أحمد على في مسكنه فوجده قد أحضر سكانر
( جهاز ماسح ضوئي ) يقوم بتصوير الأوراق عليه وشاهد بعض الأوراق
تحمل شعار رئاسة الجمهورية والرقابة الإدارية ووزارة الدفاع بالإضافة إلى مستندات مكتوبة على الكمبيوتر وموقعة باسم ( باكينام الشرقاوي ) وأوراق مكتوبة لرئيس الجمهورية عن الاقتصاد ومستندات خاصة بعادل لبيب الذي كان محافظًا لقنا
وعلاء عبد العزيز وزير الثقافة الأسبق فعلم حينئذٍ بأهمية الأوراق وأنها صادرة
من مؤسسات الدولة وأضاف أنه علم أن أحمد على وعلاء عمر سبلان
قاما بمساعدة أسماء الخطيب ( المتهمة التاسعة ) على الهرب إلى ماليزيا ،
وأنها هي التي أحضرت المستندات وبعد ذلك اتصل به علاء عمر سبلان هاتفياً وطلب مقابلته في المساء بمسكن أحمد على فتوجه للقائه حيث أخبره أنه ترك مجموعة أخرى من الملفات ( فايلات ) لدى أحمد على وطلب منه تصويرهم
عن طريق الإسكانر وإرسالهم له بعد سفره على الفيس بوك ( التواصل الاجتماعي ) وبعد سفر علاء إلى قطر كان يقوم بتصوير الأوراق وإرسالها إليه على الفيس بوك الخاص بعلاء حيث كان يقوم علاء بعرض الأوراق على المسئولين في قناة الجزيرة بقطر لبيعها ومن بينهم شخص يدعى إبراهيم هلال ( المتهم الحادي عشر ) واستطرد مقرراً أن علاء سبلان اتصل به من قطر وأخبره أن أمن الدولة سألت عليه في الجامعة هو وأحمد على وطلب منه أن يأخذ البرينتر ( جهاز الطباعة ) الذي قام بطباعة الأوراق عليه وبالفعل أخذها إلى منزله وقام بأخذ نسخة مطابقة لكل الأوراق المصورة على وحدة تخزين ( فلاشه ) واحتفظ بها في منزله واسترسل مقرراً
أنه في غضون شهر ديسمبر 2013 قبل سفر علاء سبلان إلى قطر تقابل
مع علاء سبلان وأحمد على في كافيه ( مقهى ) بالحي الثاني بالسادس من أكتوبر وكان معهما محمد كيلاني ( المتهم السادس ) واتفقوا على أن يقوم محمد كيلاني بنقل الحقيبة التي تحوى الأوراق إلى قطر باعتباره مضيفاً جوياً ويسهل نقلها معه
في أي رحلة ليقوم علاء بتسليمها إلى إبراهيم هلال في قطر ، كما أخبره علاء سبلان حال تواجده بدولة قطر بأنه أرسل حوالة مالية بقيمة عشرة آلاف دولار أمريكي إلى أحمد على وعلم منه أنه قد تم تعيينه في قناة الجزيرة القطرية مكافأة له على المستندات والأوراق التي باعها لهم وأنهى أقواله أنه لم يتقاض ثمة مبالغ ، ولكنه كان يرغب في فضح ما أسماه " الانقلاب العسكري " ، وأنه كان يعلم خطورة تلك المستندات على الأمن القومي ، واعترفت كريمة أمين عبد الحميد الصرفي
( المتهمة الثامنة ) بالتحقيقات بأن والدها أمين عبد الحميد الصرفي ( المتهم الثالث ) ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين ، وكان ضمن الحملة الانتخابية للمتهم الأول ، ثم أصبح يشغل منصب سكرتير رئيس الجمهورية إبان حكم المتهم الأول للبلاد ، وأنه قبل 28 يونيو 2013 وعلى إثر الأحداث الدائرة بالبلاد أحضر إلى منزلهم بعض الأوراق في حقيبة سمسونايت مغلفة بورق بيج اللون وعليه خاتم السكرتارية الخاصة برئاسة الجمهورية باللون الأحمر ، ووضعها في مكتبه بمنزلهم الكائن بالتجمع الأول بمنطقة القاهرة الجديدة وبعد 3/7/2013 انقطع الاتصال بينها
وبين والدها ، وفى يوم 5/7/2013 قامت بجمع الأوراق الخاصة بوالدها ووضعتهم في حقيبة سفر صغيرة زيتي اللون وأنها شاهدت في تلك الأوراق ملف خاص بمقر الفريق الرئاسي في حالة الطوارئ وورق خاص بالسكرتارية كان يقفل بورق مقوى وعليه خاتم يقرأ ( سكرتارية الرئاسة ) ولم تعرف محتوى باقي الأوراق ، وبتاريخ 4/10/2013 قامت بإخفاء المستندات لدى صديقتها أسماء الخطيب ( المتهمة التاسعة ) التي تعمل بشبكة رصد حتى لا تتمكن الشرطة من ضبط تلك الأوراق
إذا تم تفتيش المسكن ، وكانت قد تعرفت عليها في اعتصام رابعة العدوية واشتركتا سوياً في المسيرات ، وأضافت أنه خلال إحدى الزيارات لوالدها الذي كان محتجزاً بالحرس الجمهوري سألها عن الأوراق فأخبرته أنها أودعتها في مكان أمين
وطلب منها رد بعض أجهزة الحاسب والتابلت التي كانت بعهدته للعمل وكرر مطلبه في خطاب أرسله لها فقامت برد تلك الأشياء وسلمتها للحرس الجمهوري ،
وأضافت أنه بعد شهر أكتوبر 2013 أخبرتها أسماء الخطيب بعزمها على السفر للخارج بزعم أنه تم إلقاء القبض على أحد أقاربها وهي متورطة معه وأخبرتها
أن الأوراق تحتفظ بها لدى أحد أقاربها وأعطتها رقم هاتفه لتتصل به إذا ما احتاجت إلى الأوراق ، واستطردت مقررة أنها استمرت على اتصال معها بعد سفرها
إلى ماليزيا من خلال موقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) ، وفى غضون شهر مارس 2014 اتصل بها أحمد على ( المتهم الرابع ) وأخبرها أنه من طرف أسماء الخطيب وأن لديه أمانة لها ، فأيقنت أنه يقصد الشنطة التي تحوى الأوراق
واتفق معها على مقابلتها وتقابلا في مقهى بجوار ( محل التوحيد والنور ) بالدقي وأخبرها أنه شاهد الأوراق التي كانت في الحقيبة وسألها عما إذا كان لديها أوراق أخرى لأنه ومجموعة من أصدقائه الصحفيين سيقومون بحملة إعلامية على قناة الجزيرة وأن أسماء الخطيب ستكون معهم في تلك الحملة ، وأخبرها أنه يريد الأوراق على وجه السرعة وأنه أعطى الأوراق والمستندات لأسماء الخطيب حتى تتصرف فيها وتنشرها وزعمت له بأن لديها أوراق تحتفظ بها لدى أشخاص آخرين وأنها سوف تحضرها إليه ، وذلك خوفاً منه لعدم وضوح موقفه أمامها وأنهت أقوالها أنها سلمت الحقيبة التي تحوى الأوراق لأسماء الخطيب بقصد إخفائها وليس بغرض نشرها وأنكرت ما قرره المتهم أحمد على عبده عفيفي بالتحقيقات من قيامها بتسليم الأوراق والمستندات لأسماء الخطيب لتنشرها على قناة الجزيرة القطرية حسب تعليمات والدها المتهم الثالث ، كما أنكرت أنها كانت منفعلة لتأخره في نشرها وحيث تم تشكيل لجنة من جهازي المخابرات العامة والحربية وقطاع الأمن الوطني قامت بفحص الوثائق المضبوطة وتبين أن بها مذكرات وتقارير صدرت عن المخابرات العامة موجهة لرئيس الجمهورية الأسبق ( المتهم الأول ) لاعتماد الموازنة العامة للمخابرات العامة عن عام 2013 – 2014 ، والأحداث الداخلية والخارجية عن يوم 5/12/2012 ، وأخرى صادرة أيضاً عن المخابرات العامة المصرية وموجهة إلى المتهم الثاني بصفته مدير مكتب رئيس الجمهورية بشأن ردود الفعل الدولية والحقوقية حول الإعلان الدستوري الجديد ، وبشأن موقف مصر من المصالحة الفلسطينية
وطلب السيناتور الأمريكي اليهودي رونـال لي ويدين زيادة الجهود المصرية لمنع تسليح حركة حماس وهدم الأنفاق والسيطرة على الحدود ، وطلب السفارة الصومالية زيادة عدد المنح الدراسية للطلبة الصوماليين ، وكذا تقرير حول ندوة عقدت بالخرطوم عن الأثر الإيجابي لسد النهضة الأثيوبي على مصر والسودان ومذكرة عن تطورات الموقف الخارجي وأخرى عن ردود الأفعال الأوروبية إزاء الأوضاع السياسية بمصر واجتماعات جبهة الإنقاذ الوطني وطلب من محمد البرادعي بإبلاغ مؤسسة الرئاسة عن إجراءات الخروج من أزمة الإعلان الدستوري وتقرير بشأن
أهم الأحداث الخارجية والداخلية وتقرير يتضمن إيجابيات وسلبيات زيارة خالد مشعل ( رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ) لمصر وتقرير من رئيس قطاع الأمن الوطني موجه إلى أحمد عبد العاطي ( المتهم الثاني ) بصفته مدير مكتب رئيس الجمهورية الأسبق حول الحالة الأمنية عن يوم 4/12/2012 ، وتقارير من رئيس هيئة الرقابة الإدارية آنذاك إلى المتهم الأول بصفته رئيس الجمهورية وقتئذٍ بشأن تحريات عن بعض العاملين السابقين بمؤسسة الرئاسة ، وعن كيفية استخدام الطاقة المدعمة في الاستثمارات الصناعية كثيفة الاستخدام للطاقة والمخالفات التي شابت أوجه الصرف من صندوق دعم البحوث الزراعية بوزارة الزراعة وشركة داماك ، وكذلك تقارير بخط اليد أحدها بتاريخ 2/3/2013 عن تفصيلات لقاء المتهم الأول بصفته رئيس الجمهورية – آنذاك - مع رئيس جهاز المخابرات العامة بحضور عصام الحداد ( مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي )
وأحمد عبد العاطي ( مدير مكتب رئيس الجمهورية ) والثاني بتاريخ 9/3/2013 عن اجتماع رئيس المخابرات العامة مع نائب رئيس المخابرات السعودي ولقاء أحد أمراء دولة الإمارات بحضور عصام الحداد ، ومذكرة محررة بخط يد محمد فتحي رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية للعرض على رئيس الجمهورية الأسبق ( المتهم الأول ) بتاريخ 11/2/2013 بشأن تقدير موقف العلاقات مع دولة إيران وفتح علاقات معها والحصول على دعم مالي منها وكيفية مجابهة تداعيات ذلك على أجهزة الدولة والحركات السلفية والمستوى العربي والدولي وتقرير
عن حسابات مكتب رئيس الجمهورية بالبنوك ومذكرة صادرة عن إدارة العلاقات الخارجية برئاسة الجمهورية حول اتصال وزير الخارجية ونظيره الأمريكي
عن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية وطلب الأخير مساعدة المعارضة السورية بشتى الوسائل ، وتقرير عن التوجه المقترح إزاء العلاقات المصرية – الإيرانية ، وتقرير عن المخابرات الفلسطينية حول إعداد وتأهيل شبكة الأنفاق والاتصالات الأرضية الخاصة بكتائب القسام ، وطلب من وزير العدل بتخصيص مبنى الحزب الوطني القديم لتدريب السادة القضاة ، وخطاب من السفير السعودي لرئيس الجمهورية بطلب المملكة السعودية نقل ملكية مبنى مركز المؤتمرات بشرم الشيخ لجامعة الدول العربية ، كما تضمنت تلك المستندات أصول وثائق تحوى معلومات عن القوات المسلحة المصرية وعناصر القوة بها وكيفية استغلالها لمواجهة خطط التطوير الإسرائيلية للقوات البرية والجوية ، ومستند يتضمن جدول تشكيل القوات المسلحة وأبرز الأسلحة والمعدات وأنواع وأماكن تمركز القوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي ، ودراسة حول الهيكل التنظيمي لوزارة الإنتاج الحربي والمصانع الحربية وإنتاجها وتخصصاتها وسبل تطويرها ، ومستند يتضمن تحديد أماكن وحجم القوات متعددة الجنسيات بالمنطقة ( ج ) بشمال سيناء وآخر للمعابر الفلسطينية الإسرائيلية والمصرية ومواقعها والمسافات بينها ، ومذكرات وتقارير للمخابرات الحربية والاستطلاع تتضمن مقترحات استعادة الأمن وتحقيق التنمية بسيناء ، ومعلومات عن شبكة الاتصالات العسكرية ( CDMA ) ، وأخرى
عن التواجد الأمني والعسكري الأمريكي بالمنطقة العربية والتوازن العسكري الإسرائيلي وأعضاء الحكومة الإسرائيلية والكنيست الإسرائيلي وعناصر التأمين
على الحدود الإسرائيلية وقدرات وإمكانيات جيش الدفاع الإسرائيلي وهي التي تم عرضها على محمد مرسى ( المتهم الأول ) إبان رئاسته للبلاد بناءً على طلبه بمعرفة اللواء محمد نجيب عبد السلام قائد الحرس الجمهوري آنذاك ولم تتم إعادتها ، وبفحص جهاز الكمبيوتر المحمول ( لاب توب ) ماركة ACER ووحدة تخزين البيانات المدون عليها كلمة ( ابتكار ) والمضبوطين بحوزة المتهم الرابع أحمد على عبده عفيفي تبين احتوائهما على صور منسوخة اليكترونياً طبق الأصل لتقارير ومستندات وخطابات سرية مرسلة من الجهات الحكومية والأمنية والسيادية بالدولة - المخابرات العامة والقوات المسلحة وقطاع الأمن الوطني وهيئة الرقابة الإدارية وإدارة المخابرات الحربية وجهات أخرى بالدولة إلى المتهم الأول بصفته رئيس الجمهورية
" آنذاك " وبعض العاملين بمؤسسة الرئاسة - ، وقد ثبت من الفحص أن تلك المستندات يحظر تداولها أو الاطلاع عليها لغير المختصين وتحفظ بأماكن سرية مؤمنة لتعلقها جميعاً بأمن ومصالح البلاد وما تحويه من معلومات من شأنها الإضرار بالأمن القومي المصري حال تسريبها أو اطلاع غير المختصين عليها فضلاً عن تأثيره السلبى على موقف مصر السياسي والاقتصادي والعلاقات الدبلوماسية مع العديد من الدول الأجنبية وكذا ما يرتبه ذلك من إضرار بأمن الجهات والهيئات السيادية والأمنية المصرية ، كما أن محتوى تلك المستندات
من معلومات هو سر من أسرار الدفاع عن البلاد ، ومن تلك المستندات ما صدر عن المخابرات العامة من مذكرات وتقارير موجهة لرئيس الجمهورية الأسبق لاعتماد الموازنة العامة للمخابرات العامة عن عام 2013-2014 والأحداث الداخلية والخارجية عن يوم 5/12/2012 وأخرى صادرة أيضاً عن المخابرات العامة المصرية وموجهة إلى المتهم الثاني بصفته مدير مكتب رئيس الجمهورية بشأن ردود الفعل الدولية والحقوقية حول الإعلان الدستوري الجديد وبشأن موقف مصر
من المصالحة الفلسطينية وطلب السيناتور الأمريكي اليهودي " رونـال لي ويدين " زيادة الجهود المصرية لمنع تسليح حركة حماس وهدم الأنفاق والسيطرة على الحدود ، وطلب السفارة الصومالية زيادة عدد المنح الدراسية للطلبة الصوماليين ، وكذا تقرير حول ندوة عقدت بالخرطوم عن الأثر الإيجابي لسد النهضة الأثيوبي على مصر والسودان ومذكرة عن تطورات الموقف الخارجي وأخرى عن ردود الأفعال الأوروبية إزاء الأوضاع السياسية بمصر واجتماعات جبهة الإنقاذ الوطني وطلب من محمد البرادعي بإبلاغ مؤسسة الرئاسة عن إجراءات الخروج من أزمة الإعلان الدستوري وتقرير بشأن أهم الأحداث الخارجية والداخلية وتقرير يتضمن إيجابيات وسلبيات زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لمصر ، كما تضمنت تلك المستندات معلومات عن دراسات للقوات المسلحة المصرية وعناصر القوة بها وكيفية استغلالها لمواجهة خطط التطوير الإسرائيلية للقوات البرية والجوية ومستند يتضمن جدول تشكيل القوات المسلحة وأبرز الأسلحة والمعدات وأنواع وأماكن تمركز القوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي ودراسة حول الهيكل التنظيمي لوزارة الإنتاج الحربى والمصانع الحربية وإنتاجها وتخصصاتها وسبل تطويرها ومستند يتضمن أماكن وحجم القوات متعددة الجنسيات بالمنطقة ( ج ) بشمال سيناء وآخر للمعابر الفلسطينية الإسرائيلية والمصرية ومواقعها والمسافات بينها ، وكذا مذكرات وتقارير للمخابرات الحربية والاستطلاع تتضمن مقترحات استعادة الأمن وتحقيق التنمية بسيناء ومعلومات عن شبكة الاتصالات العسكرية ( CDMA ) وأخرى عن التواجد الأمني والعسكري الأمريكي بالمنطقة العربية والتوازن العسكري الإسرائيلي وأعضاء الحكومة الإسرائيلية والكنيست الإسرائيلي وعناصر التأمين على الحدود الإسرائيلية وقدرات وإمكانيات جيش الدفاع الإسرائيلي ، وتقرير من رئيس قطاع الأمن الوطني للمتهم الثاني بصفته مدير مكتب رئيس الجمهورية السابق حول الحالة الأمنية
عن يوم 4/12/2012 ومن تلك المستندات ما صدر من رئيس هيئة الرقابة الإدارية إلى رئيس الجمهورية الأسبق ( المتهم الأول ) بشأن تحريات عن بعض العاملين السابقين بمؤسسة الرئاسة وعن كيفية استخدام الطاقة المدعمة في الاستثمارات الصناعية كثيفة الاستخدام للطاقة والمخالفات التي شابت أوجه الصرف من صندوق دعم البحوث الزراعية كذلك تقارير بخط اليد أولها بتاريخ 2/3/2013 عن تفصيلات لقاء المتهم الأول بصفته رئيس الجمهورية – آنذاك - مع رئيس جهاز المخابرات العامة بحضور عصام الحداد - مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي - وأحمد عبد العاطي - مدير مكتب رئيس الجمهورية - ،
والثاني بتاريخ 9/3/2012 عن اجتماع رئيس المخابرات العامة مع نائب رئيس المخابرات السعودي ولقاء أحد أمراء دولة الإمارات بحضور عصام الحداد ، والأخير محرر بخط يد رفاعة محمد الطهطاوي للعرض على رئيس الجمهورية الأسبق
( المتهم الأول ) بتاريخ 11/2/2012 بشأن تقدير موقف العلاقات مع دولة إيران وفتح علاقات معها والحصول على دعم مالي منها وكيفية مجابهة تداعيات
ذلك على أجهزة الدولة والحركات السلفية والمستوى العربي والدولي ، وتقرير عن حسابات مكتب رئيس الجمهورية بالبنوك ومذكرة صادرة عن إدارة العلاقات الخارجية برئاسة الجمهورية حول اتصال وزير الخارجية ونظيره الأمريكي عن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ، وطلب الأخير مساعدة المعارضة السورية
بشتى الوسائل ، وتقرير عن التوجه المقترح إزاء العلاقات المصرية – الإيرانية ، وتقرير عن المخابرات الفلسطينية حول إعداد وتأهيل شبكة الأنفاق والاتصالات الأرضية الخاصة بكتائب القسام ، وطلب من وزير العدل بتخصيص مبنى الحزب الوطني القديم لتدريب السادة القضاة ، وخطاب من السفير السعودي لرئيس الجمهورية بطلب المملكة نقل ملكية مبنى مركز المؤتمرات بشرم الشيخ لجامعة الدول العربية ، وبفحص وحدتي تخزين البيانات ماركة ( LG ) والأخرى المدون عليها عبارة ( معرض ابتكار ) والمضبوطتين حوزة المتهم أحمد إسماعيل ثابت إسماعيل ( السابع ) تبين احتوائهما على ذات المستندات المبينة بالبند السابق ، بفحص الحاسب الآلي المحمول ماركة Compaq Mini والقرص الصلب ماركة توشيبا ، والأربع وحدات تخزين بيانات والمضبوطة جميعًا حوزة المتهمة كريمة أمين الصرفي ( الثامنة ) بمنزل المتهم الثالث ، تبيين أنها تتضمن ملفات تنظيمية خاصة بجماعة الإخوان ودور التنظيم الدولي وارتباطه بعدد من المنظمات الدولية خارج البلاد ، وطريقة العمل للأخوات داخل التنظيم الذي تنضم له المتهمة
وعدد من مقاطع الفيديو والصور لمظاهرات تلك الجماعة ولقاءات التنظيم الدولي للإخوان خارج البلاد تفصيلاً ، وقد شاهدت المحكمة – محكمة الجنايات -
مقاطع فيديو مسجلة تضمنت مـا يلى حوار تليفزيوني للمتهم الأول بعنوان ( حقيقة علاقة الرئيس مرسى بجماعة الإخوان المسلمين ) مع شبكة الجزيرة الإخباريـة السبت 9 جمـادى الآخر 1434 هجرياً ، 20/4/2013 ميلادياً ، ظهر فيه المتهم الأول
في لقاء تليفزيوني ويقول : " أنا نشأت في الإخوان المسلمين ، أنا أعتز بانتمائي لجماعة الإخوان المسلمين ، أنا كنت رئيس حزب الحرية والعدالة الذي أنشأته جماعة الإخوان المسلمين وهذا الانتماء وهذا الاعتزاز ورئاستي لهذا الحزب وترشحي لرئاسة الجمهورية من قبل هذا الحزب ومن جماعة الإخوان المسلمين والسند الشعبي في هذه الانتخابات كان من هذا الحزب وممن تحالفوا معه وأيدوا مرشحهم وانتخبوه من الشعب المصري وهذا أمر يجب أن يكون واضحًا لدى الجميع " ، مقطع فيديو بعنوان ( محمد بديع مرشد الإخوان يخاطب احتشاد رابعة ) ومدته ثلاث دقائق وأربعين ثانية ، وفيه يظهر محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين يخاطب في جمهور كبير بميدان واسع تعرفت عليه المحكمة أنه ميدان رابعة العدوية ويحرضهم على البقاء بالميدان حتى يرجع محمد مرسى رئيساً للجمهورية ،
مقطع فيديو بعنوان ( الإرهابي محمد البلتاجي ما يحدث في سيناء ) مدته اثنين وثلاثين ثانية ، ويبدأ بتتر موسيقى لقناة سي بي سي ثم يظهر شخص تعرفت عليه المحكمة أنه المدعو محمد البلتاجي يقول : " إن هذا الذي يحدث في سيناء
رداً على الانقلاب العسكري يتوقف في الثانية التي يعلن فيها عبد الفتاح السيسي
أنه تراجع عن هذا الانقلاب وأنه صحح الوضع ورده إلى أهله وأن الرئيس يعود إلى سلطاته " ، ثم يظهر تتر قناة سي بي سي ، مقطع فيديو بعنوان ( البلتاجي من أمام الحرس الجمهوري لن نرحل أحياء من دون الرئيس مرسى ) مدته تسع وعشرون ثانية ويظهر فيه شخص تعرفت عليه المحكمة أنه محمد البلتاجي محمولاً
على الأعناق وسط جموع من المتظاهرين ويقول : ( إننا لن نعود أحياء إلا ومعنا السيد الرئيس الشرعي نحن نضعكم أمام الله وأمام الوطن وأمام التاريخ ليس
في طاعة الخائن الذي قام بالانقلاب عبد الفتاح السيسي لكن في طاعة وإرادة
هذا الشعب يحملكوا المسئولية ) ، واستندت المحكمة في ثبوت واقعات الدعوى
- على نحو ما سلف بيانه – قبل الطاعنين وباقي المحكوم عليهم إلى أدلة استقتها مما أقر به في تحقيقات النيابة العامة كل من المتهمين أحمد على عبده عفيفي
( الرابع ) وخالد حمدي عبد الوهاب رضوان ( الخامس ) ومحمد عادل حامد كيلاني ( السادس ) وأحمد إسماعيل ثابت إسماعيل ( السابع ) وكريمة أمين الصرفي
( الثامنة ) على أنفسهم وفى حق غيرهم من المتهمين ، ومما شهد به كل من الرائد طارق محمد صبري محمد ( الضابط بقطاع الأمن الوطني ) والرائد محمود محمد طلعت ( الضابط بقطاع الأمن الوطني ) وما قرره استدلالاً بالتحقيقات وشهد به أمام المحكمة المقدم / جمال محمود جمال منصور ( الضابط بأمن رئاسة الجمهورية ) وما شهد به كل من أيمن نبيه عبد الفتاح وهدان ( مدير الإدارة العامة بالبنك المركزي ) وعلاء الدين محمد عبد الله يعقوب ( كبير المضيفين بشركة مصر للطيران ) وجمال الدين عبد العزيز محمد يونس ( كبير المضيفين بشركة مصر للطيران ) ومصطفى طلعت السيد حسانين الشافعي ( المشرف على مكتب رئيس ديوان رئيس الجمهورية ) واللواء أسامة حسين متولى الجندي ( مدير الإدارة المركزية للأمن برئاسة الجمهورية ) واللواء محمد أحمد زكى محمد ( قائد قوات الحرس الجمهوري ) واللواء نجيب محمد عبد السلام رشوان ( قائد قوات الحرس الجمهوري الأسبق ) والعميد أركان حرب محمد لبيب رضوان إبراهيم ( رئيس فرع العمليات بالحرس الجمهوري السابق ) والعميد وائل أحمد فؤاد محمد نديم ( رئيس فرع الاستطلاع بقوات الحرس الجمهوري السابق ) والفريق محمود إبراهيم حجازي
( رئيس أركان حرب القوات المسلحة ) واللواء أركان حرب محمد فريد حجازي
( أمين عام وزارة الدفاع ) واللواء محمد أحمد إبراهيم محمد مصطفى ( وزير الداخلية السابق ) واللواء أحمد حلمي عزب ( مساعد وزير الداخلية ) واللواء محمد عمر وهبي هيبة ( رئيس هيئة الرقابة الإدارية ) واللواء خالد عبد الوهاب محمد ثروت
( رئيس قطاع الأمن الوطني السابق ) واللواء عماد حسين حسن عبد الله ( مساعد أول وزير الداخلية ) واللواء عبد المؤمن عبد البصير فوزى السيد ( كبير الياوران برئاسة الجمهورية ) وعبد المجيد صلاح عبد المجيد ( موظف بسكرتارية مكتب رئيس الجمهورية ) وهشام عزت محمد حسين ( موظف بسكرتارية مكتب رئيس الجمهورية ) واللواء عادل حلمي محمد عزب والرائد محمد عبد الرحيم محمد
( الضابط بقطاع الأمن الوطني المختص بمتابعة ملف جماعة الإخوان )
واللواء عبد العزيز خضر ( مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن القاهرة )
واللواء مصطفى عبد الحميد شحاته ( مأمور قسم شرطة مدينة نصر أول )
وجلال مصطفى محمد ( محافظ القاهرة ) وحـافظ السـعيد حافظ ( رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة ) ومحمد أحمد عبد الحميد ( مدير عام إدارة شرق القاهرة التعليمية ) وفاطمة أحمد محمود ( مدير المدرسة الثانوية الفندقية ) ونجلاء سيد أحمد ( مدير مدرسة عبد العزيز جاويش للتعليم الأساسي ) والحسين على محمد ( مقيم الشعائر بمسجد رابعة العدوية ) ومنى مصطفى عبد الحميد حسين ( رئيس مجلس إدارة هيئة النقل العام بالقاهرة ) وما قرر به استدلالاً بالتحقيقات وأمام المحكمة محمد فتحي رفاعة الطهطاوي ( رئيس ديوان رئيس الجمهورية ) وما شهد به أعضاء اللجنة المشكلة بقرار من المحكمة برئاسة اللواء عباس مصطفى كامل ( مدير مكتب رئيس الجمهورية ) وعضوية كل من العميد وائل أحمد شوشة ( رئيس الإدارة المركزية للرقابة والمتابعة بمكتب رئيس الجمهورية ) ووحيد أبو النجا الحسيني أبو النجا ( موظف بسكرتارية مكتب رئيس الجمهورية وعضو لجنة الفحص ) ووائل سيد حسن سيد ( موظف بسكرتارية مكتب رئيس الجمهورية وعضو لجنة الفحص ) وما ثبت بتقرير وتحريات هيئة الأمن القومي
وما تم ضبطه بمسكن المتهمين الثالث والرابع والسادس والسابع والثامنة وما ثبت
من الاطلاع على جدول رحلات المتهم السادس الصادر من شركة مصر للطيران وتقرير لجنة الفحص المشكلة من المحكمة ومناظرة مقاطع الفيديو المسجلة
على ذاكرات التخزين المضبوطة والاسطوانات المدمجة وبيان المحاضر وبلاغات المواطنين ضد المعتصمين من جماعة الإخوان والصور الفوتوغرافية المقدمة
من محافظ القاهرة للمحكمة وهي أدلة سائغة من شأنها أن تؤدى إلى ما رتبه الحكم عليها وأورد الحكم مؤداها في بيان واف بما لا يخرج عما أورده في بيانه لواقعة الدعوى . لما كان ذلك ، وكانت المادة 310 من قانون الإجراءات الجنائية
قد أوجبت في كل حكم بالإدانة أن يشتمل على بيان الواقعة المستوجبة للعقوبة بياناً تتحقق به أركان الجريمة التي دان الطاعن بها والظروف التي وقعت فيها والأدلة التي استخلصت منها المحكمة ثبوت وقوعها منه ، وكان يبين مما سطره الحكم
أنه بين واقعة الدعوى بما تتوافر به كافة العناصر القانونية للجرائم التي دان الطاعنين بها وأورد على ثبوتها في حقهم أدلة سائغة من شأنها أن تؤدى إلى ما رتبه الحكم عليها وجاء استعراض المحكمة لأدلة الدعوى على نحو يدل على أنها محصتها التمحيص الكافي وألمت بها إلماماً شاملاً يفيد أنها قامت بما ينبغي عليها من تدقيق البحث لتعرف الحقيقة ، وكان من المقرر أن القانون لم يرسم شكلاً خاصاً أو نمطاً معيناً يصوغ فيه الحكم بيان الواقعة المستوجبة للعقوبة والظروف التي وقعت فيها ، فمتى كان مجموع ما أورده الحكم - كما هو الحال في الدعوى المطروحة - كافياً في تفهم الواقعة بأركانها وظروفها حسبما استخلصتها المحكمة فإن ذلك
يكون محققاً لحكم القانون ومن ثم فإن ما ينعاه الطاعنون بأن الحكم قد شابه الغموض والإبهام وعدم الإلمام بواقعات الدعوى يكون ولا محل له . لما كان ذلك ، وكانت المادة 86 من قانون العقوبات المضافة بالقانون رقم 97 لسنة 1992
قد نصت على أنه : " يقصد بالإرهاب في تطبيق أحكام هذا القانون كل استخدام للقوة أو العنف أو التهديد أو الترويع يلجأ إليه الجاني تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي بهدف الإخلال بالنظام العام أو تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر
إذا كان من شأن ذلك إيذاء الأشخاص أو إلقاء الرعب بينهم أو تعريض حياتهم
أو حرياتهم أو أمنهم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بالاتصالات أو المواصلات أو بالأموال أو بالمباني أو بالأملاك العامة أو الخاصة أو اختلاسها أو الاستيلاء عليها أو منع أو عرقلة ممارسة السلطات العامة أو دور العبادة أو معاهد العلم لأعمالها أو تعطيل تطبيق الدستور أو القوانين أو اللوائح . " وكان المشرع
بعد أن أورد في النص السابق تعريفاً شاملاً جامعاً للإرهاب نص في المادة
86 مكرر من قانون العقوبات على أن : " يعاقب بالسجن كل من أنشأ أو أسس
أو نظم أو أدار على خلاف أحكام القانون جمعية أو هيئة أو منظمة أو جماعة
أو عصابة يكون الغرض منها الدعوة بأية وسيلة إلى تعطيل أحكام الدستور
أو القوانين أو منع إحدى مؤسسات الدولة أو إحدى السلطات العامة من ممارسة أعمالها أو الاعتداء على الحرية الشخصية للمواطن أو غيرها من الحريات والحقوق العامة التي كفلها الدستور والقانون أو الإضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي . ويعاقب بالسجن المشدد كل من تولى زعامة أو قيادة فيها أو أمدها بمعونات مادية أو مالية مع علمه بالغرض الذي تدعو إليه ويعاقب بالسجن مدة
لا تزيد على خمس سنوات كل من انضم إلى إحدى الجمعيات أو الهيئات
أو المنظمات أو الجماعات أو العصابات المنصوص عليها في الفقرة السابقة
أو شارك فيها بأية صورة مع علمه بأغراضها .... " وشدد المشرع العقاب في المادة ( 86 مكرر أ ) من قانون العقوبات إذا كانت وسيلة ارتكاب أية جريمة من الجرائم المنصوص عليها في الفقرات الثلاث من المادة السابقة هي الإرهاب بأن جعل العقوبة الإعدام أو السجن المؤبد بالنسبة للجريمة المنصوص عليها في الفقرة الأولى والسجن المشدد بالنسبة للجريمة المنصوص عليها في الفقرة الثانية والسجن مدة
لا تزيد على عشر سنوات بالنسبة للجريمة المنصوص عليها في الفقرة الثالثة ،
ويبين من النصوص السابقة أن جريمة تولي قيادة جماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها تعطيل أحكام الدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من أداء عملها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحقوق العامة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي متخذين من الإرهاب وسيلة لتحقيق تلك الأغراض والتي دان الطاعنين الثلاثة الأول بها وكذا جريمة الانضمام لتلك الجماعة لتحقيق ذات الأغراض بنفس الوسيلة التي دان باقي الطاعنين – عدا السابع – بها لا تتحقق إلا بتوافر عنصرين أولهما مادي وينطوي على مجموعة من العناصر : 1- تولي قيادة جماعة أو الانضمام إليها . 2- أن تكون تلك الجماعة أسست
على خلاف أحكام القانون والتأسيس المقصود هنا ليس هو اتخاذ إجراءات شهر الجماعة أو الإعلان عنها وإنما هو اندماجها في كيان المجتمع وفق النشاط والأغراض المشروعة والمحددة لها والتي لا تنطوي على مخالفة القانون
أما إذا حادت عن الأغراض المشروعة والقانونية فهي تعد جماعة على خلاف أحكام القانون . 3- أن تكون أغراض تلك الجماعة الفعلية هو تعطيل أحكام الدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة وسلطاتها العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء
على الحرية الشخصية للمواطنين والحقوق العامة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي . وثانيهما معنوي وهو القصد الجنائي ويتمثل في اتجاه إرادة الجاني وإدراكه لما يفعله وعلمه بشروط الجريمة فيشترط أن تتجه إرادة الجاني إلى تولي قيادة الجماعة أو الانضمام إليها وأن يكون عالماً بأهداف تلك الجماعة وأغراضها غير المشروعة ووسيلة تنفيذ تلك الأغراض . لما كان ذلك ، وكان الحكم المطعون فيه قد بين سواء فيما أورده في بيانه لواقعات الدعوى أو في إيراده لأدلة الثبوت فيها
– على نحو ما تقدم – أن الطاعنين الثلاثة الأول قد تولوا قيادة في جماعة الإخوان المسلمين التي أسست على خلاف أحكام القانون وأن باقي الطاعنين – عدا السابع – قد انضموا لتلك الجماعة وأن الغرض من تلك الجماعة هو تعطيل أحكام الدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء
على الحرية الشخصية للمواطنين والممتلكات والمنشآت العامة والخاصة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وهو ما يضفي عدم الشرعية على تلك الجماعة ويجعلها مخالفة لأحكام القانون ، كما أثبت الحكم بما ساقه من أدلة توافر القصد الجنائي لدى الطاعنين بأن اتجهت إرادة كل منهم إلى ارتكاب الفعل المسند إليه سواء بتولي قيادة في الجماعة أو الانضمام إليها مع علمهم بأغراض تلك الجماعة الغير مشروعة واتخاذها للقوة والعنف والتهديد والترويع كوسائل لتحقيق أغراض تلك الجماعة مع علمهم بذلك الأمر الذي تتوافر معه أركان تلك الجريمة في حقهم ويضحى النعي على الحكم المطعون فيه في هذا الخصوص غير سديد ،
ولا ينال من ذلك ما أثاره الدفاع عن الطاعنين من أن تلك الجماعة قد وُفقت أوضاعها طبقاً لأحكام قانون الجمعيات الأهلية أو أن الطاعن الأول قد تخلى
عن رئاسة حزب الحرية والعدالة التابع لتلك الجماعة منذ توليه رئاسة الجمهورية
في 30/6/2012 إذ كل ذلك لا يعدو أن يكون دفاعاً موضوعياً يتعلق بنفي الاتهام يكفي للرد عليه ما ساقته المحكمة من أدلة الثبوت السائغة التي اطمأنت إليها .
لما كان ذلك ، وكان المشرع قد نص في المادة ( 77 د ) من قانون العقوبات
على أن : " يعاقب بالسجن إذا ارتكبت الجريمة في زمن سلم وبالسجن المشدد
إذا ارتكبت في زمن حرب (1) .... (2) كل من أتلف عمداً أو أخفى أو اختلس
أو زور أوراقاً أو وثائق وهو يعلم أنها تتعلق بأمن الدولة أو بأية مصلحة قومية أخرى . فإذا وقعت الجريمة بقصد الإضرار بمركز البلاد الحربي أو السياسي
أو الدبلوماسي أو الاقتصادي أو بقصد الإضرار بمصلحة قومية لها كانت العقوبة السجن المشدد في زمن السلم والسجن المؤبد في زمن الحرب . ولا يجوز تطبيق المادة 17 من هذا القانون بأي حال على جريمة من هذه الجرائم إذا وقعت
من موظف عام أو شخص ذي صفة نيابة عامة أو مكلف بخدمة عامة . "
ويبين من النص المتقدم أن هذه الجريمة لا تقع إلا إذا كانت الوثائق أو الأوراق محل الاختلاس مما يتعلق بأمن الدولة أو بمصلحة قومية لها ويتطلب لقيام
هذه الجريمة توافر ثلاثة أركان أولها مادي ويتمثل في فعل الاختلاس أي الاستيلاء على تلك الأوراق والوثائق وثانيها معنوي ويتمثل في القصد الجنائي بشقيه العلم والإرادة أي أن يعلم الجاني بأن هذه الأوراق والوثائق مما تتعلق بأمن الدولة
أو بمصلحتها القومية وأن تتجه إرادته إلى اختلاسها والاستيلاء عليها وثالثها
وهو القصد الخاص ويتمثل في نية تملك تلك الوثائق والأوراق أي أن يكون اختلاس الجاني لتلك الوثائق والأوراق بنية تملكها ، وقد شدد المشرع العقاب على الجاني
إذا ما كانت تلك الجريمة قد ارتكبت بقصد الإضرار بمركز البلاد الحربي
أو السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي أو بقصد الإضرار بمصلحة قومية لها ، كما غل يد القاضي عن إعمال حكم المادة 17 من قانون العقوبات إذا ما توافرت موجبات إعمالها إذا كان من ارتكب تلك الجريمة موظفاً عاماً أو شخصاً ذي صفة نيابية عامة أو مكلفاً بخدمة عامة . لما كان ذلك ، وكان الحكم المطعون فيه
قد أثبت بما ساقه من أدلة الثبوت السائغة التي اطمأنت إليها المحكمة أن الطاعن الأول وقت أن كان يتولى رئاسة الجمهورية – وهو في حكم الموظف العام –
قد تسلم من قائد الحرس الجمهوري آنذاك والمخابرات العامة والحربية وهيئة الرقابة الإدارية والأمن الوطني وثائق هامة وتتعلق بالقوات المسلحة وأمن الدولة ومصالحها القومية واحتفظ بها لنفسه بنية تملكها وامتنع عن ردها لحفظها لدى المختصين بذلك بمؤسسة الرئاسة وأنه كان على علم بأهمية تلك المستندات وتعلقها بأمن الدولة ومصالحها القومية إلا أنه امتنع عن ردها للجهات المختصة بحفظها واختلسها لنفسه بنية تملكها الأمر الذي تتوافر معه في حقه الجريمة المؤثمة بالمادة ( 77 د ) فقرة
( 1 ) بند 2 من قانون العقوبات ، وإزاء ثورة الشعب ضده في 30/6/2013
قام بتسليم تلك المستندات – السالف بيانها تفصيلاً – إلى الطاعن الثالث والذي كان يعمل سكرتيراً له بمؤسسة الرئاسة – وهو في حكم الموظف العام – الذي قام بجمعها بحقيبة خاصة وقام بإبعادها عن مكان حفظها بمؤسسة الرئاسة بأن قام بإخفائها بمسكنه رغم علمه بأهميتها وأنها تتعلق بأمن الدولة وبمصالحها القومية ،
كما أثبت الحكم بما ساقه من أدلة الثبوت السائغة أن المتهمة الثانية
وهي ابنة الطاعن الثالث إزاء قيام ثورة الثلاثين من يونيو سنة 2013 وانقطاع اتصالها بوالدها قامت بتسليم تلك المستندات داخل الحقيبة الحافظة لها إلى المتهمة التاسعة لإخفائها بمسكنها حتى تستقر الأمور ولم تقم هي أو والدها الطاعن الثالث برد تلك الوثائق والمستندات إلى الجهات المختصة الأمر الذي يوفر في حق الطاعن الثالث أركان جريمة إخفاء المستندات والوثائق المتعلقة بأمن الدولة ومصالحها القومية المؤثمة بالمادة ( 77 د ) فقرة 1 بند 2 ، كما أثبت الحكم المطعون فيه أيضاً بما ساقه من أدلة الثبوت السائغة والقرائن التي اطمأنت إليها المحكمة
أن المتهمة التاسعة قامت بفض الحقيبة والاطلاع على ما بها من وثائق ومستندات وعلمت بأهميتها وخطورتها وأنها تتعلق بأمن الدولة ومصالحها القومية
ثم قامت بإخفائها بمسكنها واتصلت بالمتهم العاشر والذى بعد أن علم بأهمية
تلك المستندات وخطورتها وتعلقها بالأمن القومي والمصالح القومية للبلاد
قام بالاتصال بالطاعن الرابع وأخبراه بما لديهما من وثائق ومستندات فطلب منهما إحضارها وأرسل إليهما الطاعن السادس وتوجهوا جميعاً إلى مسكن الطاعن الخامس بمدينة السادس من أكتوبر وبعد أن اطلعوا جميعاً على تلك الوثائق والمستندات وأدركوا أهميتها وتعلقها بأمن الدولة ومصالحها القومية قاموا بإخفائها لدى الطاعن السادس بعد أن اتفق الطاعن الرابع مع المتهم العاشر على الاتصال بالمسئولين
عن قناة الجزيرة لنشر تلك الوثائق والمستندات بها بنية الإضرار بمركز البلاد الحربى والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي والمصالح القومية للبلاد الأمر الذي تتوافر معه في حق الطاعنين الرابع والسادس جريمة إخفاء وثائق وأوراق تتعلق بأمن الدولة ومصالحها القومية بنية الإضرار بمركز البلاد الحربي والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي ومصالحها القومية المؤثمة بالمادة ( 77 د ) فقرة 1 بند 2 وفقرة 2
ومن ثم فإن النعي على الحكم المطعون فيه في هذا الشأن يكون غير سديد
ولا ينال من ذلك ما دفع به الطاعن الثالث من أن قيامه بنقل تلك المستندات
من مكان حفظها بمؤسسة الرئاسة وإخفائها بمسكنه إنما كان نفاذاً لأمر رئيسه
في العمل – الطاعن الأول – وأن طاعته واجبة عليه الأمر الذي يجعل ما قام به من عمل مباحاً ومن ثم تنتفى أركان تلك الجريمة في حقه ، لما هو مقرر
من أن طاعة المرؤوس لرئيسه لا تكون في أمر من الأمور التي يجرمها القانون
ولا تمتد بأي حال إلى ارتكاب الجرائم وأنه ليس على المرؤوس أن يطيع الأمر الصادر له من رئيسه بارتكاب فعل يعلم هو أن القانون يعاقب عليه وهو ما أثبته الحكم المطعون فيه في حقه ومن ثم فإن الحكم يكون بريئاً من مخالفة القانون والخطأ في تطبيقه . لما كان ذلك ، وكان المشرع قد نص في المادة ( 77 د )
من قانون العقوبات على أن : " يعاقب بالسجن إذا ارتكبت الجريمة في زمن سلم وبالسجن المشدد إذا ارتكبت في زمن حرب : 1- كل من سعى لدى دولة أجنبية
أو أحد ممن يعملون لمصلحتها أو تخابر معها أو معه وكان من شأن ذلك الإضرار بمركز مصر الحربى أو السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي . 2- ...... فإذا وقعت الجريمة بقصد الإضرار بمركز البلاد الحربي أو السياسي أو الدبلوماسي
أو الاقتصادي أو بقصد الإضرار بمصلحة قومية لها كانت العقوبة السجن المشدد في زمن السلم والسجن المؤبد في زمن الحرب ولا يجوز تطبيق المادة 17
من هذا القانون بأي حال على جريمة من هذه الجرائم إذا وقعت من موظف عام
أو شخص ذي صفة نيابية عامة أو مكلف بخدمة عامة . " وكان مقتضى إعمال هذا النص وتطبيق أحكامه يتطلب توافر أولاً : ركن مادى ويتمثل في العمل المادي الذي يقوم به الجاني أما بالسعي لدى دولة أجنبية أو ممن يعملون لمصلحتها
أو بالتخابر مع دولة أجنبية أو من يعمل لمصلحتها ، والسعي أو التخابر
يكون بشتى الوسائل الممكنة أو المتاحة وتطلب المشرع أن يكون من شأن تلك الأفعال إلحاق الأضرار بمركز البلاد الحربي أو السياسي أو الدبلوماسي
أو الاقتصادي فإذا لم تبلغ ذلك فهي بمنأى عن التأثيم وهو أمر يخضع في إثباته والتدليل عليه وتقديره لمحكمة الموضوع تحت رقابة محكمة النقض ، ثانياً : ركن معنوي وهو القصد الجنائي العام بشقيه العلم والإرادة أي أن يكون الجاني قد اتجهت إرادته إلى إتيان أفعال السعي والتخابر وهو عالماً بها وأن من شأنها الإضرار بمركز البلاد الحربي أو السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي – حتى ولو لم يقع بسببها ضرر بالفعل فالجريمة تكتمل أركانها في حق الجاني ويحق عقابه عنها
حتى ولو لم تقع تلك الأضرار أو لم تتجه نيته إلى إحداثها – أما إذا اتجهت نية الجاني إلى الإضرار بمركز البلاد الحربي أو السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي أو إلى الإضرار بالمصالح القومية للبلاد فإن المشرع شدد العقاب عليه بأن جعل العقوبة السجن المشدد بدلاً من السجن إذا ارتكبت الجريمة في زمن السلم والسجن المؤبد بدلاً من السجن المشدد إذا ارتكبت الجريمة في زمن الحرب ،
وغاية من المشرع في الحرص على أمن البلاد ومصالحها القومية فقد غل
يد القاضي عن إعمال حكم المادة 17 من قانون العقوبات في حق الجاني
إذا كان موظفاً عاماً أو ذي صفة نيابية عامة أو مكلفاً بخدمة عامة
وتقع تلك الجريمة بكل فعل من شأنه نقل معلومات أو بيانات في أي من الأمور المتعلقة بالبلاد أو بمصالحها الحربية كتلك التي تتصل بشئون القوات المسلحة وإعدادها وتسليحها وأماكن تمركزها وإعاشتها وخططها أو بأي أمر من الأمور المتعلقة بسياسة البلاد وإدارة كافة شئونها السياسية داخلياً أو خارجياً وعلاقاتها الدبلوماسية بكافة الأقطار وكذا أي فعل من شأنه نقل أي معلومات عن الوضع الاقتصادي للبلاد وموازنتها ومخزونها الاستراتيجي وأوجه القصور في كافة النواحي الحياتية داخل البلاد وسببها وسواء كان نقل تلك المعلومات عن طريق سعي الجاني إلى الدولة الأجنبية أو لدى من يعمل لمصلحتها أو عن طريق التخابر معهم
بأي طريق من طرق التواصل وهي جميعها أفعال تتصف بعدم المشروعية والخروج على القانون . لما كان ذلك ، وكان من المقرر أن المساهمة في ارتكاب الجرائم
أو الاشتراك فيها إما أن يكون الجاني فيها فاعلاً أصلياً أو شريكاً فيها ، ويعد فاعلاً أصلياً في الجريمة وفقاً لنص المادة ( 39 ) من قانون العقوبات من يرتكب الجريمة وحده أو مع غيره أو من يدخل في ارتكابها إذا كانت تتكون من جملة أعمال
فيأتي عمداً عملاً من الأعمال المكونة لها ، أما الاشتراك في الجريمة وفقاً لنص المادة ( 40 ) من قانون العقوبات أن يكون بالتحريض على ارتكاب الفعل المكون للجريمة إذا كان هذا الفعل قد وقع بناء على هذا التحريض وإما أن يكون بالاتفاق مع غيره على ارتكاب الجريمة فوقعت بناء على هذا الاتفاق وإما أن يكون بالمساعدة على ارتكابها بإعطاء الفاعل سلاحاً أو آلات أو أي شيء مما استعمل في ارتكاب الجريمة مع علمه بها أو ساعدهم بأي طريقة أخرى في الأعمال المجهزة أو المسهلة أو المتممة لارتكابها ، كما أن الاشتراك في الجريمة لا يتحقق إلا في واقعة معاقب عليها تقع من الفاعل الأصلي ، وأن الشريك لا يجوز عقابه إذا كان ما وقع من الفاعل الأصلي غير معاقب عليه إذ إن إجرام الشريك مستمد من إجرام الفاعل الأصلي ويدور معه وجوداً أو عدماً ، وكانت محكمة الموضوع عملاً بحقها المقرر بمقتضى حكم المادة ( 308 ) من قانون الإجراءات الجنائية قد عدلت وصف الاتهام بالنسبة لجريمة التخابر بأن جعلت المتهم العاشر ( علاء عمر سبلان ) فاعلاً أصلياً فيها والمتهمين الرابع ( أحمد على عبده عفيفي ) والحادي عشر ( إبراهيم محمد هلال ) شركاء فيها وأجرت المحكمة ذلك التعديل بجلسة 3/2/2016 في حضور المدافع عن المتهم الرابع ونبهته إلى هذا التعديل حيث جرت المرافعة على أساسه ،
وكانت المحكمة بعد أن دللت على ثبوت جريمة التخابر في حق المتهم العاشر ساقت من أدلة الثبوت السائغة والقرائن التي اطمأنت إليها أن الطاعن الرابع ساهم في ارتكاب جريمة التخابر مع دولة أجنبية ومن يعملون لمصلحتها بقصد الإضرار بمركز البلاد الحربى والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي وبمصالحها القومية
وأن إرادته اتجهت إلى الاشتراك في تلك الجريمة وهو عالماً بها وساعد في ارتكابها بأن تلاقت إرادته مع المتهم العاشر واتفق معه على مقابلته مع المتهمة التاسعة بمدينة السادس من أكتوبر أمام مسجد الحصري بعد أن أخبراه بأن معهما حقيبة الوثائق والمستندات الخاصة برئاسة الجمهورية خلال فترة حكم الطاعن الأول
وأن المتهمة التاسعة حصلت عليها من المتهمة الثامنة ابنة المتهم الثالث وساعدهما الطاعن الرابع بأن أرسل لهما الطاعن السادس حيث أحضرهما بسيارته واتجهوا إلى مسكن الطاعن الخامس حيث اطلع جميعهم على تلك المستندات وأدركوا أهميتها وأنها تتعلق بأسرار الدفاع عن البلاد ومصالحها القومية واتجهت نية الطاعن الرابع والمتهم العاشر إلى نشر تلك الوثائق والمستندات عبر قناة الجزيرة القطرية ،
وبعد أن سافر المتهم العاشر إلى قطر وأخبر العاملين بقناة الجزيرة القطرية
عن طريق المتهم الحادي عشر بما لديه من وثائق ومستندات ومدى أهميتها وخطورتها وأرسل لهم العناوين الرئيسية لتلك الوثائق والمستندات عبر بريده الإلكتروني بمساعدة الطاعنين الرابع والسادس ، وبعد أن اطلع عليها العاملون بقناة الجزيرة طلبوا من المتهم العاشر السفر إلى قطر حيث تقابل عن طريق المتهم الحادي عشر مع رئيس قناة الجزيرة القطرية حمد بن جاسم وضابط من المخابرات القطرية
واتفق معهم على أن يدفعوا لهم لقاء ذلك مبلغ مليون دولار دفعوا منها مقدماً مبلغ خمسين ألف دولار وطلبوا منه إحضار أصول تلك الوثائق والمستندات وأجلوا سداد باقي المبلغ حتى يتم إرسال أصول الوثائق والمستندات إليهم ، فقام بالاتصال بالطاعن الرابع وأخبره بما تم الاتفاق عليه وأرسل له عن طريق الطاعن الخامس مبلغ عشرة آلاف دولار الأمر الذي يوفر في حقه الاشتراك بطريقي الاتفاق والمساعدة في ارتكاب جريمة التخابر مع دولة أجنبية ومن يعمل لمصلحتها بنية الإضرار بمركز البلاد الحربي والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي وبمصالحها القومية ويضحى النعي على الحكم المطعون فيه بالقصور في هذا الشأن لا محل له . لما كان ذلك ، وكانت المادة ( 80 ) من قانون العقوبات قد جرى نصها على أن : " يعاقب بالإعدام كل من سلم لدولة أجنبية أو لأحد ممن يعملون لمصلحتها أو أفشى إليها أو إليه بأية صورة وعلى أي وجه وبأية وسيلة سراً من أسرار الدفاع عن البلاد أو توصل بأية طريقة إلى الحصول على سر من هذه الأسرار بقصد تسليمه
أو إفشائه لدولة أجنبية أو لأحد ممن يعملون لمصلحتها ..... " وقد عرفت المادة
( 85 ) من قانون العقوبات ما يعد من أسرار الدفاع في نصها على أنه : " يعتبر سراً من أسرار الدفاع : 1- المعلومات الحربية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والصناعية التي بحكم طبيعتها لا يعلمها إلا الأشخاص الذين لهم صفة في ذلك ويجب لمصلحة الدفاع عن البلاد أن تبقى سراً على من عدا هؤلاء الأشخاص .
2- الأشياء والمكاتبات والمحررات والوثائق والرسوم والخرائط والتصميمات والصور وغيرها من الأشياء التي يجب لمصلحة الدفاع عن البلاد ألا يعلم بها إلا من يناط بهم حفظها أو استعمالها والتي يجب أن تبقى سراً على من عداهم خشية أن تؤدي إلى إفشاء معلومات مما أشير إليه في الفقرة السابقة . 3- الأخبار والمعلومات المتعلقة بالقوات المسلحة وتشكيلاتها وتحركاتها وعتادها وتموينها وأفرادها
وبصفة عامة كل ما له مساس بالشئون العسكرية والاستراتيجية ولم يكن قد صدر إذن كتابي من القيادة العامة للقوات المسلحة بنشره أو إذاعته . 4- الأخبار والمعلومات المتعلقة بالتدابير والإجراءات التي تتخذ لكشف الجرائم المنصوص عليها في هذا الباب أو تحقيقها أو محاكمة مرتكبيها ومع ذلك فيجوز للمحكمة التي تتولى المحاكمة أن تأذن لإذاعة ما تراه من مجرياتها . " والبين مما تقدم أن تلك الجريمة يتطلب تحققها توافر ركنين أحدهما مادي ويتمثل في الفعل المادي إما التسليم
أو الإفشاء لدولة أجنبية أو لمن يعملون لمصلحتها سراً من أسرار الدفاع عن البلاد أو التوصل بأية طريقة إلى الحصول على سر من أسرار الدفاع عن البلاد لتسليمه أو إفشائه إلى دولة أجنبية أو لمن يعملون لمصلحتها ، وثانيهما معنوي ويتمثل في القصد الجنائي العام بشقيه العلم والإرادة أي أن يكون الجاني عالماً بأن ما يحصل عليه هو سر من أسرار الدفاع عن البلاد – وفق ما أوضحته المادة ( 85 )
من قانون العقوبات السالف بيانها - وأن تتجه إرادته إلى الحصول عليه لتسليمه
أو إفشائه إلى دولة أجنبية أو لمن يعملون لمصلحتها . لما كان ذلك ، وكان الحكم المطعون فيه قد دلل بما ساقه من أدلة الثبوت السائغة والقرائن التي اطمأنت إليها المحكمة أن الطاعن الرابع حصل على الوثائق والمستندات والتي تنطوي على أسرار الدفاع عن البلاد – على النحو وبالكيفية السالف بيانها – وأنه علم بمحتوى تلك الوثائق وأنها تنطوي على أسرار الدفاع عن البلاد ولا يجوز لغير المنوط بهم تداولها وحفظها الاطلاع عليها وكان الثابت أن تلك الوثائق - على نحو ما سلف بيانه - تنطوي على معلومات حربية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية ومكاتبات وخرائط وتضمنت تقارير عن القوات المسلحة وتشكيلاتها وتحركاتها وعتادها وأماكن تمركزها وأنه عن طريق المتهمين العاشر والحادي عشر تمكن من السعي والتخابر مع قناة الجزيرة القطرية والمخابرات القطرية لتسليمها تلك الوثائق والمستندات وتم ذلك بمعاونة الطاعنين السادس والسابع الأمر الذي يوفر في حقه أركان جريمة الحصول على سر من أسرار الدفاع عن البلاد لتسليمه وإفشائه إلى دولة أجنبية ومن يعملون لمصلحتها وحق عقابه عنها ومن ثم فإن منعاه على الحكم المطعون فيه
في هذا الشأن يكون غير سديد . لما كان ذلك ، وكانت محكمة الموضوع بما يوجبه القانون عليها من إضفاء الوصف الصحيح على واقعات الدعوى قد عدلت وصف الاتهام المسند للطاعنين السادس والسابع بالنسبة لجريمة الحصول على سر
من أسرار الدفاع عن البلاد لتسليمه أو إفشائه إلى دولة أجنبية إلى أنهما
وهما عالمان بنية المتهمين الرابع والعاشر قدما إليهما إعانة للحصول على سر
من أسرار الدفاع عن البلاد لتسليمه وإفشائه إلى دولة أجنبية ومن يعملون
لمصلحتها وهو الأمر المؤثم بالمادة ( 82 ) فقرة 1 من قانون العقوبات والتي جرى نصها على أن : " يعاقب باعتباره شريكاً في الجرائم المنصوص عليها في هذا الباب : 1- كل من كان عالماً بنيات الجاني وقدم إليه إعانة أو وسيلة للتعيش أو للسكنى
أو مأوى أو مكاناً للاجتماع أو غير ذلك من التسهيلات وكذلك كل من حمل رسائله أو سهل له البحث عن موضوع الجريمة أو إخفائه أو نقله أو إبلاغه .... "
ويبين من النص المتقدم أن المشرع نظراً للخطورة الشديدة للجرائم المنصوص عليها في الباب الأول من الكتاب الثاني من قانون العقوبات والمتعلقة بأمن الدولة
من جهة الخارج فقد حرص على تجريم جميع الأفعال التي تؤدى أو تعين أو تساعد على ارتكاب تلك الجرائم أو تسهيل سبل ارتكابها وعد من ارتكب تلك الأفعال شريكاً في تلك الجرائم ومتى توافرت في حقه وجب عقابه بالعقوبة المقررة للفاعل الأصلي . لما كان ذلك ، وكان الحكم المطعون فيه قد أثبت بما ساقه من أدلة الثبوت السائغة والقرائن التي اطمأنت إليها المحكمة أن الطاعنين السادس ( محمد عادل كيلاني ) والسابع ( أحمد إسماعيل ثابت ) علما بنية المتهمين الرابع والعاشر في الحصول على سر من أسرار الدفاع عن البلاد لتسليمه وإفشائه إلى دولة أجنبية فاتجهت إرادتهما إلى إعانتهما على ارتكاب تلك الجريمة بأن قام الطاعن السادس بإخفاء الحقيبة المحتوية على الوثائق والمستندات التي تعد من أسرار الدفاع عن البلاد
في منزله الكائن 63 ب الحي السويسري بمدينة نصر لحين نقلها عن طريق الطائرة في رحلة سفره إلى قطر وتسليمها إلى ضابط المخابرات القطرية ممثل الدولة الأجنبية وقام بتغيير رحلة سفره من دبى إلى قطر تمهيداً لتنفيذ تلك المهمة ،
كما قام الطاعن السابع بإرسال صور من تلك الوثائق والمستندات التي تنطوي
على أسرار الدفاع عن البلاد إلى المتهم العاشر عبر البريد الالكتروني الخاص به لاطلاع المسئولين بقناة الجزيرة القطرية والمخابرات القطرية عليها والتفاوض
بشأن تسليم أصول تلك الوثائق بما تنطوي عليه من أسرار ومعلومات إليهم ،
وقد ارتكب الطاعنان السادس والسابع تلك الأفعال وهما على علم بنية المتهمين الرابع والعاشر واتجهت إرادتهما إلى ارتكابها رغم ذلك وهو ما يوفر في حقهما أنهما
وهما على علم بنية المتهمين الرابع والعاشر اشتركا معهما في ارتكاب جريمة الحصول على سر من أسرار الدفاع عن البلاد لتسليمه وإفشائه إلى دولة أجنبية
ومن يعملون لمصلحتها مما يوجب عقابهما عنها ومن ثم فإن النعي على الحكم المطعون فيه بالقصور في التسبيب والفساد في الاستدلال في هذا الشأن لا يكون له محل . لما كان ذلك ، وكانت المادة ( 82 ب ) من قانون العقوبات قد جرى نصها على أن : " يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد كل من اشترك في اتفاق جنائي سواء كان الغرض منه ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في المواد 77 ، 77 أ ، 77 ب ، 77 ج ، 77 هـ ، 78 ، 78 أ ، 78 ب ، 78 ج ، 78 د ، 78 هــ ، 80
أو اتخاذها وسيلة للوصول إلى الغرض المقصود ..... " ويبين من هذا النص
أن الاتفاق الجنائي المنصوص عليه فيه هو صورة خاصة من صور المساهمة الجنائية في ارتكاب الجرائم الوارد ذكرها في هذا النص ويتطلب لتوافر أركان تلك الجريمة تحقق أمرين الأول مادي وهو مساهمة الجاني في ارتكاب الجريمة موضوع ذلك الاتفاق بفعل من الأفعال الدالة عليه ، والثاني معنوي وهو علم الجاني بموضوع ذلك الاتفاق واتجاه إرادته إلى الدخول فيه . لما كان ذلك ، وكان من المقرر
أن الاشتراك بطريق الاتفاق إنما يتحقق باتحاد نية أطرافه على ارتكاب الفعل المتفق عليه وهذه النية أمر داخلي لا يقع تحت الحواس ولا يظهر بعلامات خارجية
وإذ كان القاضي حراً في أن يستمد عقيدته من أي مصدر شاء فإن له إذا لم يقم على الاشتراك دليل مباشر من اعتراف أو شهادة شهود أو غيره أن يستدل عليه بطريق الاستنتاج من القرائن التي تقوم لديه ما دام هذا الاستدلال سائغاً
وله من ظروف الدعوى ما يبرره ، كما له أن يستنتج حصوله من فعل لاحق للجريمة يشهد به . لما كان ذلك ، وكان الحكم قد دلل بما ساقه من أدلة الثبوت السائغة والقرائن التي اطمأنت إليها المحكمة على اشتراك الطاعن الرابع بطريق الاتفاق مع المتهمين التاسعة والعاشر وتلاقت إرادتهم في الحصول على سر
من أسرار الدفاع عن البلاد بقصد تسليمه وإفشائه إلى دولة أجنبية ومن يعملون لمصلحتها – على نحو ما سلف بيانه – كما دلل الحكم بما ساقه من أدلة سائغة على اشتراك الطاعن الرابع بطريق الاتفاق مع المتهم العاشر على ارتكاب جريمة السعي والتخابر مع دولة أجنبية ومن يعمل لمصلحتها بقصد الإضرار بمركز البلاد الحربي والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي وبمصالحها القومية بأن تلاقت إرادتهما قاصدين ارتكاب تلك الجريمة – على نحو ما سلف بيانه - وهو عالم بما أقدم عليه ودلل الحكم أيضاً على تلاقى إرادات الطاعنين الأول والثالث وكذا الرابع والسادس على اختلاس وإخفاء الوثائق والمستندات موضوع الدعوى والتي تنطوي على أسرار الدفاع عن البلاد وتتعلق بأمن الدولة وبمصالحها القومية كما دلل على تلاقى إرادتي الطاعنين الرابع والسادس وإقدامهما على ارتكاب جريمة إخفاء تلك المستندات بقصد تسليمها وإفشائها إلى دولة أجنبية ومن يعمل لمصلحتها ، كما دلل الحكم بما ساقه من أدلة ثبوت وقرائن اطمأنت إليها المحكمة على تلاقى إرادة الطاعن الرابع والمتهم العاشر على طلب نقود من دولة أجنبية ومن يعمل لمصلحتها بقصد ارتكاب أعمال ضاره بالمصالح القومية للبلاد ، وكان ما استخلصه الحكم المطعون فيه
بشأن الاشتراك في اتفاق جنائي على النحو السالف بيانه عن طريق الاستنتاج والاستقراء مما أورده من أدلة الثبوت السائغة التي ساقتها محكمة الموضوع
كافياً وسائغاً للقول بتوافره ويكون النعي عليه في هذا الشأن غير سديد ، هذا فضلاً أن الحكم المطعون فيه قد أعمل في حق الطاعنين حكم المادة 32 من قانون العقوبات وأوقع عليهم عقوبة الجريمة الأشد للارتباط فليس لهم مصلحة في النعي عليه بالقصور في التدليل على الاشتراك في الاتفاق الجنائي . لما كان ذلك ،
وكان من المقرر أن وزن أقوال الشهود وتقدير الظروف التي يؤدون فيها شهادتهم ، وتعويل القضاء على أقوالهم مهما وجه إليها من مطاعن وحام حولها من الشبهات كل ذلك مرجعه إلى محكمة الموضوع تنزله المنزلة التي تراها وتقدره التقدير
الذي تطمئن إليه ، وهي متى أخذت بشهادة الشاهد فإن ذلك يفيد أنها اطرحت جميع الاعتبارات التي ساقها الدفاع لحملها على عدم الأخذ بها ، كما أن تناقض الشاهد في بعض أقواله لا يعيب الحكم طالما استخلص الحقيقة منها بما لا تناقض فيه ، وكان الحكم المطعون فيه قد عول على أقوال شهود الإثبات التي اطمأن إليها وحصل مؤداها بما لا تناقض فيه ، فإن النعي عليه في هذا الشأن ينحل إلى جدل حول سلطة محكمة الموضوع في تقدير أدلة الدعوى مما لا يجوز مجادلتها فيه أمام محكمة النقض . لما كان ذلك ، وكان البين من الحكم المطعون فيه أنه عول
في قضائه على أقوال الضابط / طارق محمد صبري وحصل مؤداها في بيان كافٍ – خلافاً لما يدعيه الطاعنون بأسباب طعنهم - ، وكان من المقرر أن انفراد الضابط بالشهادة دون باقي أفراد القوة المرافقة له لا يمنع من الأخذ بأقواله كدليل في الدعوى يخضع لتقدير محكمة الموضوع ، ومن ثم فإن النعي على الحكم المطعون فيه
في هذا الشأن يكون غير سديد . لما كان ذلك ، وكان من المقرر أن للخصوم رد الخبير إذا وجدت أسباب قوية تدعو لذلك ويقدم طلب الرد إلى قاضي التحقيق للفصل فيه ويجب أن تبين فيه أسباب الرد وعلى القاضي الفصل فيه في مدة ثلاثة أيام من يوم تقديمه ويترتب على هذا الطلب عدم استمرار الخبير في عمله
إلا في حال الاستعجال بأمر من القاضي ، وكان الثابت من مطالعة محاضر جلسات المحاكمة أن المدافع عن الطاعن الثاني تقدم بجلسة 10/9/2015
بطلب إلى رئيس المحكمة لرد اللواء / عباس مصطفى كامل رئيس اللجنة المشكلة من قبل المحكمة لفحص الوثائق والمستندات المضبوطة ومطابقتها على السجلات والدفاتر بمؤسسة الرئاسة وبيان تاريخ وجهة ورود كل منها وما اتخذ بشأنها
من إجراءات ومصيرها ، والمحكمة بعد أن حلفت أعضاء اللجنة اليمين القانونية قبل مباشرة مهمتها قررت استمرارها في أداء العمل المنوط بها ، وعرضت بأسباب حكمها المطعون فيه لطلب الرد واطرحته بقولها أن العمل الذي كلفت اللجنة القيام به لا يعد من أعمال الخبرة وإنما هو مجرد الاطلاع على دفاتر الصادر والوارد بمؤسسة الرئاسة وتدوين المحتوى الموجود بها دون إبداء ملاحظات عليها أو تطبيق أساليب فنية أو علمية في هذا الشأن ، ومن ثم فإن التقرير المقدم من اللجنة لا يعد تقريراً فنياً مقدماً من خبير في الدعوى ، ولا يخضع لقاعدة رد الخبراء وهو ما يسوغ به اطراح طلب الرد المقدم من الطاعن في هذا الخصوص ، ويكون النعي على الحكم المطعون فيه بشأنه غير مقبول . لما كان ذلك ، وكان من المقرر أن من حق محكمة الموضوع أن تستخلص من أقوال الشهود وسائر العناصر المطروحة أمامها على بساط البحث الصورة الصحيحة لواقعة الدعوى حسبما يؤدي إليه اقتناعها
وأن تطرح ما يخالفها من صور أخرى ما دام استخلاصها سائغاً مستنداً إلى أدلة مقبولة في العقل والمنطق ، ولها أصلها في الأوراق ، وكانت محكمة الموضوع قد أفصحت عن اطمئنانها لحدوث واقعات الدعوى وفق الصورة التي استخلصتها من جماع أدلة الثبوت السائغة التي أوردتها فإن النعي على الحكم المطعون فيه باستحالة حدوث الواقعة على هذه الصورة وبتلفيق الاتهام وكيديته لا يعدو أن يكون جدلاً حول سلطة محكمة الموضوع في استنباط معتقدها عن الواقعة وصورتها من أدلة الثبوت
التي اطمأنت إليها وهو ما لا يجوز مجادلتها فيه أمام محكمة النقض . لما كان ذلك ، وكان من المقرر أن تقدير جدية التحريات ، وكفايتها لإصدار إذن الضبط والتفتيش هو من المسائل الموضوعية التي يوكل الأمر فيها إلى سلطة التحقيق تحت إشراف محكمة الموضوع ، وأنه متى كانت المحكمة قد اقتنعت بجدية الاستدلالات التي بنى عليها إذن التفتيش وكفايتها لتسويغ إصداره ، وأقرت النيابة العامة على تصرفها
في هذا الشأن فلا معقب عليها فيما ارتأته لتعلقه بالموضوع لا بالقانون ، ولما كانت المحكمة قد عرضت للدفع ببطلان إذن النيابة العامة بالضبط والتفتيش المبدى
من الطاعنين السادس والسابع لابتنائه على تحريات غير جدية ومنعدمة وتجهيل مصدرها ، وردت على شواهد الدفع ببطلانه بأدلة منتجة لا ينازع الطاعنان
في أن لها أصل ثابت بالأوراق ، فإن النعي على الحكم في هذا الشأن يكون
غير سديد . لما كان ذلك ، وكان الحكم المطعون فيه قد عرض للدفع ببطلان القبض والتفتيش لوقوعه قبل صدور الإذن وأثبت بما ساقه من أدلة سائغة أن ضبط الطاعنين وتفتيشهم وتفتيش مساكنهم كان لاحقاً للإذن بالضبط والتفتيش الصادر
من النيابة العامة للرائد / طارق محمد صبري بقطاع الأمن الوطني بتاريخ 23/3/2014 واطرح ما ساقه الطاعنون في هذا الشأن من برقيات تلغرافية ومستندات وقرائن تأييداً لدفاعهم ، وكان من المقرر أن الدفع ببطلان الضبط والتفتيش يعد دفاعاً موضوعياً يكفي للرد عليه اطمئنان المحكمة إلى وقوع الضبط والتفتيش بناءً على هذا الإذن أخذاً منها بالأدلة السائغة التي أوردتها – كما هو الحال في الدعوى المطروحة – فإن النعي على الحكم المطعون فيه في هذا الصدد
يكون غير سديد . لما كان ذلك ، وكان الحكم المطعون فيه قد عرض للدفع المبدى من الطاعنين ببطلان تقرير هيئة الأمن القومي الخاص بفحص المضبوطات لانقطاع صلة المتهمين بها وتجاوز من أجراه أمر الندب من النيابة العامة
في خصوص قيامه بإجراء تحرياته لم يكلف بإجرائها ، ولعدم حلفه اليمين القانونية قبل مباشرة مهمته بما مفاده أن المخابرات العامة أناط بها القانون رقم 100 لسنة 1971 بشأن المخابرات العامة المحافظة على أمن وسلامة الدولة وحفظ كيانها ونظامها ومد مؤسساتها الرئاسية والمعاونة لها بكافة احتياجاتها من المعلومات ، وكذا التحري عن كافة الجرائم الماسة بالدولة سواء من جهة الخارج أو الداخل
وخول كافة العاملين بها صفة مأموري الضبط القضائي في تطبيق أحكام
هذا القانون ، ومن ثم فإن كل ما يقومون به في إطار جمع الأدلة والاستدلالات
عن أي جرائم متعلقة بأمن الدولة وسلامتها من جهة الخارج أو الداخل يكون وفق صحيح القانون طالما لم يكن لهم يد في خلق الجريمة أو التحريض عليها ،
وقد أناطت المادة (29) من قانون الإجراءات الجنائية بأعضاء النيابة العامة أثناء جمع الاستدلالات الاستعانة بأهل الخبرة وأن يطلبوا رأيهم شفاهه أو كتابة بغير حلف يمين وليس ما يمنع من الأخذ بالتقرير المقدم منه ولو لم يحلف يميناً قبل مباشرة المهمة على سبيل الاستدلال باعتباره عنصراً من عناصر الدعوى طالما كان مطروحاً على بساط البحث والمناقشة ، ومن ثم فإن تكليف النيابة العامة لرئيس هيئة الأمن القومي بقرارها الصادر بتاريخ 13/4/2013 لندب أحد الفنيين المختصين بها لفحص أجهزة الحاسب الألي ووحدات التخزين والكاميرا وماكينة الطباعة والماسح الضوئي والهواتف المحمولة المضبوطة بحوزة المتهمين من الرابع إلى الثامنة
وبيان ما إذا كانت متصلة بأية حسابات على شبكة المعلومات الدولية وتفريغ كافة محتوياتها ليس فيه ما يخالف القانون في شيء وهو ما يسوغ به اطراح دفاع الطاعنين في هذا الشأن ولا يمنع المحكمة من الأخذ به باعتباره دليلاً مادياً مطروحاً على المحكمة لها أن تأخذ به أو تطرحه حسبما يستقر في عقديتها طالما كان مطروحاً على بساط البحث والمناقشة ، لما هو مقرر من أن تقدير آراء الخبراء والفصل فيما يوجه إلى تقاريرهم من مطاعن مرجعه إلى محكمة الموضوع
التي لها كامل الحرية في تقدير القوة التدليلية لتقرير الخبير شأنه في ذلك شأن سائر الأدلة في الدعوى والفصل فيما يوجه إليها من اعتراضات ، وكانت المحكمة
قد عرضت لما أثاره الطاعنون بشأن تقرير هيئة الأمن القومي الخاص بفحص المضبوطات من اعتراضات ، واطرحتها برد سائغ وأفصحت عن اطمئنانها
إلى ما انتهى إليه ، فإن النعي على الحكم المطعون فيه في هذا الخصوص
لا يعدو أن يكون جدلاً حول سلطة محكمة الموضوع في تقدير أدلة الدعوى
مما لا يجوز مجادلتها فيه أمام محكمة النقض . لما كان ذلك ، وكان الحكم المطعون فيه قد عرض للدفوع المبداة من الطاعنين الرابع والخامس والسادس والسابع كونها وليدة إكراه مادي ومعنوي وحجز بدون وجه حق وإطالة أمد التحقيق
واطرحها بعد أن قام بتحقيق تلك الدفوع تحقيقاً مستفيضاً بعرضهم جميعاً
على الطب الشرعي استبياناً لما إذا كان قد وقع على أي منهم ثمة تعذيبات بدنية
في تاريخ معاصر لإدلائهم بتلك الاعتراضات من عدمه وبعد أن تم توقيع الكشف الطبي عليهم وإثبات حالة كل منهم قامت المحكمة باستدعاء الطبيب الشرعي ومناقشته في التقرير الذي أعده عن حالة كل منهم وبيان ما به من إصابات
كما قامت باستدعاء الضابط المنسوب له التعذيب أو الإكراه وسألته عما نسب إليه ، وبعد أن حققت المحكمة دفاع المتهمين في هذا الشأن وثبت لها عدم وقوع
أي تعذيب أو إكراه بدني على الطاعنين ، وأن الإصابات التي وجدت ببعضهم راجعة لأسباب أخرى لا علاقة لها بالاعترافات المنسوبة إليهم ، كما ثبت للمحكمة مما أجرته من تحقيقات عدم حجز أي منهم بدون وجه حق وأن جلسات التحقيق معهم كانت تتم في أجال مناسبة لم تسفر عن وقوع أي ضغط أو تهديد لأي منهم وبعد أن نفت المحكمة بيقين شواهد الدفوع المبداة من الطاعنين الرابع والخامس والسادس والسابع ببطلان اعترافاتهم بالتحقيقات خلصت إلى أن تلك الاعترافات الصادرة منهم جاءت تفصيلية واشتملت على وقائع وأحداث أحاطت بها وتساندت
مع أدلة الدعوى الأخرى ولم تتنافر معها ، وأنها قد صدرت منهم عن طواعية واختيار وبغير إكراه ، وكان من المقرر أن الاعتراف في المسائل الجنائية
من العناصر التي تملك محكمة الموضوع كامل الحرية في تقدير صحتها وقيمتها في الإثبات ولها دون غيرها البحث في صحة ما يدعيه المتهم من أن الاعتراف المعزو إليه قد انتزع منه بطريق الاكراه ، كما أن لها تقدير ما إذا كان الاعتراف
قد صدر من المتهم أثر إجراء باطل وتحديد مدى صلة الاعتراف بهذا الإجراء ، ومتى تحققت من أن الاعتراف كان دليلاً مستقلاً منبت الصلة عن الإجراءات السابقة وأنه سليم مما يشوبه واطمأنت إليه كان لها أن تأخذ به بلا معقب عليها فيه ، وكانت المحكمة على نحو ما سلف بيانه قد أفصحت عن اطمئنانها إلى اعترافات الطاعنين باعتبارها دليلاً مستقلاً عن الإجراءات السابقة عليها ومنبتة الصلة عنها وأنها صدرت منهم طواعيةً واختياراً ولم تكن نتيجة أي إكراه أو إجراءات باطلة واقتنعت بسلامتها وصحتها ، فإن منعاهم على الحكم المطعون فيه في هذا الخصوص لا يعدو أن يكون محاولة لإعادة الجدل في تقدير الدليل مما لا يجوز إثارته
أمام محكمة النقض . لما كان ذلك ، وكانت المادة (124) من قانون الإجراءات الجنائية قد نصت على أنه : " لا يجوز للمحقق في الجنايات وفي الجنح المعاقب عليها بالحبس وجوباً أن يستجوب المتهم أو يواجهه بغيره من المتهمين أو الشهود
إلا بعد دعوة محاميه للحضور عدا حالة التلبس وحالة السرعة بسبب الخوف
من ضياع الأدلة على النحو الذي يثبته المحقق في المحضر وعلى المتهم أن يعلن اسم محاميه بتقرير لدى قلم كتاب المحكمة أو إلى مأمور السجن أو يخطر به المحقق كما يجوز لمحاميه أن يتولى هذا الإعلان أو الإخطار وإذا لم يكن للمتهم محام أو لم يحضر محاميه بعد دعوته وجب على المحقق من تلقاء نفسه أن يندب له محامياً ... " ويبين من النص أن المشرع قد حظر استجواب المتهم أو مواجهته بغيره من المتهمين أو الشهود في الجنايات وفي الجنح المعاقب عليها بالحبس وجوباً إلا إذا حضر معه محاميه وأوجب على المتهم أن يعلن اسم محاميه إما في قلم الكتاب أو إلى مأمور السجن أو إلى المحقق وأجاز للمحامي أن يقوم بذلك الإخطار ، وفي حالة عدم حضور المحامي بعد دعوته أو إذا لم يكن للمتهم محام أوجب المشرع على المحقق أن يندب له محامياً ، واستثنى المشرع من هذا الحظر
حالتي التلبس بالجريمة ، والسرعة بسبب الخوف من ضياع الأدلة وذلك على النحو الذي يثبته المحقق في المحضر فأجاز إجراء الاستجواب في هاتين الحالتين دون حضور محام ، وكان الحكم المطعون فيه قد عرض للدفع المبدى من الطاعنين الرابع والخامس والسابع ببطلان استجواباتهم بالتحقيقات لعدم حضور محام
مع كل منهم آنذاك واطرحها بما أثبته من أن المحقق سأل كل منهم لدى استجوابه عما إذا كان لديه محامياً يحضر معه إجراءات التحقيق فأجابوا جميعاً سلباً
ونظراً للسرعة وخشية ضياع الأدلة قام باستجوابهم واعترفوا جميعاً بالاتهامات المسندة إليهم وفي جلسات التحقيق التالية حضر محامٍ مع كل من الطاعنين الرابع والسابع وأصر كل منهما في حضور محاميه على اعترافه ، وهو ما يسوغ به
اطراح الدفع المبدى منهم في هذا الشأن وتكون استجواباتهم بالتحقيقات قد تمت بمنأى عن البطلان . لما كان ذلك ، وكان من المقرر أنه بحسب الحكم كيما يستقيم قضاؤه أن يورد الأدلة المنتجة التي صحت لديه على ما استخلصه من وقوع الجريمة المسندة إلى المتهمين ولا عليه أن يتعقبهما في كل جزئية من جزئيات دفاعهما
لأن مفاد التفاته عنها أن اطرحها ، وأن للمحكمة أن تلتفت عن دليل النفي
ولو حملته أوراق رسمية ما دام يصح في العقل أن يكون غير ملتئم مع الحقيقة
التي اطمأنت إليها المحكمة ، كما أنه من المقرر أيضاً أن أوجه الدفاع التي تتعلق بنفي التهمة هي من أوجه الدفاع الموضوعية التي لا تستأهل رداً طالما كان الرد مستفاداً من أدلة الثبوت التي أوردها الحكم ، ومن ثم فإن ما ينعاه الطاعنون
على الحكم المطعون فيه بشأن التفاته عن طلبات ضم دفاتر الأحوال الخاصة بالأمن الوطني خلال الفترة من 23/3/2014 حتى 30/3/2014 وقسمي مدينة نصر أول وثاني إثباتاً لاحتجاز الطاعن السادس وخضوعه للتعذيب خلال تلك الفترة ، والاستعلام من شركتي فودافون واتصالات عن رقمي هاتفه ونطاقهما الجغرافي ، وإجراء معاينة للشقة الخاصة به والكائنة بالحي السويسري بمدينة نصر استبياناً لكيفية ضبط حقيبة الوثائق والمستندات بها وضم كاميرات المراقبة بنيابة أمن الدولة عن يومي 17 ، 18/12/2013 والأشرطة التي تم تسجيلها وأوراق القضية رقم 34150 لسنة 2015 جنايات قسم أول مدينة نصر تدليلاً على عدم مشاركتهم
في اعتصام رابعة العدوية والاستعلام من فندق شيراتون الدوحة عن تاريخ وصول وخروج المتهم العاشر خلال الفترة من 13/12/2013 حتى 23/3/2014
وسماع شهادة المستشار / عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت وصفوه حجازي والضابط محمد حازم بقطاع الأمن الوطني عن معلوماتهم بشأن اعتصام رابعة العدوية والاستعلام عن اللجنة المشكلة بمعرفة الشاهد الأول لاستلام المضبوطات وضم صورة رسمية من قرار الاستلام وطلب الطاعن السابع بجلسة 7/7/2015 الاطلاع على الإيميل الخاص به تحقيقاً لدفاعه بعدم إرساله أي وثائق أو مستندات عبر بريده الالكتروني وإنما هي مجرد عناوين لا تنطوي على أية أسرار عن الدفاع عن البلاد مردوداً بأن هذه الطلبات جميعها إنما هي طلبات موضوعية تتعلق بنفي الاتهامات المنسوبة إليهم لا يعيب الحكم إعراضه عن إجابتها بحسبانها لا تستأهل رداً أو تحقيقاً اكتفاءً بأدلة الثبوت السائغة والمنتجة التي اطمأنت إليها المحكمة واستدلت منها على ثبوت ارتكابهم للجرائم المسندة إليهم والتي دانهم الحكم عنها . لما كان ذلك ، وكانت المادة (454) من قانون الإجراءات الجنائية قد نصت على أن : " تنقضي الدعوى الجنائية بالنسبة للمتهم المرفوعة عليه والوقائع المسندة فيها إليه بصدور حكم نهائي فيها بالبراءة أو بالإدانة وإذا صدر حكم في موضوع الدعوى الجنائية فلا يجوز إعادة نظرها إلا بالطعن في هذا الحكم بالطرق المقررة في القانون " ويبين من هذا النص أنه يشترط لصحة الدفع بقوة الشيء المحكوم فيه في المسائل الجنائية بما يتعين معه الامتناع عن إعادة نظر الدعوى أولاً : أن يكون هناك حكم جنائي نهائي سبق صدوره في محاكمة جنائية معينة والحكم النهائي له مدلولان أحدهما ضيق وهو الذي لا يقبل الطعن بالاستئناف وهذا هو المقصود بعبارة الحكم النهائي كلما أريد منه الإشارة إلى قابليته للتنفيذ – ومدلول واسع - وهو ما يشار إليه في محيط الحجية وانقضاء الدعوى الجنائية وعلى ذلك إذا كانت قوة الشيء المقضي به تحول دون الرجوع إلى الدعوى فهي لا تنصرف إلا إلى الحكم النهائي في المعنى الواسع أي الذي لا يجوز الطعن فيه بالطرق العادية أو طريق النقض أي الحكم البات وعليه فالشرط الأول للدفع هو أن يكون الحكم باتاً أي غير قابل للطعن بالطرق العادية والنقض ، ثانياً : وحدة الموضوع والسبب وأشخاص المتهمين
بين الدعويين ، ثالثاً : أن يكون الحكم صادراً في موضوع الدعوى الأولى سواء قضى بالإدانة وتوقيع العقوبة أو بالبراءة ورفض توقيعها أما إذا صدر في مسألة غير فاصلة في الموضوع فإنه لا يحوز حجية الشيء المقضي فيه . لما كان ذلك ، وكان الحكم المطعون فيه قد عرض للدفع المبدى من الطاعنين بعدم جواز نظر الدعوى لسابقة الفصل فيها في القضية رقم 56458 لسنة 2013 جنايات قسم أول مدينة نصر المقيدة برقم 2529 لسنة 2015 كلي شرق القاهرة بجلسة 15/6/2015 وذلك بالنسبة للاتهام المسند إليهم بالبندين تاسعاً وعاشراً بشأن جريمة تولى قيادة جماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها تعطيل أحكام الدستور
ومنع مؤسسات الدولة من أداء عملها والانضمام إليها مع العلم بغرضها ،
وخلص في تدليل سائغ إلى عدم انطباق شروط أعمال قوة الأمر المقضي
لعدم نهائية الحكم الصادر في الدعوى المرفوع بها وانتهى إلى رفض الدفع ،
ومن ثم فإن النعي عليه في هذا الخصوص يكون غير مقبول . لما كان ذلك ،
وكان الحكم المطعون فيه قد عرض للدفع المبدى من الطاعن السادس بعدم جواز نظر الدعوى الجنائية لسابقة الفصل فيها لصدور أمر ضمني من نيابة أمن الدولة العليا بأن لا وجه لإقامة الدعوى الجنائية قبل الشيخ حمد بن جاسم رئيس قناة الجزيرة واطرحه بما مفاده أن التحقيقات لم تشمله ولم يتم استدعاؤه ولم يصدر أمر ضمني بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية بالنسبة له صراحة أو استنتاجاً .
لما كان ذلك ، وكان من المقرر أنه إذا كان تصرف النيابة العامة لا يفيد على وجه القطع استقرار الرأي على عدم رفع الدعوى الجنائية ، فإنه لا يصح اعتبار تصرفها أمراً بألا وجه لإقامة الدعوى لأن الأصل في هذا الأمر أن يكون صريحاً ومدوناً بالكتابة فلا يصح استنتاجه من تصرف أو استنتاج آخر إلا إذا كان هذا التصرف
أو الإجراء يترتب عليه حتماً وبطريق اللزوم العقلي أن ثمة أمر بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية قد صدر ضمناً ، وإذ كانت النيابة العامة بعد أن حققت الدعوى واستجوبت الطاعنين وباقي المتهمين قيدتها جناية ضدهم وأسندت إليهم الاتهامات الواردة بصدر الحكم فإن ذلك بمجرده لا يفيد على وجه القطع واللزوم أن النيابة العامة قد ارتأت إصدار أمر بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية ضد حمد بن جاسم رئيس قناة الجزيرة الفضائية بشأن أي من تلك الاتهامات ويكون ما انتهى إليه
الحكم من اطراح دفاع الطاعن في هذا الشأن سديداً ولا محل للنعي عليه
في هذا الخصوص . لما كان ذلك ، وكانت المادة (15) من قانون السلطة القضائية رقم 46 لسنة 1972 قد نصت على أنه : " فيما عدا المنازعات الإدارية
التي يختص بها مجلس الدولة تختص المحاكم بالفصل في كافة المنازعات والجرائم إلا ما استثنى بنص خاص وتبين قواعد اختصاص المحاكم في قانون المرافعات وقانون الإجراءات الجنائية " ويبين من هذا النص أن محاكم القضاء العادي
هي المختصة بالنظر في جميع الدعاوي الناشئة عن أفعال مكونة لجريمة
وفقاً لقانون العقوبات العامة أياً كان شخص مرتكبها ، وأن ما نصت عليه المادة (159) من دستور جمهورية مصر العربية لسنة 2014 من أن : " يكون اتهام رئيس الجمهورية بانتهاك أحكام الدستور أو بالخيانة العظمى أو أية جناية أخرى
بناء على طلب موقع من أغلبية أعضاء مجلس النواب على الأقل ولا يصدر قرار الاتهام إلا بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس وبعد تحقيق يجريه معه النائب العام ،
وإذ كان به مانع يحل محله أحد مساعديه وبمجرد صدور هذا القرار يوقف رئيس الجمهورية عن عمله ويعتبر ذلك مانعاً مؤقتاً يحول دون مباشرته لاختصاصاته
حتى صدور حكم في الدعوى ويحاكم رئيس الجمهورية أمام محكمة خاصة
يرأسها رئيس مجلس القضاء الأعلى .... " . لما كان ذلك ، وكانت الاتهامات المسندة إلى الطاعن الأول عن جرائم وأفعال نسب إليه ارتكابها ابان أن كان يشغل منصب رئيس الجمهورية وقد اتخذت إجراءات التحقيق معه وأقيمت عليه وآخرين الدعوى عقب زوال ذلك المنصب عنه ، ومن ثم فإن الاختصاص بمحاكمة الطاعن الأول عما أسند إليه من جرائم موضوع الدعوى ينعقد للقضاء الجنائي العادي ، ومن ثم فإن النعي على الحكم المطعون فيه بالبطلان لعدم اختصاص المحكمة ولائياً بنظر الدعوى بالنسبة للطاعن الأول يكون بعيداً عن الصواب . لما كان ذلك ، وكان البين من الاطلاع
على محضر جلسة المحاكمة بتاريخ 6/3/2016 أنه خلا من بيان اسم ممثل النيابة العامة أمام هيئة المحكمة بيد أنه لما كان الثابت بمحضر تلك الجلسة أن النيابة العامة قدمت للمحكمة صورة ضوئية من اللائحة العالمية لجماعة الإخوان المسلمين والنظام العام للإخوان المسلمين أشرت عليها المحكمة ، بما مفاده أن ممثل النيابة العامة كان حاضراً بتلك الجلسة – خلافاً لما يدعيه الطاعن - وأن إغفال ذكر اسمه ضمن هيئة المحكمة بمحضر جلسة المحاكمة لا يعدو أن يكون مجرد سهواً
لا يغير من حقيقة الواقع ، ولا يترتب عليه بطلان . لما كان ذلك ، وكان الثابت
من محاضر جلسات المحاكمة ، ومن الحكم المطعون فيه أن الأستاذ / علاء علم الدين المحامي تولى الدفاع عن الطاعنين الثاني والسابع وكان واقع الحال في الدعوى وظروف الواقعة – على نحو ما استخلصه الحكم - لا يؤدي للقول بوجود تعارض حقيقي بين مصلحتيهما ، وكان المحامي المذكور قد حضر وترافع عنهما
في الدعوى وأبدى ما عَنَّ له من دفاع بالنسبة لكل منهما طالباً القضاء لهما بالبراءة ، ومن ثم فإن النعي على الحكم المطعون فيه في هذا الشأن يكون غير سديد ،
لما هو مقرر من أن القانون لا يمنع من أن يتولى محام واحد واجب الدفاع
عن متهمين متعددين في جريمة واحدة ما دامت ظروف الواقعة لا تؤدي للقول بقيام تعارض حقيقي بين مصالحهم . لما كان ذلك ، وكان القانون رقم 48 لسنة 1979 بإصدار قانون المحكمة الدستورية العليا المعمول به وقت نظر الدعوى نص
في المادة 29 منه على أن : " تتولى المحكمة الرقابة القضائية على دستورية القوانين واللوائح على الوجه التالي .... (ب) إذا دفع أحد الخصوم أثناء نظر الدعوى أمام إحدى المحاكم أو الهيئات ذات الاختصاص القضائي بعدم دستورية نص
في قانون أو لائحة ورأت المحكمة أو الهيئة أن الدفع جدي أجلت نظر الدعوى وحددت لمن أثار الدفع ميعاداً لا يجاوز ثلاثة شهور لرفع الدعوى بذلك أمام المحكمة الدستورية العليا ، فإذا لم ترفع الدعوى في الميعاد اعتبر الدفع كأن لم يكن ،
وكان مفاد هذا النص أن محكمة الموضوع وحدها هي الجهة المختصة بتقدير جدية الدفع بعدم الدستورية وأن الأمر بوقف الدعوى المنظورة أمامها وتحديد ميعاد لرفع الدعوى بعدم الدستورية جوازي لها ومتروك لمطلق تقديرها ، وكان يبين من الحكم المطعون فيه أنه عرض للدفع المبدى من الطاعنين الثاني والثالث والسادس
بعدم دستورية أحكام المواد ( 77 د ، 82 ، 88 مكرر ج ) من قانون العقوبات لمخالفتها أحكام المواد 54 ، 94 ، 95 ، 96 ، 99 ، 184 ، 186 من الدستور وخلص إلى انتفاء مصلحتهم في التمسك بهذا الدفع لتعديل الاتهام المسند إليهم
وعدم إعمال حكم المواد المدفوع بعدم دستوريتها في حقهم ، وكذا إعمال حكم المادة 32 من قانون العقوبات وتوقيع عقوبة الجريمة الأشد بالنسبة للطاعن السادس
ورأت المحكمة – بحق – أنه لا محل لوقف الدعوى المنظورة أمامها لرفع الدعوى بعدم دستورية تلك المواد أمام المحكمة الدستورية العليا فإن النعي على الحكم المطعون فيه في هذا الخصوص يكون غير مقبول . لما كان ذلك ، وكانت المادة (381) من قانون الإجراءات الجنائية قد نصت على أنه : " .... ولا يجوز لمحكمة الجنايات أن تصدر حكماً بالإعدام إلا بإجماع آراء أعضائها ويجب عليها
قبل أن تصدر هذا الحكم أن تأخذ رأي مفتي الجمهورية ..... " ويبين من هذا النص أن المشرع أوجب على محكمة الجنايات بعد سماع الدعوى إذا ما رأت الحكم فيها بالإعدام أن تستطلع الرأي الشرعي في هذا الشأن عن طريق عرض الأوراق
على مفتي الجمهورية إلا أن هذا الرأي غير ملزم لها فلها بعد وروده أن تأخذ به
أو تطرحه كما أن لها أن تقضي في الدعوى إذا لم يرد إليها خلال العشرة أيام التالية لإرسال الأوراق إليه ، ذلك أن توقيع العقوبة المقررة عن الجريمة وتقديرها
من اطلاقات قاضي الموضوع دون معقب عليها ودون أن تسأل عن الأسباب
التي من أجلها أوقعت العقوبة بالقدر الذي ارتأته ، هذا إلى أن المحكمة غير ملزمة بعرض ما خلص إليه مفتي الجمهورية في رأيه على الخصوم للبحث والمناقشة
إذ القانون لم يوجب عليها ذلك ، فضلاً عن أن أخذ رأي المفتي لا يكون
إلا بعد تمام المرافعة وتهيئة الدعوى للفصل فيها بما يمنع من العودة إلى فتح باب المرافعة فيها إلا إذا رأت المحكمة ذلك . لما كان ذلك ، فإن النعي على الحكم المطعون فيه بشأن تجاوز مفتي الجمهورية في إبداء رأيه الشرعي بالنسبة لتوقيع عقوبة الإعدام على متهمين لم تطلب المحكمة منه إبداء الرأي بالنسبة لهم – بفرض صحته – غير مؤثر طالما لم يكن لذلك أثر في منطق الحكم ، فضلاً عن أن النعي عليه بعدم عرض تقرير المفتي على بساط البحث والمناقشة على الخصوم وأن إحالة الأوراق للمفتي يفصح عن اتجاه المحكمة لتوقيع عقوبة الإعدام ويجعلها غير صالحة للفصل في الدعوى يكون غير مقبول ويتعارض مع ما أوجبه القانون . لما كان ذلك . وكانت المادة ( 247 ) من قانون الإجراءات الجنائية قد أوضحت الحالات
التي يمتنع فيها على القاضي أن يشترك في نظر الدعوى والفصل فيها على سبيل الحصر ، وكان النعي على المحكمة خوضها في أمور سياسية – في صدر حكمها – بشأن نشأة جماعة الإخوان المسلمين وقوامها ونظامها الأساس وأنها استقت
تلك المعلومات من العلم العام وأنه ليس له سند بالأوراق ففضلاً عن أنه لا يعد سبباً لفقد المحكمة صلاحيتها للفصل في الدعوى فهو تزيد غير مؤثر في منطق الحكم وما خلصت إليه المحكمة ، ومن ثم فإن النعي المبدى من الطاعنين في هذا الشأن يكون غير سديد . لما كان ذلك ، وكان من المقرر أن التناقض الذي يعيب الحكم ويبطله هو الذي يقع بين أسبابه بحيث ينفى بعضها ما أثبته البعض الآخر
ولا يعرف أي الأمرين قصدته المحكمة وكان النعي على الحكم تعويله على أقوال الضابط بالأمن الوطني محمد عبد الرحمن على الرغم من أنه قرر عدم إجرائه تحريات عن جماعة الإخوان المسلمين خلال الفترة من 1/6/2013 حتى 30/6/2013 لا يعد من قبيل التناقض ، كما أن استدلال الحكم على ثبوت جريمة التخابر
في حق الطاعنين من حصولهم على مبالغ مالية من العاملين بالمخابرات القطرية
لا يتناقص مع ما ثبت من عدم حصول الطاعن السادس على ثمة مبالغ لنفسه ، ومن ثم فإن النعي على الحكم المطعون فيه بالتناقض في هذا الخصوص
لا يكون له محل . لما كان ذلك ، وكان من المقرر أن الأصل في المحاكمات الجنائية هو اقتناع القاضي بناء على الأدلة المطروحة عليه فله أن يكون عقيدته
من أي دليل أو قرينه يرتاح إليها إلا إذ قيده القانون بدليل معين ينص عليه
وكان لا يشترط أن تكون الأدلة التي اعتمد عليها الحكم بحيث ينبئ كل دليل
ويقطع في كل جزئية من جزئيات الدعوى إذا الأدلة في المواد الجنائية متساندة
يكمل بعضها بعضاً ومنها مجتمعة تتكون عقيدة المحكمة ، وكان من المقرر
أن تقدير الأدلة بالنسبة إلى كل متهم هو من اختصاص محكمة الموضوع
وهي حرة في تكوين اعتقادها حسب تقديرها لتلك الأدلة واطمئنانها إليها بالنسبة
إلى متهم وعدم اطمئنانها إلى ذات الأدلة بالنسبة إلى متهم آخر ، ومن ثم فإن النعي على الحكم المطعون فيه تعويله على أقوال الشهود وتحريات هيئة الأمن القومي والأمن الوطني وتقارير لجان الفحص لدى القضاء بإدانة بعض المتهمين
واطراحها لدى القضاء ببراءة متهمين آخرين لا يعدو أن يكون جدلاً حول سلطة محكمة الموضوع في تقدير أدلة الدعوى واستنباط معتقدها منها مما لا يجوز مجادلتها فيه أو مصادرة عقيدتها بشأنه أمام محكمة النقض . لما كان ذلك ،
وكان الحكم المطعون فيه قد أعمل في حق الطاعنين حكم المادة ( 82 ب فقرة 1) من قانون العقوبات بشأن اشتراكهم في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في المواد ( 77 د ، 78 / 1 ، 2 ، 80 ) من قانون العقوبات
– والتي لم يقض بعدم دستوريتها – ولم يعمل في حقهم حكم المادة 48 من قانون العقوبات – المقضي بعدم دستوريتها في الدعوى رقم 114 لسنة 21 ق دستورية
فإن النعي عليه في هذا الخصوص يكون غير مقبول . لما كان ذلك ، وكان البين من الحكم المطعون فيه أن عدل وصف الاتهام المسند للمتهمين بأن أسند للطاعنين الأول والثالث والرابع والسادس وللمحكوم عليهم من الثامن إلى الأخير اشتراكهم
في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكابهم الجرائم المسندة إليهم في بنود الاتهام السالف بيانها بصدر الحكم والمسندة إليهم ودانهم عن تلك الجريمة بعد أن أعمل في حقهم حكم المادة 32 من قانون العقوبات فإن النعي على الحكم بشأن تحدثه عن اشتراك باقي الطاعنين في ذلك الاتفاق الجنائي – بفرض صحته – ليس له من أثر
طالما لم يعاقب أياً منهم بشيء عن تلك الجريمة . لما كان ذلك ، وكان الثابت
من مدونات الحكم المطعون فيه ومحاضر جلسات المحاكمة أن المحكمة بجلسة 6/3/2016 عدلت وصف الاتهام المسند إلى الطاعن الخامس بشأن التخابر
مع دولة أجنبية ومن يعملون لمصلحتها بقصد الإضرار بمركز البلاد الحربي والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي إلى أنه قدم إعانة للمتهمين الرابع والعاشر لارتكاب عمل ضار بالمصلحة القومية للبلاد وهي الجريمة المؤثمة بالمادة 82/1 من قانون العقوبات وذلك بعد أن ثبت للمحكمة أن ما أتاه الطاعن المذكور
من أفعال لا يجعله فاعلاً أصلياً في جريمة التخابر المسندة للمتهمين الرابع والعاشر وإنما اقتصر ما قدمه لهما على إعانتهما على ارتكاب تلك الجريمة وهو ما يجعله شريكاً فيها ، وقد أجرت المحكمة ذلك التعديل في حضور الخصوم ومحامى الطاعن الخامس ونبهته إلى هذا التعديل – حيث جرت مرافعته على أساسه – كما قامت المحكمة بذات الجلسة بتعديل وصف الاتهام المسند للطاعنين السادس والسابع
بشأن جريمة الحصول على سر من إسرار الدفاع عن البلاد لتسليمه وإفشائه
إلى دولة أجنبية إلى أنهما أعانا المتهمين الرابع والعاشر على ارتكاب تلك الجريمة وهي الجريمة المؤثمة بالمادة 82/1 من قانون العقوبات وذلك بعد أن ثبت للمحكمة أن ما أتاه كل منهما من أفعال لا يجعل أي منهما فاعلاً أصلياً وإنما هي مساعدة لاحقه على وقوع الجريمة تجعل كل منهما شريكاً فيها عملاً بحكم المادة 82/1
من قانون العقوبات وقد أجرت المحكمة ذلك التعديل في حضور الطاعنين ومحاميهما ونبهتهما إلى ما أجرته من تعديل على وصف الاتهام وجرت مرافعتها على أساسه . لما كان ذلك ، وكان الأصل أن المحكمة لا تتقيد بالوصف القانوني الذي تسبغه النيابة العامة على الفعل المسند إلى المتهم لأن هذا الوصف ليس نهائياً بطبيعته وليس من شأنه أن يمنع المحكمة من تعديله متى رأت أن ترد الواقعة
بعد تمحيصها إلى الوصف السليم الذي ترى انطباقه عليها وإذ كانت الواقعة المبينة بأمر الإحالة والتي كانت مطروحة بالجلسة هي ذاتها الواقعة التي اتخذها الحكم المطعون فيه أساساً للوصف الجديد الذي دان الطاعنين به ، وكان مرد التعديل
هو إضفاء الوصف الصحيح على الفعل أو الدور الذي ارتكبه الطاعنون الخامس والسادس والسابع بالنسبة لهاتين الجريمتين دون أن يتضمن إسناد وقائع مادية جديدة أو عناصر جديدة تختلف عن الأولى وكانت المحكمة فوق ذلك قد أجرت
ذلك التعديل في حضور الطاعنين ومحاميهم ونبهتهم إلى هذا التعديل حيث جرت مرافعاتهم على أساسه ، فإن ما قامت به المحكمة لا يجافى التطبيق القانوني السليم ولا يعد تصدياً من المحكمة لوقائع جديدة لم ترفع بها الدعوى بالمخالفة لحكم المادة (11) من قانون الإجراءات الجنائية ومن ثم فإن النعي على الحكم المطعون فيه
في هذا الشأن يكون غير سديد . لما كان ذلك ، وكان من المقرر أنه وإن كان تقدير توافر الشروط المقررة في المادة 32 من قانون العقوبات أو عدم توافرها هو من شأن محكمة الموضوع وحدها لها أن تقرر فيه ما تراه استناداً إلى الأسباب التي من شأنها أن تؤدى إلى ما انتهت إليها غير أنه لما كانت المحكمة قد أعملت المادة 32
من قانون العقوبات في حق الطاعنين بالنسبة لبعض الجرائم التي خلصت المحكمة إلى إدانتهم عنها بعقوبة الجريمة الأشد وأوقعت عقوبة مستقلة على كل متهم بالنسبة لجريمة تولي قيادة جماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها تعطيل أحكام الدستور ومنع مؤسسات الدولة من أداء عملها والانضمام إليها مع العلم بالغرض منها الواردتين بالبند تاسعاً وعاشراً ، وكان البين من واقعات الدعوى
كما أثبتها الحكم المطعون فيه أن تلك الجريمة حدثت في فترة زمنية محددة وانتظمها فكر إجرامي واحد ووقعت في مكان واحد ولسبب واحد وارتبطت مع باقي الجرائم ارتباطاً لا يقبل التجزئة مما يوجب اعتبارها جريمة واحدة عملاً بالفقرة الثانية
من المادة (32) من قانون العقوبات والحكم بالعقوبة المقررة لأشدها
بالنسبة للعقوبات الأصلية دون التكميلية ، وإذ كان الحكم المطعون فيه قد خالف
هذا النظر فإنه يتعين نقضه جزئياً وتصحيحه بالنسبة للطاعنين الأول والثالث والرابع والخامس والسادس وذلك على النحو التالي :- أولاً : بإلغاء عقوبة السجن لمدة خمسة عشر عاماً المقضي بها على المحكوم عليه محمد محمد مرسي عيسى العياط عن الجريمتين المسندتين إليه بالبندين رابعاً وثامناً والاكتفاء بعقوبة السجن المؤبد المقضي بها عليه عن الجريمة المسندة إليه بالبند تاسعاً من الحكم المطعون فيه ، ثانياً : بإلغاء عقوبة السجن خمسة عشر عاماً المقضي بها على المحكوم عليه أمين عبد الحميد أمين الصرفي عن الجريمتين المسندتين إليه بالبندين خامساً وثامناً والاكتفاء بعقوبة السجن المؤبد المقضي بها عليه عن الجريمة المسندة إليه
بالبند تاسعاً من الحكم المطعون فيه ، ثالثاً : بإلغاء عقوبة السجن المشدد لمدة خمسة عشر عاماً المقضي بها على المحكوم عليه أحمد على عبده عفيفي
عن الجريمة المسندة إليه بالبند عاشراً والاكتفاء بعقوبة الإعدام المقضي بها عليه عن الجرائم المسندة إليه بالبنود أولاً أ ، ثالثاً أ ، خامساً أ ، سادساً أ ، ثامناً
من الحكم المطعون فيه ، رابعاً : بإلغاء عقوبة السجن المشدد المقضي بها
على المحكوم عليه خالد حمدي عبد الوهاب أحمد رضوان عن الجريمة المسندة إليه بالبند عاشراً والاكتفاء بالعقوبة المقضي بها عليه بالسجن المشدد لمدة خمسة عشر عاماً وتغريمه عشرة آلاف دولار عن الجريمة المسندة إليه بالبند سادساً من الحكم المطعون فيه ، خامساً : بإلغاء عقوبة السجن المشدد لمدة خمسة عشر عاماً المقضي بها على المحكوم عليه محمد عادل حامد كيلاني عن الجريمة المسندة إليه بالبند عاشراً والاكتفاء بعقوبة الإعدام المقضي بها عليه عن الجرائم المسندة إليه بالبنود أولاً ب ، ثالثا ب ، خامساً أ ، ثامناً من الحكم المطعون فيه ورفض الطعن فيما عدا ذلك .